Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لعمامرة يفعل محركاته الدبلوماسية لتسريع عجلة عقد القمة العربية في الجزائر

أجرى اتصالات بعدد كبير من نظرائه العرب وعبر عن ثقته بوجود مجال رحب لجمع الشمل

وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة خلال تسلمه مهماته من سلفه صبري بوقادوم (موقع الاذاعة الجزائرية)

يبدو أن القمة العربية المقرر عقدها في الجزائر ستحمل مفاجأة كثيرة، نظراً إلى استعجال السلطات الجزائرية عقدها في أقرب الآجال، بعد أن فتح وزير الخارجية الجديد القديم، رمطان لعمامرة، قنوات اتصال مع مختلف الأطراف العربية منذ توليه المنصب الأسبوع الماضي.

عودة دبلوماسية

أتت تصريحات لعمامرة عقب توليه منصبه، لتكشف عن بعض الخلفيات التي استدعت عودته إلى الخارجية، حيث أعرب عن تطلع بلاده لقمة عربية ناجحة في المستقبل القريب، مؤكداً، "نحن على أتم الاستعداد لتجسيد أواصر الأخوة مع كل الدول العربية الشقيقة". وأضاف أن "الجزائر تتشبث كل التشبث بروح مبادرة السلام العربية، وتعتقد أنه، على اختلاف موقف بعض الدول مما يجب العمل به لنصرة القضية الفلسطينية، هناك مجال أرحب لجمع الشمل من خلال التشبث بروح هذه المبادرة التي كانت فعلاً إنجازاً رائعاً للتضامن العربي ولروح المسؤولية تجاه السلام".
ويتساءل المتابع للشأن الجزائري، حول ما إذا كان استعجال عقد القمة العربية يندرج ضمن سياق خريطة الطريق التي وضعتها الجزائر من أجل العودة إلى المشهد العربي الذي فقدت كثيراً من قدرتها على التأثير فيه، وهو ما كشف عنه لعمامرة، الدبلوماسي المخضرم، خلال أول ندوة صحافية يعقدها، حين ركز على العمق العربي كأبرز أولويات السياسة الخارجية الجزائرية خلال المرحلة المقبلة.

اتصالات متسارعة

ولم ينتظر الوزير الجديد كثيراً ليجري اتصالات مع جهات عربية عدة لجس النبض والتحضير للقمة، إذ اتصل بنظيره المصري سامح شكري، ووزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، ونظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح، وبحث معهم أزمة سد النهضة وتطورات الأوضاع في ليبيا، والقضية الفلسطينية والخلافات العربية – العربية، وغيرها من الأزمات التي تشهدها المنطقة العربية. وقال، "سنواصل العمل في المنطقة التي ننتمي إليها، وهي المنطقة التي لا تظهر بالمظهر الذي نتمناه، لدفعها نحو السير بخطى ثابتة نحو الوحدة والاندماج، إلا أن النزاعات الموجودة تؤثر على العمل من أجل جمع الشمل والانطلاقة نحو الأهداف المنشودة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أكد رمطان لعمامرة في اتصال هاتفي مع نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية أيمن الصفدي، الحرص الدائم على العمل للارتقاء بالعلاقات الثنائية بين البلدين، والتشاور في شأن كل ما يتعلق بالمنطقة العربية. وأوضح في تغريدة على حسابه الرسمي على "تويتر"، أنه بحث مع نظيره الإماراتي، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان خلال اتصال هاتفي، أيضاً، سبل تعزيز العلاقات الأخوية بين البلدين والتعاون في مكافحة جائحة كورونا، وأولويات العمل العربي المشترك.
وتحدث لعمامرة هاتفياً أيضاً إلى نظيره التونسي، عثمان الجرندي، وأعرب عن تطلعه للعمل من أجل مواصلة توطيد العلاقات الأخوية المتينة التي تجمع الشعبين الشقيقين وتطوير مجالات التعاون الثنائي بين تونس والجزائر في كل الميادين. وتطرق الوزيران إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكدا تطلعهما لمواصلة تعزيز التنسيق والتشاور على الصعيدين الثنائي ومتعدد الأطراف، خدمة لقضايا الأمن والسلم والعدل وللمصلحة المشتركة للبلدين الشقيقين.
كما اتصل وزير خارجية الجزائر بنظيره الفلسطيني، رياض المالكي، "حيث شكّل الاتصال فرصة للتشاور حول العلاقات الأخوية وآفاق توطيدها، فضلاً عن ضرورة توحيد الجهود لتعزيز العمل العربي المشترك لنصرة القضية الفلسطينية".

لقاء توجيهي

ومن أجل الوصول إلى قمة عربية ناجحة تصب في سياق ما ترغب به الجزائر، عقد لعمامرة، لقاءً توجيهياً مع كوادر الخارجية الجزائرية، طرح خلاله الخطوط العريضة لخطة العمل في المرحلة المقبلة، والتي ترتكز أساساً على ترجمة التزام الرئيس عبدالمجيد تبون، بتعزيز دور الجزائر كدولة محورية تسهم بشكل فعلي في تحقيق السلم ولم الشمل في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، مشدداً على "ضرورة الاستلهام من الرصيد التاريخي من أجل المضي قدماً في طريق تعزيز الدور الدبلوماسي الجزائري، سواء في ما تعلق بالوساطة لتسوية النزاعات بالطرق السلمية، أو التصدي للمخططات التي تستهدف البلاد".

تحديات كبرى

في السياق، رأى الباحث المختص في التاريخ الحديث والمعاصر، بريك الله حبيب، أن "استعجال الجزائر عقد القمة العربية على أراضيها تقف وراءه تحديات كبرى تواجه الأمة العربية، خاصة في ظل التطورات والأحداث المتواصلة التي يشهدها العالم في كل يوم وكل لحظة". وقال إن "الجزائر تعتبر أن المنطقة العربية أمام أزمات مزمنة، وعلى رأسها القضية الصحراوية والملف الليبي، والقضية الفلسطينية، وغيرها من المشاكل التي باتت تهدد التماسك العربي".

وتابع حبيب قائلاً، إن "تحركات وزير الخارجية توضح الإلحاح وتلك الرغبة القوية في تبني مجموعة من الإصلاحات على مستوى الجامعة العربية كتدوير الأمانة العامة ومراجعة بعض القوانين التي تنظم سير شؤون الجامعة"، مبرزاً أن "هذا الاستعجال يعد إشارة قوية وواضحة إلى قوة الجانب الدبلوماسي الجزائري في التعاطي مع مختلف الأزمات التي تمر بها معظم دول العربية".

المزيد من العالم العربي