Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عالم بريطاني يحذر من مخاطر تخفيف الإغلاق في ظل ارتفاع معدل الإصابات بكورونا

البروفيسور جون إدموندز الذي يشارك في اجتماعات "المجموعة العلمية الاستشارية للطوارئ" يقول إن خبراء كثيرين يفضلون التأكد أولاً من تراجع الحالات

رأى أحد كبار العلماء من الذين يقدّمون المشورة للوزراء، أن قرار رئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون تخفيف إجراءات الإغلاق، يحمل "بعض المخاطر"، لأن العدد اليومي لحالات الإصابة بفيروس كورونا المستجدّ لا يزال "مرتفعاً نسبيا".

وأوضح البروفيسور جون إدموندز، الذي يشارك في اجتماعات "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" Sage، أن خبراء كثيرين يفضّلون انتظار تراجع معدّل الإصابات بعدوى "كوفيد - 19" إلى مستوى أدنى قبل اللجوء إلى تخفيف القيود. ونبّه إلى أن مجال المناورة لن يكون واسعاً، إذا فشل نظام الاختبار وتتبّع المصابين وتعقّب اتصالهم بآخرين، في إبقاء عدد الحالات منخفضاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتكشف آخر البيانات الصادرة عن "مكتب الإحصاءات الوطنية"، عن وجود نحو 54 ألف إصابة جديدة بفيروس كورونا أسبوعياً في إنجلترا وحدها، خارج المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية، أي ما يقارب 8 آلاف إصابة يومياً.

وطرح البروفيسور إدموندز علامات استفهام حول فاعلية نظام الاختبار والتتبّع والتعقّب في إبقاء ما يُعرف بـ Value R أو "معدّل تكاثر الإصابات"، في نطاق أقلّ من واحد، إذا لم يُطبَّق "عددٌ كبير من تدابير التباعد الاجتماعي على نحو أوسع".

يأتي هذا الموقف في وقت نُشر جزء من وثائق "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" على الإنترنت، وقد كشف عن الآتي:

- وجود دليل على ضعف امتثال الجمهور للعزلة الذاتية، بحيث بقي نحو 50 في المئة فقط من الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض المرض في المنزل لمدة سبعة أيام.

- كان من المرجّح للاختبارات وأعمال التتبّع والتعقّب أن تكون فاعلة فقط في حال تمّت متابعة 80 في المئة من جهات الاتصال وعزلها في غضون 48 ساعة.

- دعا خبراء الصحة في 21 أبريل (نيسان)، إلى وجوب مطالبة الأفراد بارتداء الكمّامات، لكن النصيحة لم تصدر عن الوزراء إلّا في 11 مايو (أيار).

- تم تقديم طلب دعم الرعاية لأعضاء "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" بسبب ضغوطات العمل.

- حضر بن وارنر عالم البيانات الذي عمل لمنظمة Vote Leave (أعدّت حملة لدعم خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي) الاجتماعات بالنيابة عن رئاسة الوزراء.

ويقول البروفيسور إدموندز: "أعتقد أن كثيرين منّا يفضّلون، قبل أن نخفّف الإجراءات، أن يروا تراجعاً في معدّل الإصابات إلى مستوياتٍ أدنى، لأن هذا يعني أن عدد الحالات التي تحدث سيكون أقلّ. وإذا كان لدينا معدّل منخفض من الإصابات بالمرض، فحتى لو ارتفع المستوى بعض الشيء، لن نكون في وضع ننهك فيه طاقات الخدمات الصحية".

ويضيف: "في ظل استمرار ارتفاع عدد الإصابات في الوقت الراهن، أعتقد أن تخفيف الإجراءات فيما لا يزال نظام تعقّب وتتبّع الإصابات غير مُجرّب بعد، سيكون محفوفاً ببعض المخاطر".

ويردف: "حتى لو لم تكن هذه المخاطرة مؤثّرة واستطعنا أن نحافظ على معدّل ثابت للإصابات، فإنّنا نبقيه ثابتاً عند مستوى عالٍ جدّاً".

وكان قد نُشر يوم الجمعة الفائت أكثر من 50 وثيقة، تحوي تفاصيل الاستشارات العلمية التي قُدّمت إلى حكومة المملكة المتحدة منذ بداية الوباء حتى مطلع شهر مايو.

وأشارت إحدى الدراسات التي أعدّتها مجموعة فرعية من علماء السلوك في أبريل الماضي، إلى أن نحو نصف عدد الأشخاص فقط من الذين يعانون من أعراض فيروس كورونا، يعزلون أنفسهم لمدة أسبوع. وأثار ذلك مخاوف بشأن ما إذا كان عددٌ من الأفراد سيعزلون أنفسهم إذا حصل اتصال بينهم وبين شخص مصاب، إذ سيُطلب منهم القيام بذلك في إطار نظام الاختبار والتتبّع والتعقّب.

ورجّح المستشارون الصحيون أن تكون عمليات التتبّع والتعقّب فاعلة إذا رُصد 80 في المئة من حالات الاتصال، وجرى العمل على عزلها في غضون 48 ساعة. وحذّروا من خطورة أن يصبح الأفراد "أقلّ استعداداً للامتثال"، إذا طُلب منهم مراراً التزام العزل وفي حال أثّر هذا الإجراء في "وضعهم المالي".

وسلّطت الوثيقة الضوء على "الحواجز السلوكية الرئيسة" التي تحول دون الاستخدام الواسع النطاق لتطبيق تتبّع الاتصال الذي وضعته هيئة "الخدمات الصحّية الوطنية" NHS، والذي يُطوَّر في الوقت الراهن، بما في ذلك الافتقار إلى الثقة والمعرفة التكنولوجية، لا سيما بين فئة الكبار في السن. وحذّرت الوثيقة أيضاً من أن روسيا "ستدرس جميع الاستجابات التي قام بها الغرب لمواجهة وباء "كوفيد-19"، باعتبارها فرصةً مهمّة لجمع معلومات استخباراتية".

وكشفت محاضر الاجتماعات التي عُقدت في شهر مايو عن أن "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" وضعت معايير تتبّع للمصابين أكثر صرامة، مقارنةً بتلك المعتمدة، وأوصت بوجوب مطالبة الأشخاص بعزل أنفسهم، في حال كانوا على اتصال بشخص يعاني من الأعراض.

وينصح النظام الجديد للاختبار والتتبّع والتعقّب، بعزل الأفراد فقط إذا كانوا على اتصال وثيق مع شخص جاء اختباره إيجابياً لجهة الإصابة بعدوى "كوفيد-19". 

وقد درس خبراء الصحة مسألة إتاحة المجال لإدخال ما يُعرف  بـ"الفقاعات" الاجتماعية، التي تسمح للجميع برؤية عائلتهم وأصدقائهم في مطلع مايو، لكنهم خلصوا إلى أن خطوة من هذا النوع تنطوي على "مخاطر غير متوقّعة يُحتمل حدوثها".

وفي ما يتعلّق بارتداء القناع، خلُص فريق العلماء في 21 أبريل، إلى تأكيد أن "هناك ما يكفي من الأدلة لدعم التوصية الخاصة باستخدام أفراد المجتمع لأقنعة الوجه من القماش، لفترات قصيرة في الأماكن المغلقة، حيث لا يمكن تطبيق التباعد الاجتماعي". لكن الوزراء لم يصدروا النصيحة العامة في شأن الأقنعة حتى 11 مايو.

وأفاد الخبراء أنفسهم في مايو، بأنه من غير الواضح ما إذا كان من المحتمل أن ينشر الأطفال فيروس كورونا كما البالغين. لكن بعض "الأدلة المتغيّرة" ذكرت أن الأطفال ما دون سنّ الـ13 هم أقلّ عرضة للإصابة بالعدوى. وأظهرت المحاضر أيضاً تردّداً من جانب العلماء في النصح بإجراء الإغلاق الذي فُرض أخيراً في 23  مارس (آذار).

وكتبوا قبل نحو عشرة أيام، أن "أعضاء فريق "المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ" أجمعوا على موقفهم القائل إنّ التدابير التي تسعى إلى قمع انتشار كوفيد-19 بشكل كامل، ستتسبّب في موجة ثانية من الوباء". وختموا بالإشارة إلى أن "مجموعة Sage ترى أن من شبه المؤكّد أن تشهد بلدان مثل الصين، حيث يُطبَّق قمعٌ كبير، موجةً ثانية من المرض، بمجرّد تخفيف الإجراءات".

© The Independent

المزيد من سياسة