Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مصرية "شيدت" منزلها في حافلة رحلات

يعمل بالطاقة الشمسية ويوفر كل وسائل الراحة مثل المنازل العادية

يضم المنزل في الحافلة كافة الاحتياجات اللازمة للسكن   (الصفحة الرسمية لصاحبته يارا شلبي على فيسبوك)

ربما يراها البعض فكرة بها جانب كبير من الفانتازيا، ولا تصلح للتطبيق الفعلي على أرض الواقع، إلا أن مهندسة مصرية نجحت بالفعل في تحويل حافلة رحلات إلى منزل متكامل صالح للحياة، وبه كل لوازم واحتياجات المقيمين فيه.

يارا شلبي، بطلة سباقات الرالي، عانت مثل كثير من المصريين مشكلة ارتفاع أسعار شراء الشقق السكنية، وعدم جدوى دفع مبالغ كبيرة في إيجار المنازل، لتجد أن الحل بالنسبة لها يكمن في تحقيق فكرة تحويل الحافلة لمنزل متكامل صالح للسكن، وبالفعل، بدأت في البحث عنها، واشترتها لتبدأ رحلة استمرت على مدار 6 أشهر حتى انتهت بتحويلها إلى منزل يشبه المنازل العادية، ويتوفر فيه كل وسائل الراحة.

تنقلت يارا بين الورش المختلفة للحدادة والنجارة والكهرباء لتعرض مطالبها التي قام بها العمال للمرة الأولى باعتبارها تجربة غير مسبوقة على الأقل في مصر، لتنجح التجربة، ويكتمل إعداد "الحافلة المنزل" المكون من غرفتي نوم ومطبخ وحمام وغرفة معيشة، ومزود بالأجهزة الكهربائية بالكامل، ويصبح صالحاً للسكن، بعد أن وصلت تكلفته الإجمالية إلى نحو 300 ألف جنيه مصري (ما يعادل 19 ألف دولار أميركي)، تشمل سعر الحافلة، وتجهيزها.

بداية الفكرة

تقول يارا لـ"اندبندنت عربية"، "تراودني فكرة أن تكون لديّ حافلة متنقلة منذ سنوات، ليس بغرض السكن، ولكن للقيام برحلات وإمكانية التخييم في أماكن صحراوية، فهذه إحدى هواياتي، فأنا بالأساس بطلة سباقات الراليات، وحققت مراكز عالمية فيها، وهذا كان يتطلب الوجود أحياناً في أماكن ليس بها خدمات بالقدر الكافي، فكنت أفكر ماذا لو امتلكت مثل هذا المنزل المتنقل، حيث أستطيع الإقامة فيه أثناء السفر لأي مكان".

تضيف، "بعد سنوات، أصبحت أعاني مشكلة ارتفاع إيجارات المساكن، وبدأت أبحث عن حل، فراودتني الفكرة من جديد، ولكن هذه المرة ليكون مسكناً ثابتاً، وليس أثناء السفر فقط، وبالفعل، بدأت في البحث عن حافلة لشرائها، وبدأت إجراءات تحويلها لمنزل، واستغرق الأمر 6 أشهر متواصلة من العمل حتى انتهت كل المراحل، وأصبح المنزل جاهزاً بشكل كامل للسكن".   

 

 

تنظيم المنزل

أوضحت يارا، "وضعت تصميم المنزل بناءً على المساحة المتاحة، حيث إن طول الحافلة تقريباً 11 متراً، وعرضها 2.5 متر. توجهت بها لمهندس متخصص لنرى كيف سيمكن تنفيذها على أرض الواقع، وبالفعل استوعبت هذه المساحة الصغيرة كل احتياجات المنزل؛ تم وضع ثلاجة وبوتاجاز وغسالة ملابس بالحجم العادي، وتم تنفيذ غرفتي نوم ومنطقة للمعيشة مع مراعاة استغلال المساحات للتخزين بشكل كامل".

تضيف، "كل عوامل الأمان متوافرة في المنزل المتنقل، حيث تم تركيب باب حديد يشبه أبواب الشقق العادية، وتم وضع طبقات ضد الكسر على زجاج الشبابيك وتركيب كاميرات مراقبة لتظهر ما حوله، فالأمر أمن بشكل متكامل، وأحد عناصر الأمان الإضافية بالنسبة لي هو أن المنزل المتنقل حالياً في الحي نفسه الذي كنت أسكنه، بالتالي يعرفني الجيران في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منزل صديق للبيئة

تذكر يارا، "حرصت على ألا يحتاج المنزل إلى أي خدمات من خارجه، وهو صديق للبيئة بشكل كامل والكهرباء تتوفر فيه عن طريق الطاقة الشمسية، حيث تم وضع ألواحها بطول الحافلة من أعلى، وأصبحت المصدر الرئيس للكهرباء، وبالنسبة للمياه، فتم تركيب خزانات كبيرة تصل سعتها إلى نحو 600 ليتر حتى تبقى لمدة كبيرة، ولا تحتاج للملء بشكل يومي. كنت حريصة على متابعة مراحل العمل بشكل كامل خلال التنفيذ باعتبار أن ما يتم القيام به هو شيء جديد وغير مسبوق، وحرصت أن يتم كل شيء في المنزل على أعلى مستوى، باعتبار أنه لا بد أن تتوافر فيه كل وسائل الراحة كمنزل حتى يمكن الإقامة فيه".

إجراءات وتراخيص

حرصت يارا على أن تكون الحافلة في حالة جيدة وصالحة للقيادة لتتمكن من التنقل بالمنزل من مكان لآخر، وعادة ما يكون التحمل والسرعة والقيادة في طرق غير ممهدة تحديات أساسية يواجهها أبطال الراليات عند قيادة السيارات في هذه السباقات فكيف يختلف قيادة حافلة بهذا الحجم عن قيادة السيارة الصغيرة؟ وهل يحتاج إلى تراخيص معينة؟

تقول يارا، "بالطبع، قيادة حافلة بهذا الحجم يختلف كلياً عن قيادة السيارة بجميع أنواعها، فضخامة حجمها تتطلب معايير مختلفة بالقيادة، وأحاول التدرب على قيادتها حالياً، كما تتطلب استخراج رخصة قيادة مهنية تختلف عن نظيرتها للسيارة الخاصة".

تضيف، "ليس هناك إجراء معين لتحويل الحافلة إلى منزل لأنه لا يحتاج أي خدمات تتطلب توصيلها إليه من الخارج، ولكن هناك إجراء وحيد هو تغيير رخصة الحافلة ليتحول إلى كرافان، فهذه هي الصيغة الوحيدة المتاحة وجارٍ استخراجها حالياً لأنها تتطلب بعض الإجراءات وتحتاج إلى مراسلة الشركة المصنعة له".

قبول المجتمع

عن استقبال المجتمع لفكرة السكن في منزل متنقل تذكر، "معظم من حولي كانوا مؤيدين ومشجعين للفكرة بدرجة كبيرة؛ أسرتي وأصدقائي وجيراني في المنطقة أيدوها، لأن كثيراً منهم يدرك الأزمة التي يعانيها كثير من الناس جراء ارتفاع أسعار الشقق السكنية، سواء في حالة الإيجار أو الشراء، إلا أن الأمر لم يخلُ من السخرية من البعض والتشبيه بفيلم عادل إمام الشهير (كراكون في الشارع) الذي اعتبره الناس وقتها كوميدياً لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع".

اقرأ المزيد

المزيد من منوعات