Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اشتباكات بين قوات النظام السوري والجيش التركي شمال شرقي سوريا

أعلن أردوغان بدء تسيير دوريات مشتركة مع الروس في المنطقة بعد انسحاب الأكراد منها

آلية عسكرية تركية تطلق النار خلال اشتباكات مع قوات النظام السوري في ريف مدينة رأس العين (أ.ف.ب)

بعد انتهاء مهلة الـ 150 ساعة التي أُعطيت لوحدات حماية الشعب الكردية في سوريا للانسحاب إلى عمق 30 كيلومتراً بعيداً من الحدود التركية، اندلعت اليوم الأربعاء اشتباكات عنيفة بين الجيشين السوري والتركي في ريف مدينة رأس العين الحدودية في شمال شرقي سوريا، وفق ما أفادت وسائل إعلام سورية رسمية.

وفيما لم تقدّم وسائل الإعلام تفاصيل إضافية، قال مقاتلون سوريون مدعومون من تركيا إن اشتباكات متقطعة وقعت في الأيام القليلة الماضية مع قوات سورية إلى الجنوب من رأس العين، التي انتُزعت السيطرة عليها من مقاتلين سوريين بقيادة الأكراد. وكانت القوات السورية تقدّمت في المنطقة بناءً على اتفاق مع الأكراد للتمركز في بعض المواقع، عقب انسحاب القوات الأميركية وبدء هجوم تركي في شمال شرقي البلاد.  

دمشق تدعو عناصر "قسد" إلى الانخراط في الجيش

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن قواتها اعتقلت "18 شخصاً أكدوا أنهم عناصر في النظام"، وذلك في "أحياء في جنوب شرقي رأس العين"، المنطقة الاستراتيجية الحدودية، خلال عمليات استطلاع. وقالت الوزارة إن بلادها تجري تحقيقاً في الأمر بالتعاون مع السلطات الروسية.

في سياق متّصل، أصدرت وزارة الدفاع السورية بياناً، اليوم الأربعاء، دعت فيه عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى الانخراط في وحدات الجيش "للتصدي للعدوان التركي الذي يهدد الأراضي السورية". وأضافت أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة مستعدة لاستقبال العناصر والوحدات الراغبين في الانضمام إليها من هذه المجموعات وتسوية أوضاع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية والمطلوبين أمنياً"، وفق وكالة "سانا" السورية الرسمية.  

بدء تسيير الدوريات الروسية - التركية

في غضون ذلك، تحدّث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن بدء تسيير الدوريات المشتركة التركية الروسية يوم الجمعة المقبل، وذلك عقب إعلان الكرملين انسحاب المقاتلين الأكراد السوريين بموجب اتفاق توصّلت إليه أنقرة وموسكو في مدينة سوتشي الروسية الأسبوع الماضي، أُعطي المقاتلون الأكراد بموجبه مهلة 150 ساعة للانسحاب، انتهت الثلاثاء عند الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش، ونصّ على بدء تسيير دوريات تركية روسية مشتركة بعد انقضاء المهلة.

وقال إردوغان، في خطاب متلفز الأربعاء، إن السلطات الروسية أبلغت أنقرة بأن نحو 34 ألف عنصر من "المجموعة الإرهابية" انسحبوا، إضافة إلى 3260 قطعة من الأسلحة الثقيلة، من منطقة تمتد 30 كيلومتراً من الحدود التركية السورية، لكنّه أضاف أن "المعطيات لدينا تشير إلى أن ذلك لم يكتمل تماماً". وأكّد أن تركيا تحتفظ بحق إطلاق عملية أخرى ضد الوحدات الكردية في المنطقة، في حال رصدت أي مقاتلين أكراد سوريين أو في حال تعرّضت قواتها لهجوم.

طلعات جوية تركية وإزالة ألغام

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وزارة الدفاع التركية أعلنت بدورها، في بيان الأربعاء، بدء الطلعات الجوية الاستكشافية وعمليات إزالة الألغام في منطقة بعمق نحو عشرة كيلومترات داخل سوريا. وقالت الوزارة إن روسيا أبلغت تركيا بنقل مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية مع أسلحتهم الثقيلة إلى ما بعد 30 كيلومتراً من الحدود وبعيداً من مدينتَيْ منبج وتل رفعت السوريتين.

ونقلت وكالة الأناضول التركية الرسمية للأنباء، اليوم الأربعاء، عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله إن "المحادثات مع روسيا اختُتمت قبل فترة وجيزة. تم إلى حد بعيد التوصل إلى اتفاق. جهودنا مستمرة بشكل مشترك وبنّاء ويتّسم بالتفاهم".

انطلاق أعمال اللجنة الدستورية

بالتزامن، اجتمعت اللجنة الدستورية السورية، المؤلفة من أعضاء من الحكومة والمعارضة والمجتمع المدني، للمرة الأولى اليوم الأربعاء في جنيف، في أول خطوة في ما تعتبره الأمم المتحدة طريقاً طويلاً نحو المصالحة السياسية. لكن خبراء يشككون بشدّة في ما إذا كان نظام بشار الأسد مستعداً لتقديم الكثير من التنازلات خلال المفاوضات، بعدما عزّز سيطرته العسكرية على الأرض.

وأجرت اللجنة، التي تضم 150 عضواً، لا ممثلين بينهم عن الإدارة الذاتية الكردية، مراسم افتتاحية في قاعة بمقر الأمم المتحدة في جنيف بدعوة من مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا غير بيدرسون ودعم من قوى عالمية. ووصف بيدرسون الاجتماع بـ"هذه لحظة تاريخية".

وخاطب المبعوث الأممي أعضاء اللجنة، قائلاً "أعلم أنه ليس من السهل عليكم أن تكونوا جميعاً هنا معاً في هذه الغرفة، وأنا أحترم ذلك"، مؤكداً أن "المهمة التي توشكون على الاضطلاع بها بالغة الأهمية"، إذ تأمل الأمم المتحدة والقوى الدولية في أن يمهّد عمل اللجنة، المكلفة إجراء مراجعة للدستور، الطريق أمام تسوية أوسع للنزاع السوري و"فتح صفحة جديدة في سوريا"، بحسب بيدرسون.

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي