Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حركة أبو سياف الفيلبينية إرهاب مستمر رغم الجائحة

أسسها عبد الرزاق جنجلاني أوائل التسعينيات ومولها تنظيم القاعدة ومقاتلوها على علاقة وطيدة بـ"داعش"

قوات الجيش الفيليبيني تحمل ذخيرة على مدفع هاوتزر أثناء قصف مخبأ جبلي  لحركة أبو سياف المتطرفة  (أ ف ب)

كثفت السلطات الفيلبينية نشاطها خلال أزمة فيروس كورونا للتخلص من حركة أبو سياف الإرهابية، التي هددت الأمن والاستقرار في الفيليبين منذ تسعينيات القرن الماضي، فمن تفجير وقتل وهجمات ومواجهات متكررة ضد الشرطة إلى اعتقال مواطنين أبرياء، بعد انفصالها عن الأقلية المسلمة المطالبة بانفصال الإقليم الجنوبي.

النشأة والتطور

تأسست جماعة أبو سياف أوائل عام 1990، كما برزت الفئة المارقة كمجموعة إسلامية متشددة وعنيفة انفصلت عن الجبهة الوطنية لتحرير المورو؛ السكان المسلمين في الفيليبين، التي طالبت منذ نشأتها بتأسيس دولة إسلامية جنوب البلاد، وقد شجع المناخ الطائفي في البلاد بين المسلمين والمسيحيين عبد الرزاق جنجلاني في تأسيس الحركة المتطرفة، وهو أحد الذين شاركوا في حرب أفغانستان ضد الاتحاد السوفياتي، وتتلمذ على يد عبد الرسول أبو سياف أحد قادة الاتحاد الإسلامي الأفغاني، التي تستمد جماعة أبو سياف الفيليبينية المسلحة اسمها منه كما ورد في تقارير لجنة أميركية باعتباره مُعلم خالد شيخ محمد، العقل المدبر للهجمات التي وقعت عام 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وتعد هذه الجماعة ضمن لائحة الولايات المتحدة للمنظمات الإرهابية.

من القاعدة إلى داعش

حمل جنجلاني الآراء المتطرفة في أيديولوجيته إلى موطنه الفيليبين وقام بتكوين الحركة، وارتبطت الجماعة منذ نشأتها بعلاقات اتسمت بالقوة مع تنظيم القاعدة ورئيسها أسامة بن لادن، وزوج أخته محمد جمال خليفة، الذي كان يمولها من خلال منظمات خيرية. كما لها علاقة بمقاتلين من تنظيم "داعش، يسعون لإقامة قاعدة لهم جنوب شرقي آسيا.

أصبحت الجماعة في فراغ قيادي بعد مقتل مؤسسها عبد الرزاق جنجلاني، واستُبدلت عمليات التفجير السابقة بخطف مقابل فدية مالية لتمويلها بعدما جفّت مصادرها المالية، إلا أن قذافي جنجلاني، الأخ الأصغر لمنظّرها وقائدها، أعاد السيطرة واستكمل الدمار بعمليات التفجير والاختطاف ليصبح اسمه مدرجاً على قائمة مكتب التحقيقات الاتحادي الأميركي (FBI) لأخطر المطلوبين لديها، بعدما وجهت له محكمة أميركية تهمة خطف المبشر الأميركي مارتن بيرنهام وقتله، كما رصدت الولايات المتحدة مكافأة بخمسة ملايين دولار لمن يقتله وقد عُثر على جثته متحللة في جزيرة جولو الفيليبينية.

وعلى الرغم من ضلوع جماعة أبو سياف في عدد من الأنشطة الإرهابية، فإن مراقبين يعتقدون أن دوافعها ليست دينية، بل مادية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

حركة ضد التبشير

لفتت جماعة أبو سياف أنظار العالم الغربي حين فجرت إحدى السفن التبشيرية المسيحية وأدت إلى مقتل مبشر مسيحي في جزيرة ميندانا في التسعينيات. لكن أشد عملياتها عنفاً وقعت في عيد الحب على سفينة عابرة في 2004 أسفرت عن مقتل 116 شخصاً مع تكررها في التاريخ ذاته عام 2005.

لم توقف الحركة عمليات استهدافها المسيحيين، ففي عام 2019 فجّرت كنيستين في جزيرة جولو فقتلت 20 شخصاً وإصابت ما يزيد على 100 آخرين.

استسلام واعتقال

سعت شرطة الحكومة الفيليبينية إلى مكافحة نشاط الحركة بشكل ملحوظ في الفترة الماضية، فاعتقلت أبو الجهاد سوسوكان، كبير الجماعة في مدينة دافاو جنوب البلاد، ونقلته إلى العاصمة مانيلا، حيث يُحتجز في مقر الشرطة الوطنية، ووُجهت له 23 تهمة قتل، وست تهم محاولة قتل واحتجاز رهائن، بالإضافة لكونه مطلوباً في ماليزيا لجرائم خطف سفينة على الساحل الشرقي لولاية صباح وغيرها من الأنشطة الإجرامية في جولو، وفق ما أُعلن في بيان سابق لها.

وفيما تأهبت قوات الأمن الفيليبينية خشية حصول هجمات انتقامية رداً على توقيف سوسوكان فور علم الحركة بوجوده في المدينة، قال رئيس شرطة دافو العقيد "كيربي مرافت"، إنه جهز أمراً باعتقاله في سولو ومعسكر كرامي. كما اعتُرف بالدور الرئيس لـ"ميسوراي"، مؤسس الجبهة الوطنية لتحرير مورو، في المفاوضات بين الشرطة وسوسوكان، ما أدى إلى اعتقاله سلمياً ومن دون أي مقاومة، كما استسلم ثمانية من أتباعه بلا أي اشتباكات في ما عدته السلطات العسكرية نصراً من دون إطلاق أي رصاصة. كما قتلت قوة المهام المشتركة أرسيبار سوادجان العقل المدبر لعملية تفجير الكنائس المزدوج في اشتباك معها الأسبوع الماضي.

إرهابية بلا أيديولوجية

أمر الرئيس رودريغو دوتيرتي القوات المسلحة بتدمير حركة أبو سياف واصفاً إياها بالعدو الحقيقي، وقال إن جائحة كوفيد-19 لم تحجر الإرهاب مؤكداً أن الجماعات الإرهابية المحلية كأبو سياف ومقاتلي المتطرفين بباجسامورو وجيش الشعب الجديد من الحزب الشيوعي في الفيليبين صاروا أكثر جرأة واستغلوا فترة انتشار الفيروس لخدمة أنشطتهم. كما دعا الرئيس إلى بناء نظام جديد أكثر أمناً وإنسانية وعدالة ونبذ العنف والقوة المتطرفة والوحشية، واصفاً حركة أبو سياف بـ"الإرهابية التي لا أيديولوجية لها".

اقرأ المزيد

المزيد من تحلیل