Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجزائريون في مواجهة كارثة إنسانية والحزن يخيم على البلاد

هبة شعبة تضامنية مع المتضررين ووصول متطوعين ومساعدات إلى مناطق الحرائق

تُواجه الجزائر كارثة إنسانية حقيقية جراء سلسلة حرائق اجتاحت بشكل مفاجئ مدناً عدة في البلاد، وقد أودت الحرائق بحياة 65 شخصاً منهم مدنيون وعسكريون.

وتستمر عمليات الإخماد التي تقوم بها وحدات الحماية المدنية وقوات من الجيش الجزائري، إضافة إلى سكان المناطق المتضررة.

وأعلن الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الحداد الوطني مدة ثلاثة أيام، ابتداء من الخميس 12 أغسطس (آب)، مع تجميد الأنشطة الحكومية والمحلية ما عدا الأعمال التضامنية، ووصف تبون ما تشهده الجزائر بـ "المحنة".

وتعيش الجزائر حال استنفار شعبي، إذ توافد مواطنون من المناطق كلها إلى مدن الحرائق لتقديم العون والمساعدة للعائلات التي أطلقت نداءات استغاثة في ظل ضعف الإمكانات وغياب وسائل مادية فاعلة لإخماد النيران.

وتوجهت إلى مناطق الحرائق شاحنات محملة بالمواد الغذائية والفرش والأغطية والمواد الصيدلانية لإسعاف المصابين، جمعتها جمعيات مدنية ومواطنون متطوعون على مستوى الأحياء في هبة تضامنية لتخفيف أعباء الكارثة.

ويقول مواطنون من مناطق الحرائق إنهم لم يسبق أن عايشوا حرائق مماثلة، وقد هجرتهم من منازلهم وقضت على الأخضر واليابس، وجعلتهم عاجزين عن المواجهة.

وشملت الحرائق غابات عدة في مناطق جبلية شرق الجزائر العاصمة، أهمها تيزي وزو وجيجل والبويرة وسطيف وخنشلة وقالمة وبجاية ومدن أخرى، حيث أسهمت الرياح وحرارة الطقس في تمدد النيران.

وتقع القبائل شرق العاصمة في منطقة معظم تضاريسها جبلية، وتنفتح على البحر الأبيض المتوسط، وتنقسم المنطقة إلى القبائل الكبرى التي تضم تيزي وزو وأجزاء من ولايتي بومرداس والبويرة، والقبائل الصغرى التي تضم ولاية بجاية وشمال سطيف وأجزاء من ولاية برج بوعريريج.

وتعتبر مدينة تيزي وزو أكثر الولايات تضرراً من حرائق الغابات، إذ جرى إخماد 80 حريقاً من أصل 103 حرائق نشبت على مستوى الولاية، وتتواصل عمليات إخماد 23 حريقاً وفق محافظ الغابات محمد ولد يوسف في ولاية تيزي وزو.

دعوات إلى طلب الإغاثة الدولية

وشكلت مواقع التواصل الاجتماعي نافذة لتوثيق هول الكارثة، وتناقل ناشطون فيديوهات وصوراً لمنازل وغابات تحولت إلى رماد، ويدور نقاش بين الجزائريين في شأن أعمال الإطفاء، وتعالت دعوات إلى طلب الإغاثة الدولية مذكرة بحالات أخرى مشابهة، ومنها تركيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وحتى الساعة لم تطلق الحكومة الجزائرية أي طلب إغاثة، في حين تحدث رئيس الوزراء أيمن بن عبدالرحمن عن مفاوضات مع شركاء أوروبيين لاستئجار طائرات للإسراع في إطفاء الحرائق.

وفي تصريح له عبر التلفزيون الجزائري قال بن عبد الرحمن "نحن في اتصالات متقدمة مع الشركاء الأوروبيين من أجل إتمام هذه العملية التي ستساعدنا في الإسراع بإطفاء الحرائق".

ولا تستبعد الحكومة الطابع الإجرامي وراء الحرائق، بحسب تصريحات مسؤولين حكوميين.

وعبرت تونس عن استعدادها لمساعدة الجزائر على احتواء الحرائق، وأجرى الرئيس قيس سعيد، الثلاثاء، مكالمة هاتفية مع نظيره تبون، مؤكداً استعداد تونس لتوفير مروحية إطفاء متخصصة، بحسب بيان للرئاسة الجزائرية.

مطالب بفتح تحقيق جدّي

سياسياً طالبت جبهة القوى الاشتراكية (أفافاس)، أقدم حزب معارض في البلاد، بفتح تحقيق جدّي وفوري في الملابسات والأسباب الكامنة وراء الحرائق، وإطلاع الرأي العام على نتائجه مع أخذ إجراءات صارمة ضد المتسببين فيها، معتبراً أن "الطابع التسلسلي والمتزامن لهذه الحرائق يخفي من دون أي شك نية غير بريئة، ومقاصد إجرامية مشبوهة لأصحاب المخططات الدنيئة التي تستهدف الوطن".

ودعا الحزب إلى إعلان المناطق المتضررة خصوصاً ولاية تيزي وزو مناطق منكوبة، وتخصيص الأموال اللازمة بغرض تعويض المتضررين وجبر الأضرار.

وانتقد الحزب تعامل السلطة مع مثل هذه الكوارث الطبيعة، مضيفاً أنه "حان الوقت لترسيم القطيعة مع طرق التسيير البالية، ورصد الإمكانات اللازمة للحد من هذه الكوارث"، متسائلاً "أين هي الطائرات المتخصصة في إطفاء النيران، وأين هي الإمكانات التي يجب وضعها تحت تصرف أعوان الحماية المدنية؟".

من جهته، ذكر حزب العمال أن سياسة التقشف التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة أثرت في قطاعي الغابات والحماية المدنية، مما انعكس عجزاً عن مواجهة حرائق الغابات.

ودعا الحزب الذي تقوده لويزة حنون السلطات العليا في الدولة إلى التحرك وتجنيد وسائل الدولة فوراً لمساعدة السكان المعرضين للخطر والموت، سائلاً عن الجهة المستفيدة من إشعال النيران، في وقت تعاني فيه البلاد اقتصادياً واجتماعياً وصحياً.

وتأتي هذه الحرائق في ظل ذروة ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا في الموجة الثالثة، مما فاقم معاناة المصابين في تلك المناطق بسبب الدخان وتلوث الهواء وانقطاع الكهرباء.

المزيد من متابعات