Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

غزة الشرقية "بلا سلاح" وتنتظر مصيرها من خطتين

إسرائيل تروج لقدرتها على تنفيذ إعلان "السلام والازدهار" والولايات المتحدة تتقدم في مشروع "شروق الشمس"

مشروع "شروق الشمس" يهتم بإعادة إعمار قطاع غزة بكلفة تقديرية تتجاوز 112 مليار دولار على مدى 10 أعوام (أ ف ب)

ملخص

يقول متحدث الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني "الأهداف التي تم تدميرها تشمل أنفاقاً تابعة لمختلف التنظيمات في قطاع غزة، ومصانع أسلحة وذخيرة وطائرات مسيرة ومنصات إطلاق صواريخ ومكاتب تنظيمية، هذا الأسبوع وحده استهدفنا 90 هدفاً ضمن عملية تطهير المنطقة، وتتواصل عملياتنا مع احتمال وجود بعض بقايا بنية تحتية في المنطقة".

وسط تطور أخبار غزة، إذ يجتمع الوسطاء القطريون والمصريون والأتراك مع الأميركيين في ميامي لبحث المرحلة الثانية من خطة غزة، وتقدم الولايات المتحدة خطة "شروق الشمس" لإعادة بناء القطاع، أعلن الجيش الإسرائيلي عن مفاجأة من شأنها أن تسهل على الرئيس دونالد ترمب تنفيذ خطة "السلام والازدهار" من دون أي عراقيل.

بحسب القناة الـ12 الإسرائيلية فإن الجيش أتم نزع سلاح "حماس" في غزة الشرقية خلف الخط الأصفر التي لا تزال منطقة انتشار جنود قوات تل أبيب، وبهذا تكون مساحة 52 في المئة من مناطق القطاع مطهرة من الفصائل الفلسطينية.

تدمير الأنفاق

يقول متحدث الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني "أنهت قواتنا نزع السلاح من غزة الشرقية، وذلك في إطار العمليات العسكرية المتواصلة، خلال الأشهر الماضية عملت ستة ألوية داخل الخط الأصفر، ودمرت البنية التحتية للفصائل الفلسطينية".

ويضيف المتحدث "الأهداف التي تم تدميرها تشمل أنفاقاً تابعة لمختلف التنظيمات في قطاع غزة، ومصانع أسلحة وذخيرة وطائرات مسيرة ومنصات إطلاق صواريخ ومكاتب تنظيمية، هذا الأسبوع وحده استهدفنا 90 هدفاً ضمن عملية تطهير المنطقة، وتتواصل عملياتنا مع احتمال وجود بعض بقايا بنية تحتية في المنطقة".

تأييد أميركي ورفض عربي

في الواقع لقي هذا الخبر معارضة جميع الوسطاء لما له من أبعاد سياسية خطرة، ولكنه في الوقت نفسه وجد ترحيباً أميركياً، إذ خرج وزير الخارجية الأميركي مارك روبيو، مؤكداً أنه لا سلام ممكناً في غزة من دون نزع سلاح "حماس"، وأنه يجري إحراز تقدم في تنفيذ خطة غزة للسلام.

إلا أن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي يرى هذا الخبر خطراً، قائلاً "يجب البدء في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ونرفض أي خطط لتهجير الفلسطيني، نرفض محاولات تغيير الواقع الديموغرافي والجغرافي للأراضي الفلسطينية".

الوقت غير بريء

في الواقع ليس صدفة أن تعلن إسرائيل انتهاء نزع سلاح غزة الشرقية، وإنما جاء في الوقت الذي تواجه فيه الولايات المتحدة صعوبة في إقناع قوة الاستقرار الدولية في نعمة نزع سلاح "حماس"، وأيضاً في الوقت الذي روج فيه ترمب لتنفيذ البند 17 من خطة السلام والازدهار، فهل تريد تل أبيب الترويج لنفسها أنها الجهة الوحيدة القادرة على نزع سلاح "حماس"؟ أم تريد فتح المجال لتنفيذ المرحلة الثانية في غزة الشرقية فقط؟

يقول الباحث السياسي نبيل صبيح "تريد إسرائيل تحقيق الهدفين، بأنها الجهة الأقدر على نزع سلاح ’حماس‘، وفي الوقت نفسه تمهد الطريق لتنفيذ المرحلة الثانية في غزة الشرقية".

ويضيف الباحث السياسي "غزة الشرقية منطقة سيطرة الجيش الإسرائيلي ولا يوجد فيها ’حماس‘ ولا حتى سكان، وهذا يعني أن إسرائيل تستعد لنقل المدنيين من غزة الغربية إلى مناطق سيطرتها وهذا يعني أيضاً بدء المرحلة الثانية".

الترويج لنفسها

إذا كانت إسرائيل تريد الترويج لنفسها أنها الجهة الوحيدة القادرة على نزع سلاح "حماس"، فإن المؤشرات لذلك كثيرة، إذ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "حركة ’حماس‘ ستجرد من سلاحها إما بالطريقة السهلة أو بالطريقة الصعبة".

وأضاف نتنياهو "قوة الاستقرار الدولية لن تكون قادرة على نزع سلاح ’حماس‘ وترفض هذه المهمة، في البداية سنترك لهم المجال لفعل ذلك، لكن في النهاية سنضطر إلى التدخل، فإسرائيل هي القوة الوحيدة القادرة على نزع سلاح مقاتلي الحركة".

 

منذ أسابيع تخوف إسرائيل من الوضع في غزة الغربية التي تسيطر عليها "حماس" وترى أنه ليس إيجابياً من وجهة نظرها، وفي نقاش أمني أفاد جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) أن "حماس" تبث الرعب والخوف في قطاع غزة، ومن ثم تمكنت من إعادة فرض سيطرتها على رغم أنه يجب عليها نزع سلاحها وعدم المشاركة في الحكومة في غزة.

وكأن إسرائيل تروج أن الخطر في غزة الغربية التي تسيطر عليها "حماس" وتريد التدخل لنزع سلاحها، يقول وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر "الاتفاقية الدولية التي أيدتها عشرات الدول تلزم حركة ’حماس‘ نزع سلاحها بالكامل، تنفيذ هذا الالتزام سيكون العامل الحاسم في مصير الخط الأصفر، إذا لم تلتزم ’حماس‘ بنزع السلاح، ستتخذ إسرائيل خطوات لتقليص هذا الخط، بينما إذا تولت جهات أخرى تنفيذ المهمة، فسيتم توسيعه".

أما وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس فيقول "سيتم تفكيك كل الأنفاق في قطاع غزة حتى آخر نفق، وسيتم نزع سلاح ’حماس ‘ بواسطة القوة الدولية أو الجيش الإسرائيلي".

تمهيد لما هو مقبل

يعقب الباحث السياسي نبيل صبيح "تستغل إسرائيل رفض القوة الدولية المشاركة في نزع سلاح ’حماس‘ لتقول أنا جاهزة لفعل ذلك، إذ لا يمكن للحركة أن تبقى بالسلاح، وهذا يشكل خطراً أمنياً على دولتنا".

ويضيف صبيح "منذ أيام تروج إسرائيل للعودة للحرب في غزة وتهدد بذلك، وهذا من شأنه أن يمنحها الأحقية في نزع سلاح ’حماس‘، وتخطط لنقل السكان لغزة الشرقية أي للمناطق التي تسيطر عليها وباتت من دون سلاح".

ويوضح أن غزة ستشهد حرباً جديدة لتنقل إسرائيل السكان لغزة الشرقية، ثم تبدأ هي في تفكيك سلاح "حماس" في غزة الغربية، وأثناء فعل ذلك تبدأ المرحلة الثانية من خطة ترمب للسلام والازدهار في غزة الشرقية.

المرحلة الثانية… رفح العاصمة

إذا كانت إسرائيل فعلياً معنية بالمرحلة الثانية من خطة غزة التي تشمل إعادة إعمار المنطقة المدمرة ونزع سلاح "حماس"، فإن خبر انتهاء نزع سلاح "حماس" في غزة الشرقية يفيدها في الموضوع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إذ تتحدث التسريبات الإسرائيلية والأميركية عن تمهيد منطقة الخط الأصفر لإعمار جزئي منفرد بعيداً من المرحلة الثانية من اتفاق غزة، وذلك تفعيلاً للبند 17 من خطة "السلام والازدهار" الذي ينص على أنه تبدأ مراحل الإعمار في غزة الشرقية.

كثيرة مؤشرات إسرائيل حول دخول المرحلة الثانية من خطة "السلام والازدهار" في غزة الشرقية، إذ قبلت تل أبيب طلب الإدارة الأميركية بالشروع فوراً في إزالة كميات الأنقاض الهائلة المنتشرة في أنحاء غزة الشرقية، على أن تبدأ العملية في مدينة رفح وأن تتحمل إسرائيل كامل كلفتها.

ويعد رفع الأنقاض شرطاً أساساً للانتقال إلى المرحلة الثانية التي تنص على بدء إعادة الإعمار من رفح باعتبارها منطقة نموذجية يمكن أن تستقطب سكاناً من مختلف مناطق القطاع لاحقاً.

شروق الشمس

بعد ذلك كشف النقاب عن مشروع شروق الشمس لإعادة إعمار قطاع غزة، بكلفة تقديرية تتجاوز 112 مليار دولار على مدى 10 أعوام، وتنفذ من الجنوب في رفح وخان يونس، ثم تنتقل شمالاً إلى المخيمات الوسطى، وصولاً إلى مدينة غزة، حيث تعد "رفح الجديدة" مقر الحكم في غزة، وستضم أكثر من 500 ألف نسمة، مع أكثر من 100 ألف وحدة سكنية، و200 مدرسة، وأكثر من 75 منشأة طبية، و180 مركزاً ثقافياً.

يقول الباحث السياسي نزار نزال "تنفيذ المرحلة الثانية في غزة الشرقية يعني تحقيق المصالح الإسرائيلية ومساعدة الولايات المتحدة في تحقيق ريفييرا الشرق الأوسط وفرض الولاية على غزة".

ولكن نزال يوضح أن "هذا التحرك المنفرد يهدد بتعطيل المرحلة الثانية من الاتفاق لصالح أفكار إسرائيلية بتقسيم القطاع وعدم الانسحاب منه، أما الحديث عن نزع سلاح غزة الشرقية فيبقى مجرد تصريحات إسرائيلية مطاطية وبمثابة ورقة ضغط لا أكثر، لأنه لا دليل مبدئياً على نزع السلاح، وربما ضغط على الوسطاء و’حماس‘ لتعجيل نزع السلاح".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير