Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ربما تتخلى "أسترازينيكا" عن اللقاحات وهذا محزن لكنه ليس مفاجئا

الشركة قدمت إلى العالم خدمة بأن وافقت على عرض علاجها بسعر التكلفة، ورد العالم بغضب، فهل يفعل أي طرف في المستقبل ما فعلته؟ هذا مشكوك فيه

"لقد قدمت أسترازينيكا خدمة إلى العالم...": علب أسترازينيكا في مركز تلقيح بالجزائر (رويترز)

ربما ضاعفت "أسترازينيكا" مبيعاتها من لقاح "كوفيد" إلى 894 مليون دولار (640 مليون جنيه استرليني) في الفصل الثاني من عام 2021، مقارنة بالفصل الأول، لكن ذلك مجرد مبلغ ضئيل في مقابل ما تبيعه "فايزر".

فالمجموعة الأميركية رفعت توقعها لمبيعات العام بأكمله من علاجها المنافس إلى 33.5 مليار دولار حين أعلنت نتائجها للفصل الثاني. وعلى عكس لقاح "أسترازينيكا"، يُبَاع علاجها الأغلى بكثير وفق شروط تجارية.

لكن لقاح "أسترازينيكا/ أوكسفورد" قد لا يبقى منتجاً تابعاً لـ"أسترازينيكا" لوقت أطول بكثير. حين تحدثت عبر البريد الإلكتروني إلى المحلل الصحي لدى "شور كابيتال"، آدم باركر، صباح إعلان "أسترازينيكا" عن نتائجها، قال إنه غير مقتنع بأن الشركة ستحتفظ بالعلاج.

وأثبتت ملاحظاته أنها نافذة البصيرة. فخلال ساعتين، أوردت "رويترز" أن رود دوبرز، أحد نواب الرئيس التنفيذيين لدى "أسترازينيكا"، قال إن المجموعة "تستكشف خيارات" تخص اللقاح.

وفي حين لم يُتخَذ أي قرار، كما قال لوكالة الأخبار، يكون هذا النوع من الكلام المخصص للنشر من مسؤول تنفيذي رفيع المستوى إشارة أكيدة عادة إلى أن التغيير آت.

لقد قدمت "أسترازينيكا" خدمة إلى العالم حين تشاركت مع جامعة أوكسفورد لتعرض اللقاح الذي طوره علماء هذه الأخيرة خلال مسار الجائحة بسعر التكلفة على البلدان الغنية، وبسعر أقل من ذلك على البلدان المتدنية والمتوسطة الدخل.

ولسوء الحظ، علقت لاحقاً في بعض العمل السياسي التافه، بما في ذلك خلاف مضر مع الاتحاد الأوروبي حول الإمدادات، تقدم خلاله الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ببعض الملاحظات المشينة حول فاعلية العلاج لم تكن مدعومة بأي شيء علمي. ومن المحزن أن ماكرون لم يكن وحيداً في ذلك.

فبحوث تالية ربطت العلاج بجلطات دموية نادرة جداً -أندر بكثير من تلك التي يسببها "كوفيد" كما تبين- لم تساعد اللقاح.

يقول المحلل المالي لدى "أي جاي بل"، داني هيوسون، ملخصاً المشكلة بدقة "ربما توقعت (أسترازينيكا) الحصول على عرفان العالم لموقفها الذي لم يتوخَّ الربح. وبدلاً من ذلك، استمرت بعناد المخاوف في شأن سلامة اللقاح، ما أعاق تلقيه في أجزاء من العالم كان يجب أن تستفيد منه أكثر من غيرها".

وفي حين أن إدارة "أسترازينيكا" الوضعَ لم تساعد قضيتها دائماً، كانت المجموعة ضحية أكثر بكثير من كونها جلاداً.

فقد أصبح علاج "فايزر" الباهظ الثمن، الذي يتطلب تخزيناً بارداً جداً، الرائد في عالم التلقيح، في حين يقبع قاتل "كوفيد" المنخفض السعر الذي أنتجته "أسترازينيكا" ويتطلب براداً عادياً فقط في آخر القائمة لا لسبب وجيه.

وإليكم لب الموضوع: خلافاً لـ"فايزر"، ليست "أسترازينيكا" طرفاً فاعلاً بارزاً في مجال اللقاحات. هي متخصصة في علاجات السرطانات والعقاقير القلبية الوعائية والتنفسية والأيضية. ويوفر استحواذها "التحويلي" الأخير على "ألكسيون"، التي تصنع علاجات لحالات نادرة، إضافة إلى سجلها.

وفاقت العوائد الإجمالية البالغة 8.22 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في يونيو (حزيران) التوقع المتفق عليه بين المحللين والبالغ 7.58 مليار دولار، على الرغم من أن عوائدها الصافية كانت أقل بقليل من هذا المبلغ، ومع ذلك كانت النتائج صلبة جداً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويصف باركر الشركة بأنها "المثال الأفضل على تحول في مجال البحث والتطوير لدى قطاع المستحضرات الصيدلانية في السنوات الأخيرة". وهو يبرز إيمان الرئيس التنفيذي باسكال سوريو بالمشاريع المرتقبة لدى المجموعة في مجال علم الأورام، التي حققت عقاقير مثل "تاغريسو" و"لينبارزا" و"إيمفينزي".

ويبرر أداء الأسهم هذه الحجة. فقد تتذكرون عام 2014 حين أفادت "فايزر" المذكورة بأنها مستعدة لدفع 55 جنيهاً استرلينيا للسهم في مقابل شراء الشركة، لكن العرض لم ينل سوى رفض قاطع من مجلس إدارة "أسترازينيكا".

وكان العرض خلافياً جداً. فقد عارضته بشدة النقابات وأصبح كرة قدم سياسية، إذ أُثِيرت مخاوف حول ما قد يعنيه للموقع القوي للمملكة المتحدة في قطاع المستحضرات الصيدلانية، القطاع الذي وصفه رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون بـ"الرئيسي".

لكن قرار سوريو الوقوف موقفاً صلباً في مواجهة العرض جعله يواجه تمتمات استياء من بعض مستثمريه. ويوم رُفِض عرض "فايزر" هوت الأسهم بنسبة 11 في المئة إلى 42.87 جنيها، ما جعل قيمة الشركة أقل بـ11 مليار جنيه مقارنة بما كانت "فايزر" عرضت أن تدفعه.

وأوردت "الغارديان" وقتئذ أن العشرة في المئة الأبرز من حملة الأسهم وصفوا الأمر بأنه "أكبر حالة منفردة في التاريخ من تدمير القيمة نيابة عن حملة الأسهم". وصدر موقف علني عن مؤسسة "جوبيتر" لإدارة الأسهم وبخ مجلس الإدارة على فشله في مشاركة "فايزر".

وتبدو الأمور مختلفة كثيراً اليوم. فلو استثمرتم في سعر إغلاق السهم وقتذاك، لضاعفتم مالكم تقريباً، استناداً إلى سعر يفوق 82 جنيهاً تسجله أسهم "أسترازينيكا" اليوم.

وللإنصاف، لم يمنع رفض طموحات الاستحواذ لدى "فايزر" إياها من الازدهار أيضاً. فقد تحسنت أسهمها بنسبة 56 في المئة خلال الفترة نفسها. لكن "أسترازينيكا" تفاخر بالتصنيف الأفضل، وهذا مؤشر جيد إلى أن المستثمرين يتوقعون لها أن تنمو في شكل أسرع.

لقد أصبحت أشبه بجواد سريع. وثمة درس هنا لمجالس الإدارة الضعيفة الإرادة ومديري الأموال القصيري النظر في لندن، فقد أثبت الطرفان استعدادهما المفرط لبيع شركات جيدة بأسعار أقل مما يجب (مثلاً، "موريسونز").

ماذا عن أعمال اللقاحات التي لا تريد "أسترازينيكا" المشاركة فيها؟ قد يكون لدى العالم سبب للندم إذا قررت بالفعل التخلص من القطاع. فثمة جائحة أخرى آتية. وهي حتمية بسبب التدمير البيئي، والسفر الحديث، وقدرة الفيروسات على التحور والقفز بين أنواع الكائنات.

هل من أحد مستعد لإنتاج لقاحات بسعر التكلفة وتوزيعها حول العالم حين تتكرر الجائحة؟ هذا مشكوك فيه.

© The Independent