أعلنت السلطات اللبنانية، مساء الثلاثاء 23 مارس (آذار)، رفع سعر الخبز المدعوم، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد والتي أدت لانهيار قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، في ثالث زيادة تطال سعر هذه السلعة الأساسية منذ يونيو (حزيران) الماضي.
وقالت وزارة الاقتصاد والتجارة في بيان أوردته وكالة الأنباء الرسمية، إن سعر كيس الخبز زنة 960 غراماً ارتفع من 2500 (حوالى 1.7 دولار على سعر الصرف 1507) إلى 3000 ليرة لبنانية (دولارين).
وبذلك يكون سعر هذه السلعة الأساسية ازداد بأكثر من الضعف منذ مايو (أيار) الماضي، أي في أقل من عام.
انخفاض القدرة الشرائية
وعزت الوزارة هذه الزيادة إلى "عدم تشكيل الحكومة، ما أدى إلى انخفاض كبير في قيمة الليرة اللبنانية مقابل ارتفاع سعر صرف الدولار، وبالتالي أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الأولية التي تدخل في إنتاج ربطة الخبز".
وكانت الوزارة رفعت سعر ربطة الخبز من 2000 (1.5 دولار) إلى 2500 ليرة في فبراير (شباط) الماضي. ويشهد لبنان أزمة اقتصادية خطيرة انعكست انهياراً في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار الأميركي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي حين لا يزال سعر الصرف الرسمي لليرة اللبنانية مقابل الدولار ثابتاً عند 1507 ليرات للدولار مقابل الدولار الواحد، فإن سعر العملة الخضراء في السوق السوداء لامس الأسبوع الماضي عتبة 15 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، أي عشرة أضعاف السعر الرسمي، قبل أن ينخفض هذا الأسبوع إلى نحو أحد عشر ألف ليرة.
وخفض هذا الانهيار الحاد القدرة الشرائية، وفاقمت الأزمات المتتالية التي تعصف بلبنان غضب المواطنين الذين يتظاهرون باستمرار احتجاجاً على أوضاعهم المأساوية.
تحت خط الفقر
ووفقاً للأمم المتحدة، بات أكثر من نصف سكان لبنان يعيشون تحت خط الفقر. وأتت زيادة سعر ربطة الخبز غداة اجتماع جرى بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، وفشل خلاله الرجلان مجدداً في الاتفاق على تشكيل حكومة جديدة منتظرة منذ سبعة أشهر.
وعلى الرغم من الوضع الملح، فلا تزال الجهات السياسية في البلاد تتنازع على الحقائب الوزارية وعلى حصة كل منها في الحكومة العتيدة.
ودفع التغير السريع في سعر الصرف خلال الأيام الأخيرة عدداً من المحال التجارية الكبرى إلى إقفال أبوابها لإعادة تسعير سلعها.
كما توقفت مصانع عن الإنتاج في انتظار استقرار سعر الصرف. وشهدت متاجر صدامات بين المواطنين على شراء سلع مدعومة.
وشهد لبنان في أكتوبر (تشرين الأول) 2019 انتفاضة شعبية عارمة استمرت شهوراً للمطالبة بتغيير الطبقة السياسية بأكملها بسبب الفساد والعجز عن حل الأزمات المزمنة في البلاد.
وبلغ معدل التضخم السنوي في لبنان في نهاية العام المنصرم 145.8 في المئة، بحسب الإحصاءات الرسمية. وفي مطلع مارس (آذار)، ارتفع سعر لحوم المواشي بنسبة 110 في المئة خلال عام، وسعر الدجاج بنسبة 65 في المئة، وفقاً للبنك الدولي.