قُتل 26 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، اليوم الإثنين، في هجوم جديد لتنظيم "داعش"، الذي يكثّف أخيراً وتيرة اعتداءاته شرق سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعكس تكثيف التنظيم هجماته، وفق ما يقول محللون، صعوبة القضاء نهائياً على خلاياه التي تنشط في البادية السورية المترامية، امتداداً من شرق محافظتي حماة وحمص (وسط)، وصولاً إلى أقصى شرق محافظة دير الزور (شرق).
وأوضح المرصد أن عناصر "داعش" الذين ينشطون في البادية السورية نفذوا صباح الإثنين كميناً استهدف رتلاً عسكرياً لقوات النظام، ومسلحين موالين لها في بادية مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي، واندلعت إثره اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وأوقع الهجوم 26 قتيلاً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، كما قتل 11 عنصراً من "داعش"، وفق المرصد، الذي أشار إلى أن القوات الحكومية أرسلت تعزيزات عسكرية إلى منطقة الاشتباكات.
مسرح الاشتباكات
وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبّدها "داعش"، خصوصاً مع إعلان قوات سوريا الديمقراطية (ائتلاف فصائل كردية وعربية تدعمه واشنطن) في مارس (آذار) 2019 القضاء عليه، إلا أن التنظيم المتطرف يواصل خوض حرب استنزاف ضد الجيش السوري والمقاتلين الموالين له من جهة، والقوات الكردية من جهة ثانية.
ومع ازدياد وتيرة هجمات التنظيم، تحولت البادية السورية إلى مسرح للاشتباكات، خصوصاً بين المتطرفين وقوات النظام المدعومة روسياً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويركز التنظيم هجماته، على قوات النظام تحديداً، من نقاط تحصّنه في منطقة البادية، على الرغم من الغارات الروسية التي تستهدف مواقعه بين الحين والآخر، دعماً للقوات الحكومية التي تقوم بعمليات تمشيط للمنطقة للحد من الهجمات.
ومطلع الشهر الحالي قُتل 19 عنصراً من قوات النظام والمسلحين الموالين لها في هجوم شنّه "داعش" شرق حماة، كما قتل بداية العام الحالي نحو 40 عنصراً من تلك القوات في كمين في البادية أيضاً.
ووثّق المرصد منذ مارس 2019 مقتل أكثر من 1300 عنصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها، فضلاً عن أكثر من 700 عنصر من "داعش" جراء الهجمات والمعارك.
10 آلاف مقاتل
وقدّرت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة في شأن "داعش" ومجموعات أخرى في تقرير الشهر الحالي أن لدى التنظيم المتطرف 10 آلاف مقاتل ينشطون في سوريا والعراق.
وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من أن معظم هؤلاء موجودون في العراق، إلا أن "الضغط الذي تمارسه قوات الأمن العراقية يجعل تنفيذ عمليات التنظيم على أراضيها أكثر صعوبة"، مقارنة مع سوريا.
وتوفّر البادية السورية في محافظة دير الزور، بحسب التقرير، "ملاذاً آمناً لمقاتلي التنظيم الذين أنشأوا علاقات مع شبكات تهريب تنشط عبر الحدود العراقية".
وأسفر النزاع في سوريا منذ اندلاعه عام 2011 عن أكثر من 387 ألف قتيل، وأدى الى استنزاف البنى التحتية والاقتصاد، عدا عن تشريد أكثر من 6 ملايين سوري داخل البلاد، وتهجير 5.5 مليون خارجها، وفق الأمم المتحدة.