Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اليمن... بدو الربع الخالي صامدون برغم المعاناة

الماء والتعليم من أهم الصعوبات التي تواجههم

في صحراء الربع الخالي الممتدة من حضرموت ومأرب والجوف وشبوة وصولاً إلى الحدود مع السعودية، يعيش الآلاف من البدو الرحل اليمنيين حياة صعبة ومعقّدة في صحراء قاحلة، لا توجد فيها وسائل للحياة وتفتقر لأبسط مقومات المعيشة.

مراسل "اندبندنت عربية" تفقّد بعضاً من مناطق انتشار البدو الرحل في تلك الصحراء الواسعة، واطّلع عن قرب على التفاصيل اليومية لحياة البدوي في صحراء الربع الخالي.

يسكن البدو الخيام التي تُثبّت في الأرض، ويتنقّلون بها حيثما توجهت رحلتهم، خيام لا تقيهم برد الشتاء القارس، ولا حرارة الصحراء القاتلة التي تصل إلى 40 درجة في موسم الحرّ.

 

حمد سالم حفرين العبيدي من محافظة مأرب شرق اليمن، كهلٌ يبلغ من العمر 75 سنة، عاش حياته متنقّلاً في الصحاري يرعى ماشية من الإبل، التقيناه في منطقة في الصحراء اسمها مرة، شرق البرقة.

يقول العبيدي "نحن في هذا المرعى منذ شهر ونصف الشهر". وعن طريقة حفظ هذه الأعداد من الضياع في الصحراء الواسعة، يقول "يحفظها الله. أنا أقوم بإطعامها والرعي، وبعضها يُفقد لشهرين أو ثلاثة ثم يعود إلينا". عن الصعوبات التي تواجه البدو الرحل، يجيب "نتعرض لبرد وحر شديدين، لكننا صابرون من أجل الرزق الحلال". وعن الأسباب التي تدفع به إلى الحياة في هذه الصحراء، "نريد أن نعيش في الرزق الحلال. لا نريد أن نكون قطّاع طرق. نذهب مع المواشي للري والرعي، وإلاّ المتاعب كثيرة. الماء بعيد منّا، لكن مقابل الرزق الحلال لا توجد مشقة. نحن نقطع حوالى سبعين كيلومتراً إلى منطقة تُسمى ريدان لنأتي بالماء".

مصير التعليم

وعن أعداد البدو الرحل الذين يقطنون الصحراء "أعدادهم كبيرة. صحراء واسعة لا يوجد فيها إلاّ أهل الخيام المساكين"، ويقصد بهم البدو.

وعن تلقي أبنائهم التعليم، يوضح "نأخذهم عند أقرباء لهم في مأرب ليدرسوا. وفي العطلة، نعيدهم معنا في الرحلة. كنتُ قد جئتُ بمدرِّس إلى البيت لكنه رفض البقاء، سألناه "لماذا"؟ فقال "هذه صحراء من يقدر على العيش فيها"؟ سامحه الله، لذلك ذهبنا بالأولاد إلى مأرب".

وحول تأثر حياة البدو الرحل في سيطرة الحوثيين على البلاد، يقول العبيدي "تضررت اليمن بكاملها. غلاء في كل الأسعار. أسعار البترول والمواد الغذائية. الحروب لا تولّد إلاّ الدمار على الشعوب. المئات من أبناء مأرب راحوا ضحية الحرب".

وعن العلاقات التي تجمعهم بالبدو في دول الجوار، يشرح "كانت تربطنا علاقة قوية. الآن، لا تربطنا بهم أي علاقة. كل واحد يستقرّ ويرعى في مناطق سيطرته. لا يأتون إلينا ولا نذهب إليهم، إلاّ إذا كان أحدنا مسافراً إلى العمرة أو الحج. بعد ترسيم الحدود مع المملكة، انقطع كل شي".

صالح مرزوق من أبناء محافظة الجوف، أحد البدو الرحل التقيناه في منطقة في الصحراء تُسمى زنيفر، شرق الريان يقول "عدد الأُسر يكثر أوقات الرعي ويقلّ في الشتاء. يتنقّلون من مكان إلى آخر. العام الماضي، كانت الأرض هنا مجدبة. اضطررنا إلى العبور إلى منطقة شحن في محافظة المهرة الحدودية مع سلطنة عُمان. انتقلت أكثر الأسر التي تستطيع نقل مواشيها، والذي لا قدرة نقل، استمرت رحلته مشياً لأكثر من شهر".

الحياة الإجتماعية

وعن الصعوبات التي يواجهها البدو الرحل، يذكر مرزوق "عدم وجود الماء. الماء يأتينا من صافر وهو يبعد أكثر من سبعين كيلومتراً. وفي الريان، يبعد قرابة المئة. وهناك بئر أبو سرحه. وبئر علي قام بحفرها فاعل خير".

ويضيف: "تجمعنا الأفراح والمناسبات الكبيرة. الأعياد والأعراس والموت".

وحول استمرار البدو في العيش بالصحاري القاحلة، يوضح "البعض لا يقدر على العمل في المدن بما يكفيه من متطلبات الحياة. والبعض عاش منذ الصغر في البداوة، وعندما يدخل المدينة يصطدم بالضجيج وكثرة الناس، فينزعج نفسياً ولا يهدأ إلاّ بعد العودة إلى البرية، حيث النوم الهادئ والهواء النقي".

ماذا عن التعليم، يجيب مرزوق "هناك مشقة. أنا تعلمتُ عشر سنوات بعيداً من أهلي حتى أكملتُ الثانوية، وكنتُ أعود فقط أيام العطلة".

المزيد من تحقيقات ومطولات