Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

محمد الصفدي رئيسا محتملا للحكومة اللبنانية... والمتظاهرون يرفضون

موفد فرنسي زار بيروت والأزمة طويلة واستمرارها سيدفع إلى تدويلها

تتوالى التطورات سريعة في لبنان في وقت يواصل المحتجون حراكهم حتى تحقيق مطالبهم وفي مقدمها، تشكيل حكومة تكنوقراط، مؤلفة من وزراء كفوئين، غير سياسيين، ولم تتلطخ أيدبهم بالفساد. وفي جديد التطورات المتعلقة بتأليف الحكومة العتيدة، أفيد، في ساعة متأخرة من ليل الخميس 14 نوفمبر (تشرين الثاني)، بان اتفاقاً شبه نهائي حصل بين رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري ووزير المال في حكومة تصريف الاعمال علي حسن خليل والمعاون السياسي للأمين العام لـ "حزب الله" حسين خليل على اسم الوزير السابق محمد الصفدي لتولي رئاسة الحكومة، وذلك في خلال اجتماع عقد في بيت الوسط.

وتحدثت الأنباء أيضاً عن أن شكل الحكومة العتيدة سيكون تكنو سياسية، الأمر الذي يرفضه المحتجون، وبدأوا بالتنادي إلى مزيد من الاحتجاجات لرفض هذا الاقتراح وإسقاطه قبل أن يبصر النور.

ولاحقاً، كشفت مصادر بيت الوسط عن أن اللقاء الذي عقد بين الحريري والوزير حسن خليل ومسؤول "حزب الله" ناقش تزكية اسم الصفدي لتشكيل الحكومة، وأوضحت المصادر نفسها أنه لم يتم البحث لا في شكل الحكومة العتيدة ولا على مشاركة تيار “المستقبل” فيها.

المتظاهرون... أمام منزل الصفدي

وبعيد منتصف الليل، اعتصم عدد من المتظاهرين امام منزل الصفدي في طرابلس احتجاجاً على احتمال تسميته رئيساً للحكومة.

جل الديب.... مواجهات مع الجيش

وحاول المتظاهرون إقفال أوتوستراد جل الديب (شرق بيروت)، فتصدت لهم القوى الأمنية، وحاولت منعهم، ودارت مواجهات مع المحتجين أسفرت عن اعتقال عدد منهم، وما زالت المنطقة تشهد حالات كر وفر بين المتظاهرين والجيش اللبناني الذي عمد إلى سحب الإطارات المشتعلة وإزالة السواتر الترابية بينما واصل المحتجون محاولاتهم لإقفال الطريق.

لا حل فرنسياً سحرياً

وعلى خط المواقف والتحركات، غادر الموفد الفرنسي السفير كريستوف فارنو بيروت بانطباع وحيد مفاده بأن الأزمة في لبنان طويلة واستمرارها سيدفع إلى تدويلها. كل فريق على موقفه ولكل رأيه في ما يحصل من دون أي التفاتة إلى صرخات الناس في الشارع. موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يحمل حلاً سحرياً للأزمة، ولا يبدو أنه تمكن من إقناع "حزب الله" الذي التقاه، بحكومة يرأسها سعد الحريري وتضم اختصاصيين، وهو قال لمجموعة من الإعلاميين إنه لم يفرض شيئاً على كل من التقاهم في لبنان، وجلّ ما طالب به هو الإسراع بتشكيل حكومة تستعيد ثقة الناس والمجتمع الدولي، وتضم أصحاب الكفاءات وتكون قادرة على وضع الإصلاحات لإنقاذ الوضعَيْن الاقتصادي والمالي.

لا استشارات تكليف هذا الأسبوع

غادر الموفد الفرنسي بالتزامن مع تأكيد مصادر سياسية لـ"اندبندنت عربية" ألاّ استشارات للتكليف هذا الأسبوع، على الرغم ممّا كان أكده رئيس الجمهورية ميشال عون في إطلالاته التلفزيونية عن استشارات قد تحصل الخميس أو الجمعة بانتظار رد الحريري. وما غياب موعد الاستشارات، بعد 15 يوماً على استقالة الحكومة، سوى خير دليل على أن الاتفاق على تكليف الحريري أو بديل عنه، لا يزال غير محسوم ولا يزال مربوطاً بشكل الحكومة وإصرار "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل" على أن تكون تكنوسياسية، أي شبيهة بالحكومة الحالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

الحريري... صامت حتى اللحظة

وبينما يلتزم الرئيس سعد الحريري الصمت، موحياً عبر بعض المقربين منه إلى أنه لن يقبل بأي تكليف لتشكيل حكومة لا ترضي الشعب، يتشدد "حزب الله" في موقفه، مدعوماً من رئيس الجمهورية. ويدرك الحزب جيداً أن أي حكومة لا يرأسها الحريري لن تحظى بمساعدات دولية، وفي مقدمها أموال مؤتمر "سيدر"، وأن الأزمة المالية قد تتطور إلى انهيار، لكنه في المقابل، يراهن على عامل الوقت ويعتبر أنّ أي انكسار أو استبعاد له من الحكومة، يعني انتصاراً للمشروع الأميركي الذي سيحقق في السلم، ما لم يتمكن من تحقيقه في الحرب، وهو لن يقبل إلاّ بحكومة تكنوسياسية.

ويستخف "حزب الله" بالحراك الشعبي ويعتبر أنّه طالما لم ينجز إنجازاً نوعياً في الأسبوع الأول، فإنه عاجز عن تحقيق ذلك مهما طال أمده. وتتحدث مصادر السلطة السياسية المقربة من "الحزب" و"التيار" عن تقدم في المفاوضات مع الحريري الذي تراجع عن سقفه المرتفع، وفق تعبير المصادر، إذ باتت المسألة مرتبطة بالأسماء والحريري يشترط ألاّ تكون حزبية بارزة، وهو لم يعد يمانع بأن تكون حزبية، لكن شرط ألاّ تكون مشهورة.

اللامبالاة

ويتقصّد "حزب الله" تظهير موقف اللامبالاة من طول الأزمة وتردّد مصادره، قائلةً "نحن لا مانع لدينا لو بقينا لأشهر من دون حكومة شرط ألاّ نعطي الأميركي أي مكسب جديد". ويظهر الحزب ارتياحاً لمواقف رئيس الجمهورية ودفاعه عن سلاح "حزب الله"، وترى مصادره أنّ رئيس الجمهورية ذهب بعيداً في إطلالته المتلفزة الأخيرة، وأكثر ممّا كنا نتوقعه منه لجهة متانة تحالفه مع الحزب، وكان رجلاً شجاعاً بحقّ.

"حزب الله"... والمواجهة

ومقابل ثورة شعبية عابرة للطوائف والمناطق مستمرة منذ نحو شهر، يستعد "حزب الله" إلى تأسيس منظومة مواجهة بما يُعرف بالحرب الناعمة، قال إنه أصبح يحيط بالكثير من أدواتها، وقد تكون الأدوات المقصودة سيناريو المسلحين وإطلاق النار على المتظاهرين من جانب مناصري التيار أو سلسلة توقيفات تطال المتظاهرين في الساحات ومحاولات تخويف المحتجين في الساحات ذات الغالبية الشيعية.

وذكرت مصادر الحزب أنّ ما سبّب خيبة أمل عند الأميركي هو قدرتنا على تحييد الساحة الشيعية التي كان يعوّل على الاصطياد فيها.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي