Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفشي الاغتيالات في مخيم سوري يؤوي أسر تنظيم "داعش"

يُخشى أن يصبح معتقل الهول "الرحم الذي يلد أجيالاً جديدة من المتطرفين" حسب تحذير أحد الباحثين

نحو 80 في المئة من سكان الهول من النساء والأطفال (أ ب)

تزايدت جرائم القتل في مخيم يؤوي عائلات عناصر "داعش" في شمال شرقي سوريا، وراح ضحيتها 20 قتيلاً وقتيلة الشهر الماضي.

ومن بين القتلى شرطي أصيب بعيار ناري من مسدس مزود بكاتم صوت، ومسؤول محلي أطلق عليه النار وأصيب ابنه كذلك ورجل عراقي قُطع رأسه.

ويُعتقد أن جرائم القتل في مخيم الهول، التي زادت ثلاث مرات تقريباً عن وفيات الأشهر السابقة، نفذها عناصر ينتمون لـ"داعش" عقاباً لمن يُشتبه بأنهم أعداء لهم وترهيباً لأي شخص يحيد عن خطهم المتشدد، كما قال المسؤولون السوريون الأكراد الذين يديرون المخيم وهم يقولون إنهم يبذلون جهدهم في سبيل ضبطه والسيطرة على ما يجري فيه.

وكان من بين القتلى خمس نساء على الأقل من سكان المخيم، وفقاً لمركز معلومات روجافا، وهو منظمة ناشطين ترصد الأنباء في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية. وأفاد هذا المركز أن القتلى العشرين كانوا إما سوريين أو عراقيين وقد قُتل أغلبهم داخل خيمهم أو أماكن مبيتهم ليلاً، حيث أطلق الرصاص على مؤخرات رؤوس معظمهم من مسافة قريبة .

وأدى ارتفاع وتيرة العنف إلى زيادة الدعوات للدول كي تسترد مواطنيها القابعين في مخيمات تضم نحو 62 ألف شخص أكثر من 80 في المئة منهم نساء وأطفال. لكن المسؤولين يقولون إن عمليات إعادتهم إلى أوطانهم قد تباطأت بشكل هائل بسبب جائحة فيروس كورونا. 

ويحذر المسؤولون المحليون كما مسؤولو الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال في المخيم معرضون لخطر التشدد إن تُركوا هناك.

وقال عبدالله سليمان علي، الباحث السوري المتخصص في شؤون الجماعات الجهادية: "إن الهول سيكون الرحم الذي ينجب أجيالاً جديدة من المتطرفين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومع أن أغلبية سكان المخيم عراقيين وسوريين، فهو يضم كذلك نحو 10 آلاف شخص من 57 دولة أخرى، يسكنون في منطقة منفصلة خاضعة لحماية مشددة تُعرف باسم المُلحق. وما زال عدد كبير منهم يناصر "داعش".

لطالما كان المخيم فوضوياً، حيث يفرض المسلحون المتشددون ما يشاؤون على الآخرين ويسعون إلى منعهم من التعاون مع السلطات الكردية التي تحرسه.

وقال المسؤول الكردي الرفيع المستوى بدران جيا كورد، إن خلايا داعش في سوريا على تواصل مع سكان المخيم وتدعمهم.

وقال إن "أياً كان يحاول الكشف عن جهات الاتصال هذه أو يتوقف عن التعامل مع "داعش" مصيره الموت". 

وغردت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أنها اعتقلت شخصاً يهرب عائلات أفراد "داعش" في منطقة الحدادية قرب المخيم، بمساندة مراقبة جوية من التحالف الدولي.

وقال الباحث السيد علي: "هناك عدة أسباب وراء زيادة الجرائم، بما فيها محاولة عناصر داعش فرض عقيدتهم في المخيم على مدنيين يرفضونها".

ولم يُكشف بعد السبب المباشر لارتفاع جرائم القتل. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) بدأت السلطات الكردية برنامج عفو لـ25 ألف في المخيم، يسمح لهم بالمغادرة.

ويتكهن البعض بأنه نظراً لأن من يحصلون على العفو مضطرين للتسجيل والعمل مع السلطات، ربما حفز البرنامج هذه الجرائم لغاية ضبط السكان وإحكام السيطرة عليهم.

ويخشى كثير من المحتجزين مغادرة المخيم بسبب احتمال تعرضهم لهجمات انتقامية في بلداتهم من الأشخاص الذين عانوا في ظل حكم "داعش". ومهما كانت الأسباب وراء الجرائم، تشير إراقة الدماء إلى وجود نفوذ لـ"داعش" داخل المخيم.

وحذرت السلطات الكردية المدنية المحلية المعروفة باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أواخر يناير (كانون الثاني) من أن بعض الأطراف تحاول إعادة إحياء "داعش" ولا يمكن للسلطة أن تواجه هذه الأزمة وحدها.

مضت سنتان تقريباً منذ استحوذ التحالف بقيادة الولايات المتحدة على آخر جزء من الأراضي التي كانت تحت سيطرة "داعش"، واضعاً حداً لدولة الخلافة المعلنة ذاتياً التي شملت مناطق واسعة من العراق وسوريا. 

استغرقت الحرب الطاحنة عدة سنوات وانتهت بفرض سيطرة السلطات الكردية الموالية للولايات المتحدة على شرق سوريا وشمال شرقيها، بالإضافة إلى مرابطة صغيرة العدد، بضع مئات للقوات الأميركية التي ما زالت منتشرة هناك.

ومنذ ذلك الوقت، توارى من تبقى من مسلحي "داعش" عن الأنظار في المنطقة الحدودية بين سوريا والعراق، وواصلوا تمردهم.

وعلى الرغم من أن الهجمات في سوريا أقل مما كانت عليه في أواخر العام 2019، تستمر خلايا "داعش" النائمة بضرب قوات الحكومة السورية، وعناصر قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والمسؤولون الإداريون المدنيون.

اندبندنت ووكالات

© The Independent

المزيد من الشرق الأوسط