Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كورونا يتوسع بين المراهقين البريطانيين وخبراء يربطونه مع تأخر إقرار اللقاح

كان يفترض تطعيم من تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة قبل إعادة فتح المدارس لتفادي زيادة العدوى بينهم

لم يبدأ تلقيح اليافعين في بريطانيا إلا بعد العودة للمدارس (غيتي)

نبه خبراء بريطانيون إلى أن الأطفال "يدفعون ثمن" تأخر السلطات في المملكة المتحدة في الموافقة على تطعيم من تتراوح أعمارهم بين 12 و16 سنة بلقاح كورونا، في وقت يسُجل فيه ارتفاع في عدد حالات الإصابة بالمرض ضمن هذه الفئة العمرية، ما تسبب في تعطيل هؤلاء عن تلقيهم التعليم في المدارس.

وقد تغيب أكثر من 100 ألف طفل عن مقاعد الدراسة بسبب إصابات مؤكدة أو مشتبه فيها بعدوى "كوفيد"، خلال الأسبوع المنتهي في 16 سبتمبر (أيلول) المنصرم، فيما بلغ عدد حالات الإصابة بالفيروس بين من تتراوح أعمارهم بين الخامسة والرابعة عشرة، حوالى 811 لكل 100 ألف، خلال الفترة نفسها تقريباً، ما يشكل رقماً قياسياً في الوباء.

وفي حال استمرار هذا النمو في حالات الإصابة، فلن تتطلب المسألة أكثر من بضعة أسابيع قبل أن يُضطر عدد مماثل من الأطفال إلى البقاء خارج مدارسهم، نتيجة إصابتهم بكورونا، على غرار ما كانته الحالة خلال فصل الصيف، حينما أجبر نظام "الفقاعات الاجتماعية" [مجال اجتماعي للتواصل الآمن والمغلق بين مجموعاتٍ من الأسر أو فئات العمل، يسهم في تقليل مخاطر انتقال العدوى] قرابة مليون و100 ألف شاب على عزل أنفسهم.

في ذلك الصدد، رأت أيرين بيترسن أستاذة علم الأوبئة في "كلية لندن الجامعية" UCL، أن تجنب النسبة الأكبر من هذا الارتفاع الراهن في عدد حالات الإصابة المبلغ عنها بين الأطفال، كان ممكناً لو بدأ تطعيم الأطفال ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، قبل إعادة فتح المدارس.

وأضافت بيترسن، "أعتقد أننا لو بدأنا التطعيم في أغسطس (آب) الفائت، على غرار ما فعلت إيرلندا ودول أوروبا طيلة فصل الصيف، لكان بإمكاننا تدارك هذا الارتفاع الهائل في الإصابة بالعدوى بين المراهقين الصغار. أرى أننا تأخرنا كثيراً في إطلاق برنامج تطعيم الأطفال. إنني أدرك كلياً طبيعة المسألة وسبب تأخر صدور القرار. في المقابل، أرى أن المراهقين الشباب يدفعون الثمن الآن، إضافة إلى ذويهم".

جدير بالذكر أن الزيادة الأسبوعية التي قُدرت بـ80 في المئة في إصابات الأطفال بالفيروس، تزامنت أيضاً مع ارتفاع في عدد حالات الإصابة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و49 سنة، وقد بلغ معدل الإصابة في صفوفهم الآن حوالى 286 فرداً لكل 100 ألف.

من جهة أخرى، لم تبدأ حملة تطعيم المراهقين الصغار إلا يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي، ما وضع حداً لأسابيع من النقاشات بين المسؤولين عن قطاع الصحة في بريطانيا، في ما يتعلق بالسياسة التي ستُعتمد في شأن هذه الفئة العمرية.

وفي وقت سابق، أحالت "اللجنة المشتركة للتطعيم والتحصين" Joint Committee on Vaccination and Immunization تلك المسألة، بعد مراجعة مطولة، إلى المسؤولين الطبيين الأربعة الكبار في المملكة المتحدة، بغية اتخاذ قرار في هذا الصدد. وقد أوصىى أولئك المسؤولون بوجوب إعطاء أكثر من 3 ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة، جرعةً واحدة من لقاح "فايزر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في ذلك الشأن، انتقد الدكتور ستيفن غريفين عالِم الفيروسات في "جامعة ليدز"، حالة "التردد والتأخير" من قبل مستشاري الصحة، وقد أثبتت أنها حالة "باهظة الكلفة". وأشار غريفين إلى أن الهيئة المنظمة للأدوية في المملكة المتحدة خلصت في بداية يونيو (حزيران) إلى أن لقاح "فايزر" آمن وفعال للاستخدام في هذه الفئة العمرية.

وتساءل الدكتور غريفين "لماذا استغرق منح الموافقة هذا الوقت الطويل؟ لقد تلكأوا في اتخاذ القرار في شأن اللقاحات. وبالنسبة إلي، فإن الرسالة المحيطة بهذا التأخير، التي يعتبر فيها الناس أن الفوائد المترتبة عن اللقاحات هامشية تماماً، قد عززت بشكل أساسي، موقف الأفراد الذين يعارضون تطعيم الأطفال".

في الإطار نفسه، أشار ذلك المتخصص بالفيروسات إلى وجود حالة مؤذية متمثلة في الجدال حول تسبب اللقاح في التهابات القلب، أُبلِغَ عن حدوثها في حالات نادرة بين المتلقين الذكور للقاح "فايزر"، كانت غالبيتهم من صغار السن.

وأضاف الدكتور غريفين، "إن أكثر ما يثير القلق لدي، أن يصاب ابني بعدوى "كوفيد-19"، أو أن يعاني مرضاً يجبره على ترك مقاعد الدراسة". وأقر بأن "الأطفال أقل عرضةً نسبياً للإصابة بمرض خطير وحاد". واستدرك مشيراً إلى "أننا ندرك أن الصغار عرضة أيضاً للإصابة بهذا الفيروس، ونعرف أن أكثر من ألف شخص ممن تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة قد أدخلوا إلى المستشفيات شهرياً خلال الفترة القليلة المنصرمة".

وأردف، "بناءً على التقديرات المقدمة، نحن نعلم أن ما بين 2 و14 في المئة من الأطفال، يُصابون بأعراض "كوفيد- 19" طويلة الأمد التي تمتد لفترة ثلاثة أشهر أو أكثر. وذلك يُعد فظيعاً بالنسبة إلى تلك الفئة العمرية الفتية، غير أن هذا الخطر بات أمراً يُستهان به".

واستناداً إلى آخر الأبحاث العلمية، من بين 100 ألف طفل متغيبين الآن عن مدارسهم في بريطانيا بسبب "كوفيد"، يتوقع أن تظهر أعراض طويلة الأمد للعدوى على ما بين ألفين و14 ألفاً منهم. وفي المقابل، يخشى خبراء الصحة أن ترتفع هذه الأرقام إلى ما بين 20 ألفاً و140 ألفاً، إذا ما أصيب نحو مليون طفل بالفيروس في الأسابيع المقبلة.

وانطلاقاً من ذلك، تعتبر البروفيسورة أيرين بيترسن من "كلية لندن الجامعية"، أنه من المهم للغاية أن يصار فوراً إلى تسريع تطعيم الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 سنة.

وأضافت، "آمل في أن يتمكنوا من إنجاز ذلك في أسرع ما يمكن، لأن من شأن هذا المسار أن يؤمن حماية أفضل لهم وأيضاً لأولئك الذين لم يُصابوا بالعدوى".

من جهة أخرى، اعتبرت أورلا هيغارتي الأستاذة المساعدة في الهندسة المعمارية والتخطيط والسياسة البيئية في "كلية دبلن الجامعية" UCD، أنه يتعين على المدارس في غضون ذلك، أن تفكر في إعادة تطبيق بعض إجراءات "كوفيد" التي أوقفت الحكومة البريطانية العمل بها، قبل إعادة فتح الصفوف التعليمية.

جدير بالذكر أن المجلس المحلي في "دينبيشاير" في "ويلز"، بات آخر المجالس التي طالبت المدارس بتعزيز وضع الطلاب الأقنعة وممارسة التباعد الاجتماعي، في وقت اضطُرت فيه بعض المدارس في إنجلترا إلى إغلاق أبوابها موقتاً بسبب ارتفاع عدد الطلاب المصابين بفيروس "كوفيد".

ووفق البروفيسورة هيغارتي، "يمكننا اتخاذ إجراءات من شأنها أن تسهم في تخفيف انتشار الفيروس بشكل فاعل في المدارس، كارتداء أقنعة الوقاية، وتنقية الهواء في الصفوف الدراسية، ما يمكن أن يقلل مخاطر انتقال العدوى".

وتضيف الأستاذة في "كلية دبلن الجامعية" أنه "في المدارس الابتدائية والثانوية الأوروبية، تكون لدى إداراتها تدخلات بيئية تتعلق بسياسات التنقية والتهوية، والحد من الاكتظاظ، وذلك من خلال توظيف مزيد من المعلمين، أو عبر استخدام مساحات أكبر. ولا تزال لديها سياسات اختبار وتتبع، بحيث يعزل الفصل بأكمله إذا تبين أن تلميذاً ما جاءت نتيجته إيجابية لجهة الإصابة بالمرض. وإذا ما جرى التعامل مع حالات الإصابة بجدية في وقت مبكر، فلن يتطور الوضع الصحي إلى حالة أكبر وأكثر إزعاجاً خلال فصل الشتاء".

وعلى نحو مماثل، تولت السلطة المحلية في مقاطعة "كامبريا"، زمام الأمور بنفسها في الاستجابة لارتفاع معدل الإصابات بالمرض بين الأطفال. ونصحت الأهالي بوجوب إبقاء أشقاء الأطفال الذين لديهم حالات كورونا مؤكدة خارج المدرسة، على الرغم من أن المبادئ التوجيهية الحكومية تنص على أن الأطفال دون عمر 18 سنة، لا يحتاجون لعزل ذاتي إذا كانوا على اتصال وثيق مع مُصاب لم تظهر عليه أعراض كورونا.

وكذلك اعتبر جون ريتشاردز مساعد الأمين العام لاتحاد "يونيسون" Unison [يضم مليوناً و300 ألف عضو. ويمثل موظفين في القطاعين العام والخاص] أن الحكومة البريطانية تجاهلت تحذيرات في شأن "عدم اعتماد تدابير السلامة الخاصة بـكورونا في المدارس".

وأضاف، "الاضطراب الواسع النطاق جاء متوقعاً تماماً خلال هذا الفصل الدراسي. وإلى حين دخول برنامج تطعيم التلاميذ حيز التنفيذ، يتعين زيادة مستوى مساعدة المدارس على ضمان تدفق أفضل للهواء النقي في مختلف أنحاء مبانيها".

وقد خلص إلى إن "فتح النوافذ قد يكون خياراً الآن، لكن ذلك سيتضاءل في عز برد الشتاء. وكلما سارعت المدارس إلى التزود بمرشحات الهواء، يكون ذلك أفضل".

© The Independent

المزيد من صحة