Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محاولات لاختراق "أسوار الجيش التونسي"

توقيف عناصر تخابروا مع إرهابيين وآخرون قدموا معلومات لمهربين

أثارت تصريحات وزير الدفاع المخاوف حول المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية (غيتي)

منذ تأسيسه غداة إعلان الاستقلال عام 1956، بقي الجيش التونسي بعيداً من التجاذبات السياسية، وعلى الرغم من كل الأزمات التي عاشتها البلاد، لم يحد عن مهماته وبقي وفياً لمبادئه، إذ لم تستطع التغييرات التي شهدتها تونس منذ الثورة على نظام بن علي أن تبدّل عقيدته، وتفتح أبواب ثكناته للتجاذبات السياسية التي عرفتها.

وزير الدفاع يثير المخاوف

خلال كلمة القاها أمام لجنة تنظيم الإدارة وشؤون القوات الحاملة للسلاح بمجلس النواب، قال وزير الدفاع ابراهيم البرتاجي إنه تم توقيف عناصر من الجيش التونسي تخابروا مع جهات أخرى بخصوص الإرهاب، كما أُوقف عدد آخر في مناطق الجنوب المحاذية لليبيا، قدموا معلومات لمهربين حول تواجد التشكيلات العسكرية لمساعدتهم في تجاوز نقاط المراقبة في المناطق الحدودية.

وأوضح وزير الدفاع أنه "لا يمكن أن أمر من دون أن أوضح مسألة العسكريين المعزولين لأسباب تأديبية، ذلك أن أفراد الجيش الوطني ليسوا بمنأى عن التحولات الاجتماعية والسلوكية التي شهدها مجتمعنا خلال السنوات الأخيرة، مما ترتب عليه حياد بعض صغار الرتباء حديثي العهد بالمؤسسة العسكرية عن الالتزام بقواعد الانضباط العام واحترام القوانين المعمول بها، والقيام بتصرفات تتنافى ومتطلبات العمل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في سياق متصل، أثارت تصريحات وزير الدفاع المخاوف حول المخاطر التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية، في ظل الواقع الذي تعيشه تونس سياسياً واجتماعياً، والذي قيّمه العميد المتقاعد والرئيس الأسبق للجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب مختار بن نصر، بأنه "سابقة اتصالية خاطئة قام بها وزير الدفاع وأثار حفيظة الرأي العام، إذ لم يوضح من هم هؤلاء العسكريون المتورطون، وما هي رتبهم؟ وهل هم ضباط أم مجندون؟ "معتبراً أن مثل هذه التصريحات تمس معنويات الجيش الوطني، إذ جرت العادة ألا يتم الحديث عن مواضيع لها علاقة بالمؤسسة العسكرية". وأضاف بن نصر أن الجماعات الإرهابية وعصابات التهريب تسعى بكل إمكاناتها لاختراق منظومات المؤسسة العسكرية التي تتولى الإشراف على المناطق الحدودية مع ليبيا، والتي نجحت في السيطرة الميدانية على الشريط الحدودي الممتد لحوالى 400 كيلومتر، والجيش يحقق نجاحات كبرى في التصدي للجماعات الإرهابية، وآخرها نجاحه في القضاء على خلية مكلفة بإسناد الجماعات في جبل مغيله بولاية القصرين المتاخمة للحدود مع الجزائر.

إثارة إعلامية

الحديث عن مؤسسات الجيش الوطني وتعرضها لمحاولات جماعات إرهابية وعصابات مهربين اختراقها، اعتبره كثيرون إثارة إعلامية تلقي الضوء للمرة الأولى على التحديات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية في ظل المتغيرات التي تعيشها تونس خلال السنوات العشر الأخيرة، والتي وصفها الإعلامي والمحلل السياسي هشام الحاجي بأنها تحوّل الأنظار عن قضايا أكثر أهمية، بخاصة أن تونس لها علاقات كبيرة ومهمة، ومنها العلاقة العسكرية مع واشنطن، والجهد المشترك لمكافحة الإرهاب والتصدي له، وهذا أهم بكثير من الحديث عن قضايا تثير الرأي العام، كونها المرة الأولى التي يتم الحديث فيها عن قضايا داخل الجسم المؤسساتي العسكري، معتبراً أن ما ذكره الوزير خطير لأنه لا يعطي تفاصيل كاملة عن هذه الحوادث التي تعد ضئيلة العدد مقارنة بحجم المؤسسة، لكنه يلقي بظلال شك وقلق حيال ذلك.

في المقابل، يرى مراقبون أن ما تحدث عنه وزير الدفاع إيجابي ويجب أن تكون هناك معرفة بحقائق ما يجري داخل المؤسستين العسكرية والأمنية، في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية التي شهدتها البلاد، وأن هاتين المؤسستين ليستا مؤسسات مقدسة لا يدخلها الخطأ، بخاصة والظروف الاجتماعية للعناصر فيها صعبة وأوضاعهم الاقتصادية سيئة، مما يفتح الباب لتكون هناك محاولات لتجنيد عناصر في الجيش والأمن تتعاون مع الجماعات المتطرفة بحكم التقارب الفكري، أو تتعامل مع المهربين وعصابات الجريمة المنظمة بحكم احتياج مادي. 

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي