يتبخر سريعا... "الحب الأول" في حياة نجوم الفن والرياضة

"الحب الأول لا يموت، بل يأتي الحب الحقيقي ليدفنه حياً"، هكذا قال الشاعر الكبير محمود درويش، لكن تُرى هل ضلت هذه الكلمات طريقها إلى قلوب المشاهير؟!

في حياة نجوم الفن والرياضة قصص عشقٍ لا تزال عالقة في ذكرياتهم، حاولت "اندبندنت عربية" أن تزيح عنها غبار الزمن لتعرف ملامحها البريئة، وهل كانت هذه المشاعر حقيقية تنبض بالغرام أم محض إعجاب بين قلوب صغيرة سرعان ما تبخر مع الوقت؟!

شهيرة ومحمود ياسين... رومانسية الأفلام

مثل قصص الأفلام، جاءت حكاية حب الفنان محمود ياسين وزوجته النجمة المعتزلة شهيرة، التي قالت "زوجي هو أول حب في حياتي، قابلته حينما كنت في الثامنة عشرة من عمري، وكانت أول نظرة بيننا أمام الكاميرا، حيث كنت أقدم معه فيلم "صور ممنوعة" عن قصة لأديب نوبل نجيب محفوظ، ومن إخراج مدكور ثابت والذي أصر أن تكون البطولة أمام محمود ياسين حينها لوجه جديد من طالبات المعهد العالي للفنون المسرحية، وكنت أنا لم أزل في سنتي الدراسية الأولى".

تتابع "في ذلك الوقت كان محمود نجماً في المسرح القومي، وقدم على خشبته أعمالاً بارزة، ولكنه كان في بداية خطواته السينمائية، وقد أُعجب بي كثيراً، وعشنا قصة حب لمدة 18 شهراً تقريبا ثم تزوجنا، وقد كنت أذهب إلى دروسي في سنتي الدراسية الثانية بالمعهد وأنا حامل في طفلتي الأولى رانيا".

الفنان الكبير محمود ياسين خلال تكريمه في مهرجان الإسكندرية السينمائي (أ.ف.ب)

وتؤكد شهيرة أن زوجها قال لها إنهما يجب أن يتزوجا سريعاً، ففي ذلك الوقت كانت لديه ارتباطات عمل لوقت طويل، بسبب تصويره فيلمه الشهير "الخيط الرفيع"، حيث عادت فاتن حمامة في تلك الفترة من الخارج خصيصاً لتباشر العمل على الفيلم مع محمود ياسين، وبالفعل تم الزفاف.

وتنصح الفنانة المعتزلة كل العشاق والمتزوجين بضرورة وجود تفاهم بين الطرفين والابتعاد عن الندية والعناد، وفي ضوء ذلك تقول "رغم أن قصة حبنا بدأت أمام الكاميرا وكنت سأواصل مشروعي التمثيلي مبكراً، اتفقنا أن أتفرغ لدراستي ولطفليّ وعدت لاستئناف نشاطي الفني بعد ست سنوات".

حورية فرغلي... قصة حب درامية

تتحدث النجمة المصرية حورية فرغلي، عن الحب الأول الناضج في حياتها، حيث كانت لا تزال في بداية العشرينيات من عمرها، لافتة إلى أنها كانت متوافقة إلى حد كبير مع حبيبها الذي ارتبطت به رسمياً، وكانت تستعد للزواج منه فعلياً، لكن الحكاية انتهت بمأساة.

وتتذكر "كنا مخطوبين لكنه فارق الحياة متأثراً بإصابته في حادث سير، قبيل موعد حفل زفافنا بيوم واحد، فأصابتني صدمة كبيرة، ولم أكن وقتها أعمل بالفن، بل كنت فارسة أحترف ركوب الخيل وحصلت على بعض البطولات".

تتابع "خلال تلك الفترة كنت أعيش في لندن، ولكن بعد أن فقدت حبيبي الأول في تلك الظروف الدرامية، انتابني حزنٌ كبير، وفيما بعد غيرت مسار حياتي المهنية وعدتُ إلى مصر واحترفت التمثيل".

هاني شنودة... "الأول" ليس حقيقياً

فيما يرى الموسيقار هاني شنودة، أن الحب الأول عادة يكون في مرحلة الصبا والمراهقة، وبالطبع لا يكون حقيقياً، لافتاً إلى أنه مر بمرحلة الانجذاب إلى معلماته في المدرسة، وهي مرحلة في رأيه يمر بها كثيرون، لكنه فيما بعد أدرك قيمة ومعنى الحب الحقيقي والكبير، حيث إن هذه السن المبكرة يكون فيها الإنسان مشوشاً عاطفياً، ويظن أن كل فتاة يراها هي مشروع حبيبة له.

شيرين رضا... المشاعر الصغيرة تتبخر سريعاً

أما النجمة شيرين رضا، فتقول إن "الحب الأول مجرد حب مثل غيره، ولكن يعطيه الناس أهمية كبيرة، لأنه قد يكون بداية الإحساس بالجنس الآخر وانطلاق الحياة العاطفية، إلا أنه دائماً ما يكون حباً غير ناضج وينتهي سريعاً، قبل الدخول في حب ثان وثالث ورابع، وعلى مدار حياتنا ندخل في تجارب ربما أضعفها التجربة الأولى".

تتابع "أنا شخصياً لا أذكر الحب الأول في حياتي، لأنني كنت في مرحلة المراهقة"، معتبرة أن الحب الذي يترك أثراً في حياة الناس هو الذي ينتهى بالزواج والإنجاب، لأن الحياة الواقعية غير المشاعر الصغيرة التي تتبخر سريعاً".

الفنانة شيرين رضا خلال افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي (أ.ف.ب.)

يسرا... وابن الجيران

من جانبها، تقول الفنانة يسرا "أعترف بالحب الأول فهو ليس خرافة، بل أطهر وأرقى المشاعر، لأنه يكون في مرحلة بريئة لا تلوثها الماديات ولا تؤثر فيها ضغوط الحياة"، موضحة "وقعتُ في شراك الحب الأول حين كنتُ طالبة في المرحلة الإعدادية وكان عمري وقتها 15 سنة، وكان بطل القصة ابن الجيران وتطورت المشاعر بيننا سريعاً إذ طلب مني الزواج، وكنت وقتذاك أعيش فترة صعبة بعد انفصال أبي وأمي، حيث كنت مقيمة مع والدي وزاد خوفي من شدته، لذلك أخفيت تفاصيل عنه، لكنني فوجئت بهذا الشاب يتقدم لوالدي طالباً يدي، فرفض أبي لأنه كان يعارض الزواج المبكر، وللأسف انتهت قصة الحب وترك ابن الجيران المنزل المجاور، ولم أعد أعلم عنه شيئاً".

سلوى خطاب... طلاق من الحب الأول

وأشارت الفنانة سلوى خطاب إلى أن الحب الأول في حياتها كان مع المخرج الراحل أسامة فوزي، وهي المشاعر الوحيدة التي زلزلت كيانها واعتبرتها الأهم في حياتها.

وأضافت "استمرت قصة الحب هذه نحو 13 عاماً وتم الزواج ثم وقع الطلاق بعد أن اكتشفت أن هناك فارقاً بين الحبيب والزوج، فهناك رجل يصلح أن يكون حبيباً أكثر من أن يكون زوجاً".

مادلين طبر... مرت بالتجربة وفشلت

أما الفنانة مادلين طبر فاعترفت بوقوعها في الحب الأول وبعنف، وقالت "عشتُ التجربة بحب وعنف ولم أستخدم عقلي، بل كنت أفكر بقلبي نظرا لصغر سني وقتذاك، إذ كنت أظن أن هذا الحب سيعيش إلى الأبد، لكن للأسف في معظم الأحيان يفشل الحب الأول ويكون مصيره الموت المبكر".

الفنانة مادلين طبر خلال مشاركتها في مهرجان القاهرة السينمائي (أ.ف.ب)

تتابع "خرجت من هذه التجربة بإحساس مرير، وبعدها صرت أستخدم عقلي مع قلبي، لأن مشاعر القلب وحدها لا تكفي للحكم على الأشياء، والحب وحده قد يكون وهماً وزيفاً كبيراً، خاصة الأول".

أروى... لا سقوط في فخ الحب المبكر

في حين تقول الفنانة اليمنية أروى إنها لم تمر بتجربة الحب الأول في سن صغيرة، موضحة "كنت أهتم بدراستي ومستقبلي، وأتمتع بحكمة لا يمكن معها أن أسقط في فخ الحب المبكر الذي قد يكون خرافة أكثر من كونه حقيقة، حيث تتحكم فيه مشاعر المراهقة"، لافتة إلى أن حبها الأول والوحيد كان لزوجها الذي عاشت معه واستقرت ولم تشعر بحب غيره في حياتها".

سمية الخشاب... حب مدارس

وعن الحب الأول، تقول الفنانة سمية الخشاب، "هو شعور يرتبط بنهاية فترة الطفولة وبداية المراهقة وهو غير ناضج على الإطلاق، وأعتبره إعجاباً وليس حباً، ولذا لم أقع في هذا الحب الطفولي، بينما وقعتُ في حب الكثيرين خلال فترة المراهقة وكنت وقتها في المدرسة، وأحبني زميل لي ووضع رسالة حب في حقيبتي واكتشفتها والدتي، ونصحتني بالبُعد عن هذه المشاعر والتفرغ لمستقبلي، لذلك قررت أن أكون أكثر عقلانية ولا أنساق وراء هذه المشاعر، وعندما قابلت هذا الولد في اليوم التالي بالمدرسة تشاجرت معه، وأضحك كلما أتذكر هذا الموقف".

أحمد زاهر... مجرد إعجاب

فيما يقول الفنان أحمد زاهر، "هناك حبٌ أول، لكنه غير ناضج ومن الصعب أن يستمر، وقد عرفته حين كنت طالباً في المدرسة، وكنت أدرك أن ذلك الشعور مجرد إعجاب طفولي ليس أكثر".

نيرمين الفقي... لا أعترف به

وقالت الفنانة نيرمين الفقي "لا أعترف بالحب الأول لأنه يكون غير ناضج، لكنني وقعت فيه خلال فترة كنت متحققة مهنياً، إلا أنني واجهت عقبة وهي أنه طلب مني الزواج والسفر خارج مصر بسبب ظروف عمله، وهنا قررت أن أتخلى عن ذلك الحب لأبقى مع والدتي ولا أتركها نظرا لارتباطي الشديد بها".

لبلبة... خاضت التجربة مرة واحدة

أما النجمة لبلبة فقد وقعت في حبٍ أول وكان الأخير في حياتها وتطوّر إلى زواج لكنه لم يستمر، ومنذ ذلك الحين لم تقع في حب آخر وتفرغت لفنها فقط، وتقول "الحب الأول إذا كان صادقاً يمكن أن يستمر ويتطور ويعيش ويصبح الحب الأخير إذا توافرت له الحياة الصحية".

رانيا يوسف... حكاية لم تكتمل

وتحكي النجمة رانيا يوسف تفاصيل أول قصة حب في حياتها، قائلة "عشت حكاية رومانسية مع ضابط في القوات الخاصة، وكنت حينها لم أزل طالبة في الثانوية العامة، وتفاصيل قصة الحب هذه كانت مميزة، حيث كان يقدم لي الزهور والهدايا صباحاً وأنا في طريقي إلى المدرسة".

وتواصل "طلب يدي رسمياً ووافق أهلي عليه، وخلاف فترة الخطوبة لم يكن بيننا توافق لوجود اختلافات كبيرة بيننا فكلانا له شخصية مختلفة تماماً عن الآخر، وهكذا انتهت أول قصة حب في حياتي".

عصام الحضري... أمي وأبنائي والكرة

وفي عالم الرياضة قصص حب كثيرة، وفي هذا السياق يقول عصام الحضري، حارس مرمى منتخب مصر السابق، إن الحب الأول في حياته مُقسم بين والدته وزوجته وأبنائه وكرة القدم التي صنعت اسمه ومجده الكروي.

وأضاف حارس المرمى التاريخي للقارة الأفريقية وأكبر لاعب في تاريخ نهائيات كأس العالم "أنا مؤمن بالحب الأول لكنه موزع بين عدة أشخاص وأشياء، فالحب الأول لوالدتي يعني لي كل شيء منذ بداية وعيي للحياة وحتى هذه اللحظة، ويعني لي دعواتها لي التي كانت معي في كل وقت وأحد أهم أسباب نجاحي، كذلك الحب الأول لزوجتي التي أنعم الله بها عليّ فنحن معاً منذ سنوات وكانت ولا تزال خير سند لي، وكذلك حبي لأبنائي وحبي لكرة القدم".

حارس المرمى الدولي المصري عصام الحضري (أ.ف.ب)

أسامة نبيه... زوجتي الحب الحقيقي

وأيّد أسامة نبيه، مدرب منتخب مصر السابق وجهة نظر الحضري بشأن الحب الأول "بالنسبة إليّ هناك أكثر من حب أول، أحب زوجتي وأولادي وكرة القدم وعائلتي".

وأردف قائد نادي الزمالك السابق "بالطبع مررت بتجربة الحب الأول في مراحل كثيرة من حياتي، لكنني علمت أنها كانت تمهيداً للحب الحقيقي في حياتي لزوجتي".