Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ردع العدوان"... قصة سقوط الأسد ودحض رواية "التسليم والتسلم"

وثائقي يروي خفايا تحرير سوريا... وانتقادات لما اعتبر "تهميشاً لأطراف أخرى في الثورة"

الشرع محاطاً بعدد من المسؤولين السياسيين والعسكريين السوريين متحدثاً في دمشق بالذكرى السنوية الأولى لسقوط الأسد، في 8 ديسمبر الحالي (أ ف ب)

ملخص

عرض في سوريا أخيراً فيلم يحمل اسم "ردع العدوان"، يروي قصة المعركة التي أسقطت حكم بشار الأسد في أواخر عام 2024.

جحافل الجيش المنتصر تخطو بثقة في رتل وتتهيأ دخول دمشق في حين يقابلها رتل آخر من الجيش المنهزم تخرج بالأفواج، هذا المشهد الأخير في معركة "ردع العدوان" التي أسقطت حكم بشار الأسد، وهو ذلك الموقف الذي شاهده الرئيس السوري، أحمد الشرع بأم عينه أثناء وصوله إلى العاصمة بعدما قاد عمليات المعركة منذ انطلاقها، وترك تأثيراً فيها بنفسه.

ويلخص الشرع هذا الموقف عبر حديثه في فيلم وثائقي نفذته المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني، وعرض في دار الأوبرا بعنوان "ردع العدوان"، بأن عناصر الجيشين، المنتصر والمنهزم، حين التقوا بعد إعلان النصر تبادلوا التحية. وقال "لا توجد معركة عسكرية فيها هذا المستوى من الرحمة على الإطلاق" في إشارة إلى حقن الدماء.

ويوثق الفيلم عملية تحرير سوريا، ورصد التحضيرات التي سبقت بدء المعركة والتجهيز لها. واعتمد الوثائقي على شهادات حية لصناع القرار والقادة في وسط المعارك، وكشف للمرة الأولى تفاصيل اللحظات الحاسمة التي سبقت "ردع العدوان"، وتداعياتها من خلال وثائق مصورة عما دار في غرف العمليات حتى دقت ساعة الصفر.

في الطريق إلى دمشق

 وكانت غرفة العمليات العسكرية تمكنت من السيطرة على مدينة حلب، بشمال سوريا بعد تقهقر الخطوط الدفاعية لجيش الأسد والقادة والعناصر الإيرانيين، وصولاً لتساقط المدن والقرى في الطريق إلى دمشق. ويرصد الفيلم مجريات أحداث بدأت في أواخر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 وحتى الثامن من ديسمبر (كانون الأول) من العام ذاته. وظهر فيه الشرع وعدد من الوزراء، لا سيما وزير الخارجية أسعد الشيباني، ووزير الداخلية أنس الخطاب، وعدد من قادة العملية الميدانية، في رواية شاملة عن المعركة.

إزاء هذا ترى سيدة تابعة الوثائقي، وتحمل لقب "شامية"، أن "الفيلم وبعيداً من كونه يحمل تفاصيل خطط المعركة وأحداثها، فإنه يحمل رسائل تربوية، حيث أبرز القادة الميدانيون درجة انضباط عالية وكانوا يتخذون القرارات الحاسمة في الوقت المناسب". وأضافت، "أدعو الأهالي لحضور هذا الفيلم مع أطفالهم والتعلم منه".

 

اتهامات بالتهميش والإقصاء

"ليس هكذا تورد الإبل"، بهذه العبارة يرى عمر خريبة أن الفيلم انحاز في سرده، "فسلط الضوء على جماعة بعينها نسب إليها الفضل، في حين همش وأقصى جماعات أخرى". وأضاف، "ولا بهذا الأسلوب توأد الفتن، أو ترص الصفوف، أو تتوحد الكلمة، فمن يقصى اليوم من الرواية، سيقصى غداً من التاريخ".

ويقول كثر في سوريا إن "هيئة تحرير الشام" ليست وحدها من شارك في المعركة بل هناك أيضاً "جيش الأحرار"، و"فيلق الشام"، و"صقور الشام"، و"جيش الإسلام" وغيرها من الفصائل. وتساءل ناشطون عن خلفية إبراز فصيل ونسيان الحديث عن تضحيات باقي الفصائل العسكرية والتشكيلات وتضحيات قادتها وعناصرها.

في المقابل تحدث ناشطون وشخصيات إعلامية وسياسية حول أن الوثائقي دحض فرضية كل من تحدث عن عملية "تسليم وتسلم" البلاد تمت لمصلحة "غرفة العمليات العسكرية"، بعدما سادت رواية على مدار عام مفادها أن النصر سببه اتفاق دولي على إزاحة بشار الأسد، الذي حكم سوريا منذ عام 2000 وحتى 2024 وارثاً الحكم عن والده حافظ (حكم من 1970 إلى 2000). وأكد الناشطون أن "التخطيط والتدريب والتجهيز للمعركة كان متواصلاً للوصول إلى التحرير".

في غضون ذلك أطل ضمن الوثائقي، الشيباني الذي تلقى اتصالات فور دخول حلب وقبيل الاتجاه إلى حماة، ومنها اتصال من المبعوث الأممي، غير بيدرسون الذي طلب التهدئة، وبموافقة النظام السابق على تنفيذ القرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن في 18 ديسمبر (كانون الأول) 2015 يهدف إلى وقف إطلاق النار والعمل على التوصل إلى تسوية سياسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

متابعة شعبية في دور العرض

في الأثناء تابع السوريون في كل المحافظات السورية الفيلم كاملاً (مدته أكثر من ساعتين) في الصالات ودور العرض السينمائي، والمراكز الثقافية والجامعات بحضور شعبي كثيف ونخب وشخصيات دينية وفكرية وثقافية. وعرض على قناة الإخبارية الحكومية. وقال محافظ ريف دمشق، عامر الشيخ إن الوثائقي "يمنع أي محاولة للتزوير، ويبرز دور الأبطال العسكريين".

وضم الوثائقي صوراً ومشاهد من عملية "ردع العدوان" التي حشد لها 8 آلاف مقاتل، ومعدات عسكرية من مجنزرات ودبابات في فصل الشتاء، وتحت ظروف قاسية، ولم تمنع تقلبات الطقس تنفيذ أكبر مغامرة عسكرية في مواجهة الأسد.

وعلاوة على السرية التامة التي حظي بها التحضير للعملية، قال أحد "الانغماسيين" الذي شاركوا بالمعركة لـ"اندبندنت عربية"، إنه لم يتح لأحد الاطلاع على موعد المعركة "كنا نشعر بأن هجوماً سينفذ لكن القادة كانوا يقولون لنا إن الأمر سيطول. هذا الكلام كان قبل يوم واحد من انطلاق العملية. وفي ذات يوم الهجوم على حلب علمنا بساعة الصفر".

ومع ذلك ركز الفيلم على اقتحام حلب كونها مفتاح الوصول إلى دمشق، كما قال الشرع في إطلالته حيث اقتحمت المدينة من ستة محاور رئيسة لتشتيت الطيران الروسي فضلاً عن رواية عدد من الملاحم البطولية لفرقة "العصائب الحمراء" و"ملحمة مدرسة المجنزرات" في حماة. ورصد الفيلم الدهاء السياسي الذي تمتع بها العسكريون بإبلاغ المفاوض الروسي عن سقوط نظام الأسد بمدة 48 ساعة بينما كانت الحاجة إلى سقوطه أكثر من ذلك، وهو ما عجل بسحب يد الجانب الروسي من المعركة التي انتهت بهرب الأسد إلى موسكو لاجئاً.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير