Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بريطانيا تحتاج إلى نظير خطة بايدن الطموحة لإنعاش الاقتصاد

ليس السير على خطى الرئيس الأميركي صائباً من الناحية الأخلاقية فحسب، بل هو قرار مشروع اقتصادياً كما ترى الأمينة العامة للمؤتمر العام لنقابات العمال في المملكة المتحدة

أثنت الأمينة العامة لأكبر النقابات العمالية البريطانية فرانسيس أوغرايدي على الرئيس الأميركي لـ"دعمه حق العمّال بتنظيم صفوفهم" (تويتر)

دعت رئيسة المؤتمر العام للنقابات العمالية Trades Union Congress، فرانسيس أوغرايدي، إلى تطبيق "تحفيز على نسق بايدن" للاقتصاد البريطاني المرهق بسبب كورونا، يشبه خطة الإنعاش الاقتصادي الطموحة التي وضعها الرئيس الأميركي وتبلغ قيمتها 1.9 تريليون دولار (1.4 تريليون جنيه إسترليني). 

وفي مقابلة حصرية لها مع "اندبندنت" في ذكرى وضع برنامج التسريح المؤقت الذي سعى لحماية الوظائف، ولعبت دوراً أساسياً في وضعه، قالت أوغرايدي "نحتاج إلى طموح الخطة الأميركية، وإلى قيمها كذلك".

"ليس ذلك صائباً من الناحية الأخلاقية فحسب، بل هو قرار مشروع من الناحية الاقتصادية. إن علّمتني الحياة شيئاً فهو إن أعطيت الأثرياء، سوف يتمسكون بالمال. وإن أعطيت الأشخاص العاديين، سوف ينفقونه ويعزّزون [حركة] الطلب".

وأشارت أوغرايدي التي بدت عليها علامات الانزعاج إلى أن حزمة بايدن تُعدّ أكبر بثلاثة أضعاف مما تنفقه المملكة المتحدة على خطة التعافي قياساً على الناتج المحلي الإجمالي.

"لماذا لا تستطيع الحكومة (البريطانية) أن تفكر على نطاق أوسع حيث يضخّ الرئيس مبالغ حقيقية في جيوب الأشخاص العاملين؟" 

"لم تكن الميزانية (البريطانية التي أعلنها وزير المالية ريشي) سوناك  غير طموحة فحسب، لكن الكثير أُخفي في التفاصيل المطبوعة بالأحرف الصغيرة، بما في ذلك اقتطاع مبالغ من الخدمات العامة، ولم يمرّ وقت طويل قبل أن يلقى وزير المالية عناوين رئيسية [في الصحف] لا يريدها بشأن رواتب هيئة الخدمات الصحية الوطنية". 

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

كما أثنت على السيد بايدن "لدعمه حق العمال بتنظيم صفوفهم"، في إشارة إلى الدعم الذي أولاه الرئيس الأميركي مؤخراً لموظفي (شركة) أمازون في ألاباما الذين يحاولون تأسيس نقابة عمالية في مواجهة معارضة إدارة عملاق البيع بالتجزئة على الإنترنت.

وكتب الرئيس الأميركي على "تويتر" "العمال في ألاباما- وفي كل أنحاء أميركا- يصوّتون على قرار تأسيس نقابة عمالية تمثلهم في مكان عملهم أم لا. هذا خيار حيوي ومهم، ويجب اتخاذه من دون ترهيب أو تهديد من قبل أرباب العمل. وعلى كل عامل أن يتمتع بخيار حر وعادل للانضمام إلى نقابة".

في إدارة السيد بايدن عدد من الأعضاء تربطهم علاقات وطيدة مع النقابات العمالية الأميركية أو سبق لهم أن عملوا فيها. ويمكن أن تزيد هذه المسألة تعقيد العلاقات مع المملكة المتحدة نظراً لموقف الحكومة البريطانية غير الودّي تجاه النقابات، في وقت تسعى إلى الحصول على الدعم الأميركي بشأن إيرلندا الشمالية في معركتها حول الترتيبات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

وقوبل المؤتمر العام للنقابات العمالية بالازدراء حين كان يؤسس "مجلس إعادة البناء بشكل أفضل"، على الرغم من إقامة السيدة أوغرايدي علاقة عملية منتجة مع مجموعات أرباب الأعمال مثل اتحاد الصناعات البريطانية.  

وقد شاركت مؤخراً في اتصال فيديو مع مديره الجديد توني دانكر.  

وقالت السيدة أوغرايدي "نحن دائماً على استعداد للعمل بشكل بنّاء، وأعتقد أننا أثبتنا ذلك خلال هذه الأزمة. نريد أن نكون مشاركين كائناً من كان يمسك بالسلطة، والباب غير موصد أبداً. لكن على الآخرين أن ينفتحوا فحسب". 

"أؤمن بامتلاك العاملين صوتاً يمثلهم، وهذا هو دور النقابات. لدينا أفكار والخبرة وتجارب حياتية حقيقية. و العمل الميداني ينتج كثيرا من الحكمة (التي يمكن الاستفادة منها). وكانت هذه فرصة للحكومة كي تعي ذلك".

ثم عادت السيدة أوغرايدي إلى الهجوم [توجيه الانتقادات] حين وصل الحديث إلى رواتب هيئة الخدمات الصحية الوطنية، فوصفت زيادة الـ1 في المئة المقترحة (من قبل الحكومة) بأنها "إهانة" وقالت إنها فكرت في "طرق قِدرَين ببعضها بعضاً" خلال التصفيق الذي نظمته النقابة العمالية يونيسون الخميس الماضي.  

"لست متأكدة من أن الحكومة تدرك الموضوع مع أن معظم الناس يدركون أنها إهانة. لا يتعلق ذلك بالمال فحسب؛ بل بما تقوله عن قيمة العمل الذي أنجزه الناس، أولئك الذين كلّما ارتدوا الزي الرسمي يضعون صحتهم وحياتهم بخطر".

"كيف يمكنك أن تغدق الشكر باستمرار على أشخاص ثم تعاملهم بهذه الطريقة؟ أجد ذلك مذهلاً. هل ذلك لأنّ الشطر الراجح من هذه القوى العاملة نساء؟ أيعتبر من المسلّمات أنهنّ متفانيات وسوف يعطينّ الأولوية لمهنتهنّ؟ (ما عرضته الميزانية) يعتبر تخفيضا في الأجور اذا حسبنا القيمة الحقيقية (للزيادة) قمارنة بنسبة التضخم الاقتصادي المتوقعة. يستحققن زيادة في الأجر وهذا لا ينطبق على طاقم التمريض فحسب".

"الممرضون الذين أعرفهم سيكونون أول من يقول، نحن فريق وهذا الموضوع متعلق بالموظفين كفئة واحدة". وقالت السيدة أوغرايدي إن ذلك يجب أن ينطبق كذلك على العاملين في الرعاية الاجتماعية الذين عادة ما توظفهم شركات خاصة ويتلقون أجوراً وصفتها بالـ"بخسة".

"العديد منا يدرك الآن القيمة الحقيقية للأشخاص العاملين في قطاع الخدمات العامة. هذا أمر أعتقد أننا نبدأ في فهمه جميعاً. وفي حال وصفهم أحدهم بالعمالة غير الماهرة... أعتقد أنني سأعاني من ارتفاع هائل في ضغط الدم إن سمعت ذلك مجدداً. هم عاملون مهرة ومتفانون يستحقون التقدير لمساهمتهم".

© The Independent

المزيد من اقتصاد