Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

وفيات جراء التفاوت في الرعاية الصحية بين شمال إنجلترا وجنوبها

معدل ضحاياه في المملكة المتحدة أعلى مرتين وثلاث مرات مقارنة بألمانيا وفرنسا

حذر تقرير جديد من عدم المساواة في رعاية مرضى الالتهاب الرئوي بين مناطق إنجلترا (غيتي)

تبيَّن أن سكان شمال إنجلترا أكثر عرضة للموت نتيجة الإصابة بالالتهاب الرئوي pneumonia  مقارنة بجنوب إنجلترا، حسب ما وجدت دراسة جديدة نهضت بها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" (أن أتش أس) NHS في المملكة المتحدة، كاشفةً عمَّا وصفه باحثون بأوجه انعدام المساواة "المترسِّخة" والرعاية الصحية السيئة التي يتلقاها المرضى.

وفق التقرير، الصادر عن "أكوا"، الهيئة المعنية بتحسين مستوى الرعاية الصحية في "أن أتش أس"، تسجِّل المنطقة الشمالية الغربية الإنجليزية أعلى معدل وفيات بالالتهاب الرئوي، وبوجه عام، تستقبل المستشفيات أعداداً أكبر من المصابين بأمراض الرئة في شمال إنجلترا مقارنة بجنوبها.

وحذَّر الخبراء من أنّ المملكة المتحدة ككل تقدِّم أداء سيئاً في علاج المرضى، إذ لديها ثالث أعلى معدل وفيات بين مرضى الالتهاب الرئوي في أوروبا استناداً إلى النسبة المعدَّلة بحسب السنّ، بعد رومانيا وسلوفاكيا فقط.

ورأى التقرير أنّ التفاوت بين المستشفيات فاقم ضعف الأداء الصحي مع التأخر في تشخيص الحالات وإعطاء مضادات حيوية لأقل من 7 من كل 10 مرضى خلال أربع ساعات. وفي واحدة من مؤسسات "أن أتش أس"، تلقى أقل من نصف المرضى المضادات الحيوية في موعدها المحدد.

للأسف، ازدادت تلك المشكلات سوءاً نتيجة أشكال اللامساواة والحرمان السائدة في بعض المجتمعات، التي ضاعفت خطر إصابة الناس بالالتهاب الرئوي الناجم عن عدوى بكتيرية أو فيروسية في الرئتين.

في حديثها إلى "اندبندنت"، قالت روث ييتس، المديرة المساعدة في "أكوا"، إنّ "مظاهر انعدام المساواة المتجذرة بين شمال إنجلترا وجنوبها التي طال أمدها تولّد ظروفاً بالغة السوء ملائمة لانتشار الالتهاب الرئوي. وأبرز "كوفيد- 19" بشدة الحاجة إلى التصدي لهذا التفاوت، وفي الوقت نفسه رفع الاهتمام بالطريقة التي نعتمدها في تشخيص المصابين بأمراض الجهاز التنفسي وعلاجهم إلى أعلى المستويات على الإطلاق".

"بصفتنا أمة، اعتدنا الآن على أرقام الوفيات اليومية المأساوية الناجمة عن الفيروس (كورونا). ففي الشمال الغربي، توفي ما يربو على 10 آلاف شخص للأسف بسبب "كورونا" منذ بدأت الجائحة"، وفق كلام ييتس.

وأضافت ييتس في شرحها، "قوبل ذلك باستجابة متماسكة عظيمة المستوى من جانب القادة المحليين و"أن أتش أس". ولكن، حريّ بنا أن لا ننسى أمر الالتهاب الرئوي، الذي كنا نواجهه قبل "كوفيد" وقد أودى بحياة ستة آلاف و700 مريض خلال تلقيهم العلاج في مستشفيات شمال غربي إنجلترا، عام 2019".

ولفتت إلى أنّ، "شمال غربي إنجلترا يسجل المعدل الأعلى من إصابات "كوفيد" في البلاد. شأن الالتهاب الرئوي، يحدق الخطر بأعداد كبيرة من الناس جراء الحالات الصحية التي يعانونها أصلاً. كذلك يبرز الحرمان كعنصر شديد الأهمية في "كوفيد"، ويواجه تحديات لا تشهدها مناطق أخرى".

عام 2019، استقبلت المستشفيات من أنحاء إنجلترا ما مجموعه 272 ألف شخص بسبب الالتهاب الرئوي، 42 ألفاً منهم في الشمال الغربي وحده حيث الوفيات أعلى إحصائياً من المتوقع وتتخطّى الأرقام المسجّلة في أية منطقة أخرى. وشهدت خمس من مؤسسات "أن أتش أس" في المنطقة معدلات استثنائية في حالات الوفاة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ففي المملكة المتحدة، يموت 213 شخصاً من كل مليون نسمة سنوياً بسبب الالتهاب الرئوي، أي أكثر من الوفيات التي تشهدها ألمانيا وفرنسا للسبب نفسه بمرتين وثلاث مرات، على التوالي.

ويُصاب سكان المناطق الأكثر حرماناً بالالتهاب الرئوي في سن أصغر مقارنة بغيرهم. مثلاً، بلغ متوسط عمر المصابين به 76.6 في المناطق الأقل حرماناً، مقارنة بـ 68 في المناطق الأكثر حرماناً.

ويشكل 10 في المئة من السكان الأشد حرماناً أكثر من ربع حالات الدخول إلى المستشفى نتيجة الالتهاب الرئوي.

بناء عليه، وضعت "أكوا" مقاييس جديدة للإسهام في تحديد شكل الرعاية الصحية الجيدة المتصلة بالالتهاب الرئوي، وهي تستند إلى توجيهات وطنية يمكنها، في حال تبنيها، أن تساعد في سد الفجوة بين المناطق.

وفق ييتس، "في مرحلة التعافي من فيروس "كورونا" تلزمنا إجراءات حاسمة وفاعلة لدعم المجتمعات المحلية المحرومة وتقليص العوامل الأساسية الكامنة وراء الالتهاب الرئوي. يقتضي تحسين الرعاية التي يتلقاها المرضى بمجرد دخولهم إلى المستشفى، دعم مستشفيات الهيئة في المنطقة بتمويل وموارد يرتقيان إلى مستوى التحدي القائم".

"تعاون كثير من مؤسسات "أن أتش أس" عبر شبكة وبرامج "أكوا" الأقليمية الخاصة بالجودة من أجل تغيير واقع الأمور. بيد أن تقريرنا يوضح أن بعض المؤسسات ما زال يشوبه كثير من التباين غير المبرر في مستوى الرعاية الصحية التي يحظى بها مرضى الالتهاب الرئوي، سواء التشخيص، أو الترميز السريري، أو تقديم الوصفات الطبية المناسبة في موعدها"، على ما قالت ييتس.

كذلك يمكن أن يعاني مرضى الالتهاب الرئوي حالات صحية أخرى، من بينها داء الانسداد الرئوي المزمن، وارتفاع ضغط الدم، ومشاكل في القلب.

الدكتور بيسواجيت تشاكرابارتي، استشاري في طب الجهاز التنفسي في مستشفيات جامعة ليفربول التابعة لـ"هيئة الخدمات الصحية الوطنية" يقود قسم علاج الالتهاب الرئوي في برنامج الجودة المتقدم، قال في هذا الصدد، إن "على المتخصصين في الرعاية الصحية النظر إلى تشخيص الالتهاب الرئوي المكتسب من المجتمع على أنه أكثر من مجرد مرض تنفسي حاد، بل داء يشير إلى الحاجة إلى تحديد وتحسين الأمراض المتزامنة (مع الالتهاب الرئوي) والضعف الجسدي خلال المكوث في المستشفى وبعد الخروج منها.

"من المهم جداً أن نتبنى نهجاً شاملاً لمعالجة الالتهاب الرئوي إذا أردنا تعزيز الفائدة التي يحظى بها مرضانا إلى أقصى حد"، ختم تشاكرابارتي.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة