Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

400 ألف بريطاني يكابدون كورونا الطويل الأمد بعد سنة من الإصابة

مع ارتفاع أعدادهم يواجه المرضى صعوبات كبيرة في الحصول على المساعدة أو العلاج

أكثر من مليون شخص في أنحاء المملكة المتحدة يواجهون "كوفيد الطويل الأجل" (غيتي)

في المملكة المتحدة، ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون أعراض "كوفيد -19" منذ أكثر من سنة بعد الإصابة الأولى ليصل إلى 400 ألف حالة تقريباً.

وفق بيانات جديدة أصدرها "مكتب الإحصاءات الوطني" Office for National Statistics  مستنداً إلى مسح استقصائي شارك فيه مرضى "كورونا"، يظهر أن عدد المرضى الذين يكابدون أعراضاً مستمرة بعد مضي 12 شهراً على إصابتهم قفز من 70 ألفاً في مارس (آذار) 2021 إلى 376 ألف شخص في مايو (أيار) الماضي.

وبشكل عام، بحسبما ذكر المكتب، أبلغ ما يقدر بمليون شخص من المستطلعين عن علامات تشير إلى الإصابة بـ"كوفيد الطويل الأجل" تدوم أكثر من أربعة أسابيع.

وأُشير إلى أن تأثيرات "كوفيد الطويل الأمد" تترك وقعها السيئ على الأنشطة اليومية لـ650 ألف شخص، وقد قال 192 ألفاً من هؤلاء، إن قدرتهم على القيام بأنشطتهم الروتينية اليومية صارت محدودة جداً.

التعب، كان أكثر الأعراض شيوعاً التي تحدث عنها المستطلعون، إذ أصيب به 547 ألف شخص. كذلك ذكر 405 آلاف مريض ضيق التنفس كإحدى العلامات المستمرة للمرض، بينما عانى 313 ألف شخص آلاماً في العضلات.

وقال أكثر من ربع مليون مريض، (تحديداً 285 ألف شخص)، إنهم وجدوا صعوبة في الاحتفاظ بقدرتهم على التركيز.

بحسب "مكتب الإحصاءات الوطني"، كان انتشار "كوفيد الطويل الأمد" أعلى في صفوف الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و69 عاماً.

ومن اللافت أن النساء كن أكثر عرضة للتأثر بـ"كوفيد الطويل الأجل" مقارنة بالرجال، كذلك الأمر بالنسبة إلى سكان المناطق الأكثر حرماناً، والموظفين العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية.

ومعلوم أن كثيراً من المجموعات المذكورة معرضة بشكل أكبر للإصابة بالعدوى في خضم جائحة "كورونا".

في المقابل، كان معدل انتشار "كوفيد الطويل الأجل" الأدنى بين المرضى المتحدرين من خلفية آسيوية.

في سياق ذي صلة، كانت مراجعة تناولت أكثر من 300 دراسة أجراها خبراء في "المعهد الوطني للبحوث الصحية" National Institute for Health Research (NIHR) قد حذرت في مارس الماضي، من أن مرضى كثراً يجدون صعوبة بالغة في الخضوع لاختبارات الكشف عن الفيروس والحصول على المساعدة من "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا لمعالجة الأعراض التي يقاسونها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأشار المعهد إلى أن "كوفيد الطويل" يمكن أن يشتمل على أربع متلازمات متميزة، إذ يظهر لدى بعض المرضى كحالة نشطة من مرض ما، وتلف في الأعضاء يؤدي إلى أعراض منهكة وعجز. وعانى بعض المرضى أضراراً في أدمغتهم، بينما واجه البعض الآخر تجلطات دموية والتهابات.

كذلك حذر "المعهد الوطني للبحوث الصحية" من وجود دليل على أن الحالة الصحية لبعض مرضى "كوفيد الممتد" كانت تزداد سوءاً فعلاً.

في تصريح أدلت به إلى "اندبندنت" قالت الدكتورة إيلاين ماكسويل، المستشارة العلمية في "المعهد الوطني للبحوث الصحية"، "تلك أرقام متوقعة، وتعكس التقلبات التي شهدتها المعدلات السابقة للإصابة. إنها تؤكد الشكوك بشأن وجود تواريخ طبيعية مختلفة ضمن المصطلح الشامل "كوفيد الطويل الأمد".

وتوضح الدكتورة أن مجموعة من الأشخاص تختفي أعراضهم من دون علاج في غضون 12 أسبوعاً، فيما استمرت الأعراض لدى عدد أكبر من المرضى لمدة 12 شهراً أو أكثر، لكننا لا نعرف بعد إلى أي مدى ستدوم. يكشف بحث جديد في الولايات المتحدة الأميركية أن 14 في المئة من الأشخاص تظهر لديهم حالة صحية جديدة بعد الإصابة بعدوى "كوفيد- 19"، في نسبة تتجاوز معدل مرضى الالتهابات الرئوية الفيروسية الأخرى الذين يواجهون مشكلات صحية جديدة عقبها".

في الواقع، "الأشخاص المصابون بكوفيد الممتد لأكثر من 12 شهراً التقطوا الفيروس في الموجة الأولى من الحالات. نعلم أن أشخاصاً كثراً قد طالتهم العدوى بين مايو من العام الماضي واليوم، ونتوقع أن يزداد عدد من يعانون "كوفيد الطويل الأجل" على امتداد عام 2021. نظراً إلى أنه أكثر شيوعاً بين من بلغوا سن العمل، يُرجح أنه يترك تأثيراً كبيراً ليس فقط على الخدمات الصحية، إنما أيضاً على المجتمع بأسره"، وفق الدكتورة ماكسويل.

لذا، "حري بـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية"، "أن أتش أس"، أن تنظر إلى ما هو أبعد من إعادة التأهيل، وأن تنكب بصورة عاجلة على وضع استراتيجية تتصدى لهذه المشكلة المتنامية".

استثمرت "أن أتش أس" ملايين من الأموال في إعداد شبكة من العيادات الخاصة بـ"كوفيد الطويل"، ولكن تشير معلومات غير مؤكدة من مرضى إلى أن البعض تعترضه صعوبة بالغة قبل الحصول على العلاج بعد الخضوع لتقييم أولي، بينما يواجه البعض الآخر فترات انتظار طويلة.

حذرت "اللجنة البرلمانية المشتركة حول فيروس كورونا"All Part Parliamentary Group on Coronavirus  من أن بعض المرضى يتلقون العلاج بعد انتظار يطول أكثر من 100 يوم.

وقالت ليلى موران، عضو في الحزب الديمقراطي الليبرالي في البرلمان البريطاني، "ينبغي أن تكون هذه الأرقام بمثابة ناقوس خطر للوزراء ينذرهم بأن عليهم وعلى نحو عاجل تصحيح التقديم غير المتكافئ للخدمات الصحية بحسب الرمز البريدي الذي يواجهه من يعانون "كوفيد الطويل الأمد".

"مئات الآلاف من الناس في مختلف أنحاء البلد ينازعون التأثير المدمر لهذه الحالة، ومع ذلك ما زالوا لا يتلقون الرعاية التي يحتاجون إليها. ووجد بحثنا أن مرضى "كوفيد الطويل الأمد" ينتظرون أكثر من 100 قبل أن يحصلوا على العلاج، بينما في بعض المناطق تأخر فتح العيادات التي وعدت بها الحكومة"، وفق ما ذكرت موران.

وتدعو موران "الحكومة البريطانية إلى أن تتخذ خطوات لتخفيف المعاناة التي يواجهها المصابون بهذا المرض القاسي، وأن تضع في حسبانها المخاطر التي يطرحها "كوفيد الطويل" مع تخفيف قيود الإغلاق".

ليس بعيداً عن ذلك، رأت جولي ستانبورو، رئيسة قسم التحليل الصحي في "مكتب الإحصاءات الوطني" أن "حوالى مليون شخص في المملكة المتحدة أقروا أنهم يعانون "كوفيد الطويل الأجل" في بداية مايو، وأن ثلثي هؤلاء تقريباً يترك المرض تأثيراً سلبياً في أنشطتهم اليومية. كان "كوفيد الطويل" بحسبما ذكر المستطلعون أكثر شيوعاً بين أوساط الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 35 و69 عاماً، والنساء، وسكان المناطق الأكثر حرماناً، ومن يعانون إعاقة أو حالة صحية موجودتين مسبقاً".

"يكشف تحليلنا أيضاً أن لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية معدل انتشار أعلى من كوفيد- 19" بحسبما بينت إجابات المستطلعين مقارنة بمن يعملون في قطاعات أخرى، ولكن هذا كان مدفوعاً إلى حد كبير بمدى خطورة الإصابة الأولى وعوامل اجتماعية وسكانية أخرى من قبيل العمر والجنس ومكان الإقامة"، قالت ستانبورو.

© The Independent

المزيد من صحة