Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أزمة البنزين و"بريكست" يخيمان على مؤتمر المحافظين في بريطانيا

جونسون يتعهد المضي في خطته للتعافي بعد كوفيد-19 من أجل إعادة البناء بشكل أفضل

عشية بدء الجيش البريطاني، الإثنين 4 أكتوبر (تشرين الأول)، توزيع المحروقات على المحطات، وفق ما أعلنت الحكومة، الجمعة، يعقد حزب المحافظين مؤتمره السنوي، الأحد، بشكل شخصي للمرة الأولى منذ عام 2019، بعد أن أجبر كوفيد-19 مؤتمر العام الماضي على الانعقاد افتراضياً.

يأتي ذلك، في ظل سجال عن أسباب الأزمة وبشأن "بريكست" وسياسات حكومة المحافظين برئاسة بوريس جونسون.

فعلى الرغم من سعي الحكومة إلى تحميل كوفيد-19 مسؤولية النقص في سائقي الصهاريج الأجانب، ما أدخل بريطانيا في أزمة توزيع غير مسبوقة للوقود على المحطات، لكن تداعيات "بريكست" حاضرة، ومنها أنه حد في يناير (كانون الثاني) من حرية دخول عمال دول الاتحاد الأوروبي إلى بريطانيا.

وأدت أزمة المحروقات الناجمة عن نقص السائقين أيضاً إلى تعطيل تسليم البضائع للمتاجر في جميع أنحاء البلاد، حتى بات مشهد الرفوف الفارغة في المحلات أمراً مألوفاً.

ومع اقتراب عيد الميلاد، هناك تحذيرات من نقص في إمدادات الطعام ولعب الأطفال بسبب مشاكل التوصيل ونقص العمال الموسميين الذين كان كثير منهم يأتي في السابق من أوروبا.

وسط ذلك، قال أوليفر داودن، رئيس حزب المحافظين الحاكم، الأحد، إن ثمة تحسناً في توافر الوقود في المحطات بمعظم أنحاء البلاد، لكن لا تزال هناك مشكلة في لندن وجنوب شرق إنجلترا.

وأضاف داودن لشبكة "سكاي نيوز"، "يشعر الناس بالإحباط الشديد، وأشاركهم غضبهم وإحباطهم لعدم تمكنهم من الحصول على البنزين. ولهذا السبب تعمل الحكومة لحل هذا الوضع".

جونسون يتعهد المضي في خطته

ووجه جونسون رسالة قوية إلى أعضاء الحزب ومؤيديه، تعهد خلالها بالمضي قدماً في خطته للتعافي بعد كوفيد-19 من أجل "إعادة البناء بشكل أفضل" على جميع الصعد، من البنية التحتية إلى التغير المناخي.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتطرق جونسون إلى فوز حزب المحافظين الكاسح في انتخابات عام 2019 ونجاحه في إبرام الاتفاق التجاري مع بروكسل، قائلاً "حكومة المحافظين هذه لديها سجل حافل في الإنجاز: لقد أتممنا خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتوصلنا إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي (...) بحيث أوفينا بوعدنا الانتخابي".

وتتعرض حكومة جونسون للهجوم ليس بسبب تداعيات كوفيد-19 فحسب، بل بسبب سلسلة من الأزمات المتصاعدة مثل الضرائب والهجرة أيضاً.

ويمكن لجونسون أن يضيف إلى إنجازاته إطلاق لقاح ناجح مضاد لـكوفيد-19 نال موافقة سريعة وشهد حتى الآن تلقيح أكثر من 82 في المئة من السكان بجرعتين.

لكن هذا لن يخفي الغضب المستمر تجاهه بسبب طريقة استجابته للجائحة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 136 ألفاً، إضافة إلى الزبائنية في توقيع عقود التلزيمات المتعلقة بمكافحة فيروس كورونا.

وقد خاطر أيضاً بخسارة دعم زملائه المحافظين لخرقه تعهداً انتخابياً بعدم زيادة الضرائب، بعد إعلانه عن تمويل هائل لقطاع الرعاية الصحية الذي يعاني من أزمة.

وبالنسبة إلى "بريكست"، أثار جونسون غضب بروكسل بتهديده بتعليق الترتيبات التجارية الجديدة مع إيرلندا الشمالية، وتأخيره التنفيذ الكامل لعمليات التفتيش عند الحدود للواردات من دول التكتل.

إصدار تأشيرات مؤقتة

وقال جونسون، السبت، إنه سيواصل مراجعة قواعد الهجرة، ولم يستبعد إصدار مزيد من التأشيرات المؤقتة في محاولة للمساعدة في تخفيف النقص في سائقي الشاحنات الذي أدى إلى نقص الوقود.

وأعلنت بريطانيا في الأسبوع الماضي أنها ستصدر تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق شاحنة أجنبي و5500 عامل دواجن في محاولة لحل النقص الحاد في القوى العاملة الذي عطل إمدادات الوقود للمحطات وتسبب في صعوبات في إنتاج الغذاء.

وتقول جمعية النقل البري البريطانية إن البلاد تواجه عجزا في السائقين يبلغ نحو مئة ألف سائق نتيجة هجر العمال هذا القطاع ووقف الجائحة تدريب السائقين واختبارهم لمدة عام تقريباً وقواعد الهجرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التي تمنع توظيف سائقين من أوروبا.

ولم يستبعد جونسون الذي كان يتحدث للصحافيين خلال زيارة لأحد المستشفيات احتمال إصدار مزيد من التأشيرات المؤقتة.

وكانت الحكومة أعلنت، الجمعة، أنها ستنشر قرابة 200 من العسكريين، من بينهم 100 من سائقي الشاحنات العسكرية، اعتباراً من الاثنين للمساعدة في توصيل الوقود إلى محطات الوقود والمساعدة في معالجة النقص في سائقي مركبات البضائع الثقيلة.

وقال وزير الدفاع بن والاس الأسبوع الماضي "على الرغم من أن الوضع بدا يستقر فإن قواتنا المسلحة موجودة لشغل أي وظائف مهمة شاغرة والمساعدة في استمرار الحركة في البلاد من خلال دعم الصناعة لتوصيل الوقود إلى المحطات".

احتجاج وانتقاد "عمالي"

كذلك، يواجه جونسون انتقادات لعدم قيامه بما يكفي لمعالجة تزايد أعداد المهاجرين الآتين من فرنسا عبر بحر المانش.

وقد تجمع، السبت، متظاهرون بعضهم يلوح بأعلام الاتحاد الأوروبي في القرب من مكان انعقاد مؤتمر المحافظين في مانشستر في شمال غربي بريطانيا.

ورفع أحد المتظاهرين لافتة كُتب عليها "حكومة محافظين فاسدة. إنهم كاذبون وغشاشون ودجالون، أخرجوهم الآن".

والأسبوع الماضي، وجه كير ستارمر زعيم حزب العمال المعارض انتقادات حادة إلى جونسون، ووصفه بأنه مجرد شخص مهووس بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون خطة، وإن كان لا يزال يحافظ على شعبيته.

وقال ستارمر منبها جونسون بشأن سياساته الاقتصادية "لدينا أزمة وقود وأزمة رواتب وأزمة سلع وأزمة غلاء معيشة، كل هذا في الوقت نفسه".

المزيد من الأخبار