Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القنوات اللبنانية... مراسلات بلا حدود السلامة

قناة محسوبة على السلطة اضطر مراسلوها الى نزع "اللوغو"

في كل مرة تحتدم فيها الأوضاع في لبنان ويتحرك الشارع، يكون الصحافيون والإعلاميون والمصورون الحلقة الأضعف، خصوصاً إذا كانوا ينتمون لتيار أو حزب مخالف لخط المنطقة السياسي، الذين يصورون فيها. في هذا السياق عنوان عريض سيطر على التغطية الاعلامية وسرق وهج العناوين المتعلقة بالحراك والانتفاضة في لبنان. اذ وقعت مشادة تطورت الى الاعتداء لفظي عنيف على مراسلة أمام قصر العدل في بعبدا قرب بيروت.

تلحين الشتائم

صباح اليوم الخميس 24 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، وأمام قصر العدل حيث حصلت مشادة كلامية بين الملحن سمير صفير ومراسلة الـ"MTV" جويس عقيقي، التي كانت تؤدي واجبها المهني من خلال تغطية التظاهرة الداعمة للعهد.

فقد حاول صفير منع عقيقي من الحديث أمام الكاميرا، واصفاً القناة بـ"قناة العهر" ومتوجهاً إليها بكلام غير لائق، ما دفعها إلى الرد عليه، قائلة "ما بسمحلك تقول هيك".

وفي التفاصيل، قاطع الملحن الصحافية خلال استعدادها للإدلاء برسالتها مباشرة على الهواء، بعد كلمة رئيس الجمهورية ميشال عون، وتوجه إليها مصححاً "نقول فخامة الرئيس وليس رئيس الجمهورية".

صفير الذي أظهر نيّة واضحة لافتعال إشكال مع عقيقي، رغبةً منه في إيصال رسالة واضحة إلى إدارة المحطة، حاول التقدّم باتجاهها للاعتداء عليها، لو لم يردعه الموجودون الذين اعترضوا على تصرّفه.

ولم تتردَّد عقيقي في الردّ بقوة على الملحن صفير، ووضعت تهجّمه عليها برسم رئيس الجمهورية.

تلفزيون الرئيس

وفي اعتداء مشابه، فقد تعرض فريق عمل تلفزيون الـ OTV المحسوب على رئيس الجمهورية، لاعتداء بالضرب من قبل بعض المحتجين في العقيبة.

كذلك وقع إشكال في منطقة ذوق مكايل خلال التظاهرات، بسبب رفض المحتجين وجود فريق عمل الـOTV  للقيام بواجبه وتغطية التحركات.

واعترض هؤلاء على وجود فريق العمل باعتبار أنّه في بعض الأحيان "يتهجم على المواطنين".

وتدخلت القوى الأمنية لفض الإشكال وعادت الأمور إلى طبيعتها.

في منطقة الحازمية أيضاً، اعتدى متظاهرون على فريق القناة ذاتها أمام تمثال الرصاص.

ونتيجة هذه التعديات المتكررة، اضطُرت إدارة المحطة إلى اعتماد "ميكروفون" من دون "لوغو" التلفزيون في ساحات التظاهرات، حفاظاً على سلامة المراسلين.

حليمة تتدخل

وفي بعض الأحيان، يطغى الحدث على الحادث ويجد المراسل نفسه مقحماً في إشكال استجد، وما حصل مع مندوبة قناة "الجديد" خير دليل على ذلك.

فقد وقع إشكال بين أحد المواطنين المتظاهرين في ساحة الشهداء والقوى الأمنية التي حاولت اعتقاله لأنه كان يحمل سكيناً.

ولكن الشاب تمكن من الإفلات من القوى الأمنية والاحتماء بالإعلام، وأمام الكاميرا جرت مناوشة كبيرة بينه وبين القوى الأمنية، حينها تدخلت الصحافية حليمة طبيعة ووقفت إلى جانب المحتجين، ومنعت القوى الأمنية من اعتقاله، وطالبتهم بفك قيوده على الهواء.

وبعد حل الإشكال، أوضح الشاب أنه لبناني ويتظاهر سلمياً، وأنه كان يوزع الطعام على المتظاهرين ولا يحمل أي سكين أو سلاح.

في المقابل استهجن اللبنانيون تعليقاً لإحدى الصحافيات المحسوبات على "العهد" سكارليت حداد، حين قالت في إحدى الإطلالات التلفزيونية أن "حالات الحبل" ستزيد في وسط بيروت حيث يسهر المتظاهرون كل الليل.

نقيب محرري الصحافة

ومع تصاعد وتيرة هذه الاعتداءات اللفظية وحتى الجسدية، وجّه نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، نداء إلى المتظاهرين في ساحات لبنان، والمعترضين الذين يقفلون الطرق الرئيسة، بوجوب عدم التعرض للصحافيين والإعلاميين والمصورين في المناطق اللبنانية كافة بالضرب والأذى الجسدي والمعنوي"، قائلاً إنّ "ما حصل مرفوض جملة وتفصيلاً، ولا نفرّق بين وسيلة وأخرى. إنّ العاملين في الصحافة والإعلام يؤدون مهمات مهنية بصرف النظر عن الهوية السياسية للوسائل التي يعملون لحسابها".

ودعا قيادة الجيش وقوى الأمن الداخلي إلى "حماية الصحافيين والإعلاميين فوراً وردع كل من يحاول الاعتداء عليهم بالضرب أو الشتم".

المزيد من العالم العربي