Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جوازات سفر اللقاح ضرورية ولقد تلقيت جرعتي اللقاح

من الخطأ الاسترخاء فيما الوباء لم يصل إلى نهايته وثمة أناس يموتون بسبب كورونا

تلقي اللقاح ضرورة والحصول على مناعته لا يعني عدم التحوط من الفيروس (غيتي)

تلقيتُ الطعم. تلقيتُ الطعم. وقد سألني الصيدلي المحلي يوم السبت الماضي متى أرغب في تلقي لقاح الإنفلونزا الشتوي. أجبته بسؤال عن إمكانية تلقيه الآن. وبعد بضع دقائق، أخذته من دون أي تكلفة بالنسبة إليَّ. وفي غضون أسبوعين تقريباً، سأحظى ببعض الحماية من الإنفلونزا.

في الواقع، أعتبر أنه يتماشى بشكل جيد مع جرعتي فيروس كورونا المتطابقتين اللتين تلقيتهما. وحينما تأتي الجرعة المعززة لكورونا (مع الأمل بأن تكون قريبة)، سأحظى بمجموعة كاملة من وسائل الحماية. لا أشعر بأي إحساس زائف بالأمان، ولكن من الجيد أن أكون محصناً بشكل كامل.

والجدير بالذكر أن عدد البالغين الذين تلقوا جرعاتهم أصبح مرتفعاً الآن بشكل ملفت، ما يدل على أن مناهضي التطعيم خسروا حربهم ضد العقل. لحسن الحظ، لم تظهر حاجة إلى مزيد من الإجراءات الصارمة (على الرغم من أن قاعدة "لا تطعيم، لا وظيفة" تبقى مناسبة في أماكن الرعاية الصحية).

وتالياً، يأتي دور المراهقين، وذلك تطور مرحب به للغاية. ستكون البلاد مكاناً أكثر أماناً. لكن، لماذا لم يتم تطعيمهم قبل أن يعودوا جميعاً إلى المدرسة فيكونوا بؤراً جديدة لفيروس كورونا؟

في ذلك الصدد، لقد أوضح العلم ذلك الأمر منذ بعض الوقت، وسبقتنا البلدان الأخرى بأشواط. أنا أشعر بالمسؤولية الشخصية (والحفاظ على الذات) لدرجة أنني ما زلت أستخدم قناع الوجه أثناء التسوق، وأستعمل معقمات اليدين أينما أستطيع، إضافة إلى ممارسة القليل من التباعد الاجتماعي الحذر.

لا يسبب أي من تلك الاحتياطات الصغيرة إزعاجاً كبيراً لي أو أي شخص آخر، ولكن من المزعج بعض الشيء أن نرى مدى سرعة التخلي عنها، كأن فيروس كورونا قد تلاشى ببساطة، بينما نعلم جميعاً (أو يجب أن نعلم) أنه لا يزال يشكل تهديداً قاتلاً محتملاً.

إذ تفيد الأخبار بأن مئات الآلاف من المسافرين من الخارج يتجاهلون قواعد الحجر الصحي، ويثير ذلك القلق أيضاً. لقد أصبحنا متراخين بشكل غير منطقي، في الوقت الذي يصبح فيه الطقس أكثر برودة وتصير فيه ظروف الفيروس (ومتغيراته الجديدة الأكثر قابلية للانتقال أو الأكثر فتكاً) أكثر ملاءمة له.

يبدو من الخطأ أن تشعر بالاسترخاء فيما الوباء بعيد عن نهايته، ولا يزال الناس يموتون بسبب كورونا. وكجزء من مستودع أسلحة كورونا الخاصة بي، لديَّ "جواز سفر" للقاح الذي لا يعتبر عبئاً كبيراً مفروضاً عليَّ، لكنني أشعر بخيبة أمل لأنني لن أحظى بعدد من الفرص للاستفادة منه، نظراً إلى أن الحكومة قد غيرت موقفها مجدداً، وألغت خطة المطالبة بإبراز الجواز في الأماكن الداخلية "المزدحمة" (في إنجلترا، بينما تعتبر اسكتلندا أكثر حذراً).

ثمة حديث عن أن بوريس جونسون على وشك حرق قوانين كورونا وإلغاء سلطات الطوارئ. ومع ذلك، كالحال دائماً، هنالك رسائل ملتبسة. فقد أضيفت لقاحات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً إلى جدول الأعمال، ثم أزيلت بوتيرة محيرة في الأسابيع الأخيرة، والآن عادت إلى الجدول مجدداً. في الواقع، إنها ضرورية من أجل الوصول إلى ما يشبه مناعة القطيع. ومن الواضح أن البروفيسور كريس ويتي [كبير أطباء إنجلترا] وكبار المسؤولين الطبيين يعتقدون بأن موازنة المخاطر تشجّع على التطعيم الجماعي للمراهقين، وهذا تذكير آخر بأن الأزمة لم تنتهِ في الحقيقة.

بشكل عام، نحتاج إلى تقييم وضعنا وموقعنا بالنسبة إلى عدونا غير المرئي. يظهر وزير الصحة ساجيد جافيد على شاشة التلفزيون كي يمزق جواز سفر اللقاح الخاص به، وفي المقابل، تخبرنا زميلته في مجلس الوزراء تيريز كوفي أن بعض ضوابط فيروس كورونا قد تبقى مطلوبة في الشتاء لإبقاء الحالات منخفضة.

اللقاحات تحمينا، لكن مفعولها سيتضاءل. ويشكل ذلك السبب في حاجتنا إلى الجرعات المعززة، وتوسيع نطاق التغطية كي تشمل الأطفال في سن 12 سنة.

ما زال الخطر موجوداً، ويخبرنا المنطق السليم (وجميع تجارب الصحة العامة) أن فيروساً شديد الانتقال مترافقاً مع غياب تطبيق قيود مستمرة خلال الخريف والشتاء، سيسبب مشكلات في المستقبل.

وفي المقابل، يبدو أن الاحتفال بعيد الميلاد في 2021 مضمون الآن كالمعتاد. لكن، كيف يمكننا أن نعرف ما ستؤول إليه الأمور في غضون ثلاثة أشهر؟

لا شك في أن رئيس الوزراء سينشر تفاؤلاً لا معنى له وتشويشاً جديداً، وربما بعض التقلبات السياسية الصارخة في الأسابيع المقبلة. لكننا لسنا بحاجة إلى تعزيز تفاؤلنا، بل إلى جرعات معززة.

قد يبدو من المنطقي أكثر الاحتفاظ ببعض الإجراءات الاحتياطية المتواضعة على غرار مثل أغطية الوجه في القطارات والحافلات، والعمل من المنزل، واعتماد نظام اختبار وتتبع أقوى، قبل أن يبدأ مستوى الحالات والاستشفاء في الزيادة بشكل مثير للقلق، لأنه حين الوصول إلى تلك النقطة سيكون الأوان قد فات على التصرف. ويشبه الأمر قيادة السيارة (بشكل سيئ)، بمعنى أنه إذا كنت تقود بسرعة كبيرة وتغير ضوء إشارة السير إلى اللون الأحمر، فعليك أن تضغط على الفرامل لإبطاء السرعة في الوقت المناسب.

إنها القصة المحبطة نفسها حول كيفية تعاملنا مع الوباء على مدى الـ18 شهراً الماضية، وقوامها أننا ننتظر تفاقم الخطر، بدلاً من التصرف بحذر كي نمنع الارتفاع المفاجئ في انتشاره. الآن هو الوقت المناسب للحيطة، وأود أن أذكر الناس أنه الوقت المناسب أيضاً في تلقي مزيد من جرعات لقاح كورونا والإنفلونزا على حد سواء.

© The Independent

المزيد من آراء