Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محمد الصفدي كما يراه محتجو طرابلس... رجل من المرحلة الماضية

عام 2018 امتنع عن الترشح إلى الانتخابات النيابية لكنه دعم لائحة تيار المستقبل

فرحة الطرابلسيين بهطول المطر، ليست هي ذاتها بعد تسريب اسم محمد الصفدي لرئاسة الحكومة اللبنانية العتيدة. فالرجل، برأي الشارع ليس رجل المرحلة ولا يرضي طموحات المنتفضين، فهم لم يخرجوا من بيوتهم طوال 30 يوماً ليكون "المنقذ" و"المخلص"، رجلاً من المرحلة الماضية، ويدخل ضمن شعار "كلن يعني كلن" .

أعاد اقتراح اسم الصفدي، وزير المال السابق إلى الضوء من جديد. ففي المرحلة التي تلت استقالة حكومة نجيب ميقاتي في مارس (آذار) 2013، غاب المتموّل الطرابلسي عن ملعب الفاعلين الكبار في عاصمة الشمال، وعاد إلى الظهور عشية الانتخابات النيابية الأخيرة في مايو (أيار) 2018. في حينها، اعتكف عن الترشح لأن معركة الصوت التفضيلي ضمن اللائحة المدعومة من سعد الحريري لن تكون في صالح تحالفه. مع ذلك، طالب الصفدي ماكينته الانتخابية بالوقوف إلى جانب لائحة المستقبل في مواجهة الخصم نجيب ميقاتي، ولم يتأخر عن شيطنة عدوه الطرابلسي ووصفه بـ"الكذاب". وأفضت حكومة الحريري الأخيرة إلى توزير فيوليت خير الله الصفدي، زوجته، كعربون وفاء لحليف المستقبل.

بُعدُه عن السياسة اليومية في الفترة الماضية، لم يمنع المحتجين من ذكره. فانصبت الاتهامات على مستثمري خليج الزيتونة باي، في العاصمة بيروت، الذين يعتدون على الأملاك العامة البحرية، ويستغلون مواقعهم العامة للمنفعة الخاصة. كما ظهر إلى العيان عدم رغبة رؤساء الحكومة السابقين في ترشيح الصفدي (المفضّل لدى الرئيس ميشال عون) للموقع السني الأول، وإصرارهم على تسمية الحريري لتشكيل حكومة تكنوقراط، تخرج البلاد من الوضع الخطر الذي تعيشه.

مناصرو الصفدي حذرون

لا يتعامل الجو الطرابلسي بجدية مع ترشيح الصفدي لرئاسة الحكومة. والأرجح أن هذه التسمية تدخل ضمن "التكتيك التفاوضي". حتى المقربون يعتبرون أن هناك أمراً خفياً وقد لا تبلغ الأمور منتهاها. لذلك، هناك حرص على الحصول على غطاء حريري مستقبلي لترشيح وزير المال السابق. وهذا ما يشي به كلام وزير الخارجية جبران باسيل، الذي كشف عن قبول الصفدي تسميته في حال توافق الكتل السياسية الكبرى عليه.

يستند أنصار الصفدي إلى 20 عاماً من الخدمات والعمل العام، لدعم ترشحه إلى منصب رئيس الحكومة اللبنانية. فمؤسسة الصفدي قدّمت عدداً كبيراً من المساعدات الإنسانية والتربوية والاجتماعية للشرائح الفقيرة في طرابلس.

لكن هذا الدفاع عن الصفدي، لا يمكن أن يبرر تسميته. ويرد الناشط مارك على إدعاءات تقديم الصفدي إعانات صحية ومعيشية للمواطنين، بالإشارة إلى ضرورة نشر الوعي في أوساط الناس، لأن هذه الخدمات هي من الحقوق الأساسية التي يجب أن تؤمنها الدولة لمواطنيها.

الانتفاضة: الصفدي واحد منهم

في الوقت الذي يُقرّ المنتفضون بأنه ينتمي إلى عائلة ذات حضور اجتماعي ومالي في البلاد، إلاّ أنّهم يتساءلون "أين الصفدي من مشاكل طرابلس وأبنائها؟". ويعتقد الناشط هيثم الحلوة أن تسمية الصفدي هي "محاولة لكسب مزيد من الوقت وشدّ الحبال بين الأطراف المتصارعة"، معتبراً أن الشخصية المطلوبة تختلف عن شخصية الصفدي، لأن الشارع يريد شخصاً قادراً على قيادة عملية التغيير، ولأن نظام المحاصصة الطائفية القديم الذي روّج له ميشال شيحا وكرّسته دولة لبنان الكبير عام 1920، مات وانتهى. ويدعو الحلوة إلى بناء الدولة المدنية التي تؤمّن المساواة بين مواطنيها، فـ"تعليم الناس على التسوّل ليس طريقة لبناء الدولة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أما الناشط السبعيني عمر، الذي عايش الحرب الأهلية، فينتقد الصفدي الذي دخل السياسة عام  2000 من بوابة المال، مشكّكاً في قدرته على إنجاز أي تغيير، لأنه "عندما كان هناك رئيس حكومة (نجيب ميقاتي) وستة وزراء (الصفدي وزير المال) لم يحققوا أي شيء لطرابلس، لا بل ساءت الخدمات في عهدهم".

وينظر المحتجون إلى الصفدي من زاوية "رجل الأعمال الذي يحاول تحقيق الكسب الشخصي". ويتحدث عمر عن مدخلَيْن إلى العمل العام في لبنان: المال والسلطة. فهناك رجال مال يريدون السلطة، وهناك رجال سلطة يستغلون مواقعهم لكسب المال، و"لا يتوقف جشع هؤلاء عند حد".

الرئيس الشاب

أما نساء ثورة 17 أكتوبر (تشرين الأول)، فيطالبون برئيس حكومة شاب متخصص، ويرفضون عودة أي شخص من التركيبة التقليدية. تقول بدور خولي، ابنة حي باب الرمل الطرابلسي، "لا نريد أحداً منهم، لأنهم فشلوا في تحسين أوضاع لبنان وشاركوا في الفساد". وتذهب بعيداً في القول إنهم أعطوا الصفدي ثلاث فرص، إلاّ أنّه لم يثبت كفاءته، وهو على غرار البقية يتقرب إلى الناس قبل الانتخابات، ويغيب عنهم بعدها.

أما سميرة الجاسم، ابنة التبانة الستينية، فتصف أبناء الأحياء الشعبية بالأحياء الأموات، وتنطلق من عيش ابنها وعائلته في دار للأيتام، للإشارة الى عدم قيام نواب طرابلس بأي مبادرة لتحسين أوضاعهم. وتؤكد أنها لا تريد إعطاء أي فرصة للسياسيين التقليديين، وهي كل يوم تنزل إلى الساحة للمطالبة بحكومة تكنوقراط، ولن تمتنع عن ذلك حتى لو سفكوا دماءهم.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي