Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

يوم دموي "مروع" في ميانمار وطائرات الجيش تتدخل

القتلى يقارب عددهم المئة وبريطانيا تعتبر ما حصل "عنفاً مجرداً من الحس"

في أحدث تطورات "اليوم الدامي" في ميانمار، شنت طائرات مقاتلة للجيش غارات جوية اليوم السبت على قرية بالقرب من الحدود التايلاندية في منطقة تسيطر عليها جماعة عرقية مسلحة توعدت بالقتال من أجل إنهاء الانقلاب العسكري الذي وقع في الأول من فبراير (شباط) الماضي، وذلك حسبما قالت تلك الجماعة.

وقال "اتحاد كارين الوطني" وهو الجماعة العرقية المسلحة التي تسيطر على المنطقة الجنوبية الشرقية إن الطائرات المقاتلة هاجمت قرية داي بو نوي في نحو الساعة الثامنة مساء ما أجبر القرويين على الفرار.

المتحدث باسم الجماعة أعلن "هناك تقارير عن مقتل شخصين وإصابة اثنين، لكن الاتصالات صعبة في المنطقة النائية وهناك مخاوف من وقوع مزيد من الضحايا".

وأكد "اتحاد كارين" اجتياحه قاعدة للجيش ما أسفر عن مقتل 10 عسكريين.

اليوم الدامي

 وصفت تقارير إخبارية وشهود الأحداث التي شهدها هذا اليوم بأنها "مروعة"، وقالت إن قوات الأمن قتلت ما يزيد على 90 محتجاً في أنحاء ميانمار اليوم السبت في أحد أكثر أيام الاحتجاجات دموية منذ الانقلاب العسكري الشهر الماضي.

جاءت هذه الحملة الدامية في "يوم القوات المسلحة". وقال رئيس المجلس العسكري خلال عرض في العاصمة نايبيداو للاحتفال بالحدث، إن الجيش سيحمي الشعب ويسعى جاهداً لتحقيق الديمقراطية.

وخرج المحتجون على انقلاب الأول من فبراير الماضي، إلى شوارع رانغون وماندالاي ومدن وبلدات أخرى السبت 27 مارس (آذار) الحالي، في تحد لتحذير من إطلاق النار عليهم "في الرأس والظهر"، في وقت احتفل فيه جنرالات الجيش بيوم القوات المسلحة.

وأحبطت حملات قمع شنتها قوات الأمن، صباح السبت، خططاً لتنظيم احتجاجات جديدة دعا إليها نشطاء، تزامناً مع العرض العسكري في العاصمة.

 

 

قادة جيوش يدينون استخدام القوة القاتلة

وتعليقاً على أحداث السبت، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تعتبر "الرعب" الذي يبثه المجلس العسكري في ميانمار من خلال عمليات القتل التي ترتكبها القوى الأمنية "مروع".

وجاء في تغريدة أطلقها "لقد روعنا سفك الدماء الممارس من قبل قوى الأمن البورمية، الذي يظهر أن المجلس العسكري مستعد للتضحية بأرواح الناس خدمة لمصالح قلة قليلة".

وتابع بلينكن "الشعب البورمي الشجاع يرفض الرعب الذي يمارسه الجيش".

واعتبر وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب أن "القمع العنيف للاحتجاجات الذي شهد مقتل أكثر من 90 في ميانمار يمثل منعطفا جديداً".

وقال راب على "تويتر" متناولاً القمع الذي وقع في يوم القوات المسلحة "سنعمل مع شركائنا الدوليين لإنهاء هذا العنف المتجرد من الحس ومحاسبة المسؤولين عنه، وضمان سبيل لعودة الديمقراطية".

وفي بيان نادر من نوعه، أدان قادة جيوش أكثر من 10 بلدان بينها الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وكوريا الجنوبية، السبت، استخدام ميانمار القوة القاتلة ضد المتظاهرين المدنيين العزل.

وقال هؤلاء المسؤولون العسكريون، في بيان مشترك، إن "الجيش المحترف يتبع المعايير الدولية في سلوكه ويكون مسؤولاً عن حماية، وليس إيذاء، الشعب الذي يخدمه".

وأضاف البيان "نحض القوات المسلحة في ميانمار على وقف العنف والعمل على استعادة احترام الشعب وثقته بعدما فقدتهما بسبب تصرفاتها".

كلمة قائد المجلس العسكري

وفيما سار عناصر القوات المسلحة حاملين المصابيح والأعلام بجانب عربات للجيش، دافع قائد المجلس الجنرال مين أونغ هلاينغ مجدداً عن الانقلاب وتعهد بتسليم السلطة بعد تنظيم انتخابات جديدة.

ووجه هلاينغ تهديداً جديداً للحركة المناهضة للانقلاب التي تهز البلاد منذ استيلاء الجيش على السلطة، محذراً من أن أفعال "الإرهاب التي يمكن أن تضر باستقرار وأمن البلاد" غير مقبولة.

وقال إن "الديمقراطية التي نرغب بها ستكون غير منضبطة إذا لم يحترموا القانون وإذا انتهكوه".

ويُنظَّم عادة في "يوم القوات المسلحة"، الذي يحيي ذكرى المقاومة للاحتلال الياباني للبلاد إبان الحرب العالمية الثانية، عرض عسكري يحضره مسؤولون أجانب ودبلوماسيون.

إلا أن المجلس الذي لم يتمكن من الحصول على اعتراف دولي منذ استيلائه على الحكم في ميانمار قال، إن ثمانية وفود دولية فقط حضرت العرض، السبت، بينها وفدا الصين وروسيا.

يوم عار
وفي منتدى على الإنترنت، قال الدكتور ساسا المتحدث باسم جماعة "سي آر بي أتش" المناهضة للمجلس العسكري، التي أنشأها النواب المنتخبون الذين أطاح بهم الانقلاب "اليوم يوم عار على القوات المسلحة". وأضاف "يحتفل جنرالات الجيش بيوم القوات المسلحة بعد أن قتلوا أكثر من 300 من المدنيين الأبرياء" في إشارة إلى تقديرات لعدد قتلى الاحتجاجات منذ اندلاعها قبل أسابيع.

وذكرت بوابة "ميانمار ناو" الإخبارية، أن أربعة على الأقل لاقوا حتفهم عندما فتحت قوات الأمن النار على حشد خلال احتجاج خارج مركز للشرطة في حي دالا في رانغون في الساعات الأولى من صباح السبت. وأضافت أن عشرة آخرين على الأقل أُصيبوا.

وقال أحد السكان لوكالة "رويترز" إن ثلاثة، من بينهم شاب يلعب لفريق محلي لكرة القدم تحت 21 سنة، قُتلوا بالرصاص في احتجاج في حي إنسين في رانغون.

وذكرت "بوابة ميانمار ناو" أن 13 لقوا حتفهم في أحداث عدة في ماندالاي. وأضافت، أن تقارير أفادت بسقوط قتلى آخرين في منطقة ساجينغ القريبة من ماندالاي وبلدة لاشيو في الشرق ومنطقة باجو القريبة من رانغون ومناطق أخرى.

وقالت "ميانمار ناو" إن 50 على الأقل سقطوا قتلى، السبت.

وذكرت "وكالة الصحافة الفرنسية"، أنه قبل حلول فجر السبت، شنت قوات الأمن حملة قمع على المحتجين في رانغون، فيما فتحت قوات الجيش والشرطة النيران على تجمع لطلاب جامعيين في مدينة لاشيو في شمال البلاد.

وأفاد الصحافي ماي كاونغ ساينغ بأن "قوات الجيش والشرطة أتت وأطلقت النار عليهم مباشرة. لم يوجهوا أي تحذير للمحتجين واستخدموا الرصاص الحي".

لكن ذلك لم يردع المحتجين عن النزول للشوارع، بما في ذلك في ثاني كبرى مدن البلاد ماندالاي حيث حمل المحتجون صوراً لأونغ سان سو تشي.

واستخدمت قوات الأمن في شكل متزايد الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي والمطاطي لتفريق المحتجين ضد الانقلاب خلال الأسابيع الأخيرة.

وحذرت رسالة بثها التلفزيون المحلي الشبان الصغار من المشاركة في ما سمته "الحركة العنيفة" ضد النظام العسكري.

وجاء في الرسالة "تعلموا الدرس ممن قضوا بعد ما أصيبوا في الرأس والظهر... لا تموتوا سدىً".

وأفادت جمعية مساعدة السجناء السياسيين بأن 330 شخصاً قُتلوا، من بينهم عدد كبير برصاص في الرأس أطلقته قوات الأمن، ونحو 3000 شخص اعتقلوا منذ الانقلاب.

وتضمنت حركة الاحتجاج إضرابات واسعة وعصياناً مدنياً شارك فيه موظفون حكوميون ما عرقل سير عمل الدولة. وهو ما استفز السلطات التي أوقفت عشرات المواطنين المشتبه في دعمهم لحملة العصيان المدني، غالباً خلال مداهمات ليلية على المنازل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ضرب الاقتصاد

لكن حركة الاحتجاج الواسعة ألقت بثقلها على اقتصاد البلاد، لا سيما وأنها تجري في أوج جائحة "كوفيد-19" التي تضرب ميانمار بشدة.

وحذر البنك الدولي من أن البلد الآسيوي يواجه انخفاضاً هائلاً في ناتجه المحلي الإجمالي بنحو 10 في المئة في 2021.

مخاوف دولية

وأثارت وحشية حملة القمع ضد المحتجين مخاوف الجهات الدولية التي واصلت تنديدها بالانقلاب وفرضت عقوبات على جنرالات ميانمار.

ومساء الخميس، أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة فرض عقوبات على مجموعة "ميانمار الاقتصادية القابضة المحدودة" التي تضم تجمع شركات يملكها الجيش، في إطار "مزيد من الإجراءات" التي تستهدف النظام بعد الانقلاب.

ولم يكن للضغط الدبلوماسي حتى الآن تأثير يذكر، وتراهن واشنطن ولندن على ضرب المصالح المالية للجيش.

ويسيطر الجيش على القطاعات الرئيسة لاقتصاد ميانمار، بما في ذلك التجارة والموارد الطبيعية والكحول والسجائر والسلع الاستهلاكية.

ونالت حركة العصيان المدني دعماً كبيراً، الجمعة، حين رشحتها مجموعة أكاديمية نرويجية للحصول على جائزة نوبل للسلام، التي حازتها سو تشي في عام 1991.

 

المزيد من دوليات