Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الوفاق" الليبية تطلب من تركيا الحصول على دعم عسكري

لصدّ هجوم يشنّه الجيش الوطني في العاصمة طرابلس

ليبيون يتفقدون الأضرار الناجمة عن ضربة جوية في منطقة الزاوية غرب طرابلس (أ.ف.ب)

في تصعيد خطير على الساحة الليبية، طلبت حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج رسمياً من تركيا الحصول على دعم عسكري جوي وبري وبحري لصدّ هجوم يشنّه الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليف حفتر في العاصمة طرابلس، وفق ما قال مسؤول ليبي لوكالة رويترز الخميس 26 ديسمبر (كانون الأول).

وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده سترسل قوات إلى طرابلس بناءً على طلب منها مطلع الشهر المقبل، ممّا يزج بالصراع الدائر في ليبيا في بؤرة خلافات إقليمية أوسع نطاقاً.

وكانت أنقرة وقّعت اتفاقين منفصلين الشهر الماضي مع حكومة الوفاق، أحدهما بشأن التعاون الأمني والعسكري والآخر يتعلّق بالحدود البحرية شرق المتوسط، ومن شأنه إلغاء عزلة تركيا في هذه المنطقة تزامناً مع تكثيفها لأنشطة التنقيب عن النفط والغاز، ممّا أثار حفيظة اليونان وبعض دول الجوار الأخرى.  

قوات تركية في ليبيا في يناير

وقال أردوغان، في كلمة ألقاها أمام أعضاء حزب العدالة والتنمية، إنه "نظراً لوجود دعوة من ليبيا في الوقت الراهن فإننا سنقبلها... سنضع مشروع قانون إرسال القوات على جدول الأعمال بمجرّد بدء جلسات البرلمان". وأضاف أن البرلمان قد يقرّ التشريع في الثامن أو التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، ممّا يفتح الباب لنشر القوات التركية في طرابلس.

لكن لم يتّضح إلى أي دعوة أشار أردوغان تحديداً، إذ إنّ وزير الداخلية في حكومة الوفاق فتحي باشا آغا قال في تصريحات للصحافيين في تونس إن بلاده لم تقدّم بعد طلباً رسمياً بذلك، "إذا ظلّ هذا الموقف بتصاعد، يحق لنا أن ندافع عن طرابلس وعن أهلنا... سنطلب من الحكومة التركية رسمياً دعمنا عسكرياً حتى نستطيع إبعاد شبح القوات المرتزقة"، في إشارة إلى الجيش الوطني.

وتلوّح أنقرة منذ أسابيع باحتمال القيام بمهمة عسكرية في ليبيا، بعد مرور أقل من ثلاثة أشهر على بدء الجيش التركي توغلاً في شمال شرقي سوريا مستهدفاً المقاتلين الأكراد. وأرسلت تركيا بالفعل إمدادات عسكرية إلى حكومة الوفاق على الرغم من حظر للأسلحة تفرضه الأمم المتحدة في ليبيا، وفق ما ورد في تقرير للمنظمة الدولية اطلعت عليه رويترز الشهر الماضي.

وزار الرئيس التركي تونس الأربعاء لبحث التعاون بشأن إمكانية التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في طرابلس، وقال إن البلدين اتفقا على دعم حكومة الوفاق.

موسكو قلقة

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

دولياً، أبدت موسكو قلقها من احتمال نشر أنقرة قوات في ليبيا دعماً لحكومة السراج. وجاء الموقف الروسي بعد تأكيد أردوغان، الأسبوع الماضي، أن تركيا لن تلتزم الصمت إزاء وجود مرتزقة من مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين في طرابلس لمساندة حفتر.

وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي اليوم إن "روسيا موجودة هناك بألفي (مقاتل) من فاغنر"، مشيراً أيضاً إلى وجود نحو خمسة آلاف مقاتل من السودان في ليبيا. وتساءل "هل دعتهم الحكومة الرسمية إلى الحضور؟ لا". أضاف "كلهم يساعدون بارون حرب (حفتر)، بينما نقبل نحن دعوة من الحكومة الشرعية للدولة. هذا هو اختلافنا".

ومنذ أبريل (نيسان) الماضي، شنّ الجيش الوطني الليبي بقيادة حفتر هجوماً على طرابلس لتحريرها "من الإرهابيين" وفق قوله. أمّا تركيا، فهي على خلاف في المتوسّط مع اليونان وقبرص ومصر وإسرائيل حول الحق في استغلال الموارد المتاحة قبالة جزيرة قبرص المقسّمة. وتقول أثينا إن الاتفاق المتعلّق بالحدود البحرية الذي أبرمته أنقرة مع طرابلس مخالف للقانون الدولي.

السيسي يؤكّد مجدداً دعمه لحفتر

في المقابل، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الخميس في اتصال مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، دعمه لحفتر ورفضه التدخّل في الشؤون الليبية.

وقال المتحدّث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بسام راضي في بيان، إن السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً مع كونتي تناول خصوصاً "الوضع في ليبيا"، مؤكداً فيه "ثوابت موقف مصر الداعم لاستقرار وأمن ليبيا، وتفعيل إرادة الشعب الليبي، وكذلك مساندة جهود الجيش الوطني الليبي في مكافحة الإرهاب والقضاء على التنظيمات الإرهابية التي تمثل تهديداً ليس فقط على ليبيا، بل على الأمن الإقليمي ومنطقة البحر المتوسط". وشدّد السيسي كذلك على "رفض كل التدخلات الخارجية في الشأن الداخلي الليبي".

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، شدّد رئيس الوزراء الإيطالي على "سعي بلاده لحل الوضع الراهن وتسوية الأزمة الليبية، التي تمثل تهديداً لأمن المنطقة بأكملها، بغية عودة الاستقرار إلى ليبيا وتمكينها من استعادة قوة وفاعلية مؤسساتها".

وفي هذا السياق، قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وكونتي اتفقا، خلال مكالمة هاتفية الخميس، على ضرورة حلّ الصراع في ليبيا بطريقة سلمية.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي