Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جمال ابراج لندن الشاهقة وقسوتها... بعدسة فنان ايطالي

أمضى المصور خمس سنوات في التقاط صور أكبر الأبراج وأسوأها سمعة

ما هي الدلالة النفسية والثقافية لنمط الأبراج المشادة في عاصمة  الضباب؟ (آرشدايلي.كوم)

يتقبل ماركو سكونوكيا حقيقة أنه كان يبدو كمستكشف غير عادي. فقد تحول هذا الشاب الإيطالي الناحل على مدار خمس سنوات، إلى زائر مداوم في الحانات والأحياء والممرات والسلالم في بعض أقدم العمارات العالية في لندن وأسوئها سمعة.

كان، في مرات كثيرة، يطرق أبواب الغرباء. وفي مرات أكثر، كان يقترب منهم ببساطة في الأماكن العامة، عندما كانوا يتناولون إفطارهم في المقهى أو ربما أثناء شرب الجعة أو لعب  البلياردو. وكان دائماً يطرح السؤال نفسه: هل يمكنني أن التقط صورة لك؟

وهو يقول اليوم "كان الناس ينظرون إلي كما لو كنت مختلاً.. ويجيبون مثلاً: ’ لماذا تريد التقاط صور لهذه المزبلة؟’. لكنني لا أدري، بالنسبة لي، هذه الأماكن جميلة، وبحاجة إلى توثيق. الناس هنا، يذهبون طي النسيان بسبب مَنْ هم في السلطة ولأن الوضع يتطور. لكن المجتمع، لا يزال قوياً ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت ثمرة مهمته غير العادية مجموعة من الصور بعنوان " مساكن المجلس البلدي الطوباوية في لندن". وقد اطلعت عليها صحيفة "اندبندنت" بشكل حصري.

تجسد هذه الصور الأشخاص وبيئة الأبنية في كل مكان، بدءاً من حدائق روبن هود في حي بوبلار في شرق لندن وصولاً إلى حي تيمزميد في بلدية بيكسلي في جنوب شرقي العاصمة، ومن مجمع هيغيت الذي هُدم سابقاً في حي ولوورث وسط المدينة، إلى برج غرينفيل السكني الذي تعرض لحريق مأساوي في كينسينغتون في غرب العاصمة.

يقول المصور الشاب، 31 عاماً، الذي انتقل إلى روما في وقت سابق من هذا العام، إنه "بسبب نشأتي في تورينو حيث قضيت طفولتي، كنت مفتوناً بثقافة  الطبقة العاملة الانجليزية، وخاصة بفرق موسيقية مثل ’أواسيس’ و’ذا ستون روزز’  .. لذلك عندما جئت إلى هنا في عام 2011، أعتقد أنني انجذبت نحو الأماكن التي من هذا النوع. ففيها كنت أحب أن أتناول مشروباً وآكل فطيرة لحم. أنا أحب الناس هناك. إنهم يتحدثون إليك. وليس لديهم أجندات".

قرر ماركو البدء بالتقاط الصور في عام 2013. وبينما كان يعمل مصوراً محترفاً لدى مطبوعات مختلفة، واصل الاشتغال على هذا المشروع الشخصي لمدة خمس سنوات في أوقات فراغه.

تضم أعماله صور أطفال يلعبون على الدراجات الهوائية، وسكان في شققهم، وعناصر الشرطة لدى وصولها الى ميدان حادث، وصورة واحدة على الأقل للفطور الإنكليزي مع البطاطا المقلية.

وعلى الرغم من أن صيت الجريمة ذائع في بعض الأماكن التي زارها، فهو يقول إنه لم يشعر  بالخوف مطلقاً. ويضيف "أعرف أن هناك وصمة، ولكنني أعتقد أنه مبالغ فيها.. لم أواجه أي مشاكل مع أنني كنت أتجول حاملاً الكاميرات. شعرت دائماً بأنني موضع ترحيب. كل ما في الأمر أن الناس كانوا فضوليين".

لكن، على أي حال، هل هناك خطورة من أنه يضفي بهذه الصور صبغة رومانسية  على مناطق غالباً ما تكون قاسية وفقيرة؟

يقول "هذا ليس ما قصدت.. أنا لا أخجل من ذلك. هناك صورة التُقطت لرجل مباشرة بعد اقتلاع عينه في هجوم. لقد كان في حالة سيئة. لكنني أردت التقاط الوحشية والجمال. هذان الأمران، يتعايشان معاً، ليس فقط في لندن، لكن في كل مكان. هذه هي الحالة الإنسانية. هذا جزء من هدفي".

إنه يأمل في العودة إلى المملكة المتحدة العام المقبل ليقدم معرضاً ضوئياً كاملاً.

© The Independent

المزيد من منوعات