Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف نحرر أطفالنا من الكسل بعد الحجر المنزلي

فرصة لتنظيم أنشطتهم وإخراج الطاقة المتراكمة من الراحة القسرية

تحولت حياة الأطفال من حال إلى حال خلال الأشهر الماضية بسبب العزل المنزلي، وتغير نمط حياتهم من روتين يومي وجدول ممتلئ بالأنشطة التعليمية والترفيهية ومتعة اللقاءات داخل أسوار المدرسة وخارجها إلى حياة رتيبة لا جديد فيها ولا لقاء أصدقاء ولا زملاء، بعد تفشي فيروس كورونا وتقييد الحركة وضرورة البقاء في المنزل.

 ومع إعلان العديد من الدول إغلاق المدارس أصبحت لدى العديد من الأمهات صعوبة في التعامل مع الأطفال داخل المنزل، خصوصاً أن جميع التعليمات تنادي بضرورة الابتعاد عن التجمعات في الخارج، فأجبر الحجر المنزلي الأمهات والآباء على البقاء في المنزل طوال اليوم بجانب أبنائهم لخلق فرص للنمو والتعلم والمرح والتواصل وتجنب الملل والكسل. ويمكن لهذه الفرص أن تجعل التعايش القسري الطويل أكثر متعة للجميع، بل ربما تكون بمثابة فرصة رائعة للوالدين والأطفال لاغتنام أوقات الحجر المنزلي لاستعادة العلاقات الأسرية والاستماع للأطفال والحديث معهم.

 

جدول يومي

تقول خلود العتيبي، وهي أم لطفلتين، "مع بداية الحجر تحولت حياة ابنتَي إلى ركود، لكن بعد أيام قليلة اتفقنا على وضع جدول يومي يتضمن العديد من الأنشطة والمهارات الحياتية، كما حرصنا على ترك مساحة للالتحاق بدورات افتراضية تنمي مهارات الطفلتين اللغوية وكان أكثر ما يهمني في إعداد جدول أنشطة الحجر المنزلي هو تحديد أهداف أكثر واقعية لهما مع الحرص على ممارسة الرياضة لأنها تزيد من الطاقة وتحسن المزاج".

وجمعت الطفلتان رند ورفيف الشهيلي بعض أنشطتهما التعليمية والترفيهية أثناء فترة الحجر المنزلي، وتحدثتا إلى "اندبندنت عربية" بطريقة مبسطة ومميزة عن برنامجهما خلال فترة الحجر المنزلي والتأقلم مع ظروف التغيير.

 

مهارات حياتية

ومنذ الأسابيع الأولى اعتادت الطفلتان على مهارات حياتية حيوية للأطفال بالمحافظة على الروتين اليومي، والانتظام بمواعيد ثابتة للنوم والاستيقاظ، والحرص على تخصيص عدد يومي من الساعات لمتابعة دراستهما، إضافة لممارسة بعض الأنشطة كالزراعة في المنزل وتصفح الصور العائلية والطهي معاً برفقة والدتهما. وتتشارك رند ورهف في العديد من الألعاب المسلية والممتعة للأطفال والتي تساعدهما على البقاء في نشاط لعدد طويل من الساعات،  والاستمتاع بتعلم العزف على البيانو، كما شكل لهما تحدي القراءة بشكل يومي فرصة لقراءة المزيد من الكتب والقصص، إضافة لتخصيص يوم في الأسبوع لزيارة افتراضية لمتحف أو حديقة حول العالم، وتخصيص وقت تقوم العائلة فيه بإحضار أجواء السينما إلى المنزل ومشاركة والديهما باختيار فيلم عائلي، أو فيلم رسوم متحركة، وإعداد إناء كبير من الفشار والجلوس معاً لمشاهدته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

تقول الطفلة رند الشهيلي في حديثها إلى "اندبندنت عربية"، مع أول أيام الحجر شعرت بالضجر والملل، بخاصة حين استذكر أوقات المدرسة والتنزهات، ولكن بعد فترة اعتدت على الأمر وأصبحت بمشاركة أختي رهف نقوم بالتشارك في أفكار ألعاب جديدة، وأحياناً نشارك والدتنا الطبخ. كما التحقت بدورة لتطوير مهاراتي في اللغة الإنجليزية". وتضيف شقيقتها رفيف أنها تعلمت خلال الحجر "أنشطة كثيرة كما زادتها التعليمات الاحترازية مزيداً من الوعي السلوكي في عاداتها اليومية".

 

الخطوة الأولى

وتؤكد أخصائية أصول التربية والمناهج نفوذ الشمري "أن الخطوة الأولى التي يجب على الأسرة توضيحها للأطفال تتمثل في العمل على فهم الموقف بشكل أفضل وشرح سبب اضطرارهم للبقاء في المنزل وعدم الخروج للعب أو الذهاب إلى المدرسة، وبمجرد تفهم الظرف نكون قد نقلنا الروح الإيجابية تجاه الموقف إلى الأطفال، ومن ثم نقوم بإعادة تنظيم يومياتهم بين أنشطة مختلفة بعضها تعليمي وبعضها الآخر ترفيهي. كما ينبغي اغتنام الحجر القسري للاستمتاع مع الأطفال والتحدث معهم ومشاركتهم الأفكار والأنشطة مع ضرورة إعداد أنشطة يمكن للأطفال القيام بها حال انشغال الوالدين بالعمل، مثل الرسم أو الاستماع إلى الحكايات الصوتية وإعادة اكتشاف أهمية القراءة، كما يجب الاهتمام بتخصيص أوقات لراحة الطفل ونومه، وتناول وجباته اليومية بانتظام ومساعدته في تقسيم ساعات يومه حتى لا يشعر بالملل، وحثهم على تجارب تساعد في بناء الإبداع والابتكار لديهم والاهتمام بالتعلم والاكتشاف". وتقدم نصيحة أساسية من خطورة عزل الأطفال أنفسهم في غرف نومهم والاكتفاء بالتواصل مع الأصدقاء عبر الشبكات الاجتماعية، فهي وسيلة جيدة للتقارب مع الأصدقاء والعائلة، ولكن إذا لم تتم إدارتها بشكل جيد فسيكونون معرضين لخطر العزلة والابتعاد عن الواقع".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير