فرضت السلطات السودانية، الاثنين 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، حظر تجول ليلياً في بورتسودان إثر اندلاع أعمال شغب احتجاجاً على زيارة الأمين داوود للمدينة، زعيم حركة "الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة" المتمرّدة.
وقالت شرطة ولاية البحر الأحمر في بيان على صفحتها على موقع فيسبوك إن "لجنة أمن ولاية البحر الأحمر قررت في اجتماعها الطارئ فرض حظر تجوّل في محلية بورتسودان من الساعة الخامسة مساءً (15.00 ت. غ.) وحتى الخامسة صباحاً (3.00 ت. غ.)". ولم يوضح البيان إلى متى سيستمر فرض حظر التجوّل.
اشتباكات بالأيدي والسلاح الأبيض
وأفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية عبر الهاتف بأن المدينة شهدت اشتباكات بالأيدي والسلاح الأبيض وأعمال شغب تخلّلها إضرام نار في حافلة صغيرة لنقل الركاب. واندلعت أعمال الشغب احتجاجاً على استقبال نظمه أنصار الأمين داوود بمناسبة زيارته المدينة الواقعة على البحر الأحمر.
وينتمي داوود إلى قبيلة البني عامر، لكن أفراداً من الهدَندوة، وهي أكبر قبيلة في المنطقة، احتجوا على تنظيم استقبال شعبي في مدينتهم لزعيم من قبيلة منافسة، ممّا أدّى إلى اندلاع صدامات بين الطرفين، بحسب شهود عيان.
وأفاد شاهد طلب عدم نشر اسمه بأن "اشتباكات بالأيدي والأسلحة البيضاء دارت بين أفراد من قبيلتي البني عامر والهَدَنْدَوَة قرب مستشفى عثمان دقنة في وسط مدينة بورتسودان مما أدى إلى وقوع إصابات بين الطرفين". وأضاف "تدخلت على الفور قوة من الدعم السريع وفضّت الاشتباك بين الطرفين".
وقال شاهد آخر إن "الوضع محتقن الآن وقوات الدعم السريع انتشرت في المدينة بعد دخول حظر التجول قيد التنفيذ".
"قضايا شرق السودان"
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وذكرت وكالة الأنباء الرسمية "سونا" أن داوود "خاطب الحشد الجماهيري" في بورتسودان الاثنين، وتناول في خطابه "قضايا شرق السودان وحقه المشروع في توظيف ثرواته من المعادن والذهب وثرواته البحرية لمعالجة قضايا الصحة والتعليم". ودعا إلى "فتح الحدود مع دولة إريتريا وتوظيف الجوار لتحقيق المصالح العامة".
وداوود هو نائب رئيس "الجبهة الثورية"، إحدى الحركات المسلحة المتمردة التي تجري في جوبا مفاوضات سلام مع السلطات الانتقالية في السودان، وعاد في التاسع من نوفمبر إلى الخرطوم بعدما قضى تسع سنوات في المنفى. وكانت حشود من أنصاره استقبلته بسلام في مطار الخرطوم لدى عودته.
وغالباً ما يشهد السودان صدامات قبلية يتخللها في أكثر الأحيان سقوط الكثير من القتلى.
وتشهد بورتسودان، الشريان الاقتصادي الرئيسي في البلاد، باستمرار إضرابات ينفذها عمال الموانئ للمطالبة بظروف عمل أفضل ورفع أجورهم.
وشهد السودان، الدولة الشاسعة ذات التنوع العرقي، شهوراً من الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة على مستوى البلاد انتهت بإطاحة الجيش بالرئيس عمر البشير في أبريل (نيسان) الماضي. ويتولى الحكم في البلاد حالياً مجلس سيادة مشترك بين المدنيين والعسكريين لفترة انتقالية مدتها 39 شهراً، تنتهي بإجراء انتخابات تشريعية تنقل السلطة إلى المدنيين بالكامل.