Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مكمل غذائي زهيد الثمن قد يقي من أكثر أنواع السرطان شيوعا

تشير أبحاث جديدة إلى أن إدراج هذا الفيتامين ضمن الروتين اليومي قد يقلل بصورة كبيرة من خطر الإصابة بسرطان الجلد

النيكوتيناميد أو الفيتامين "بي 3" هو مكمل غذائي زهيد الثمن ومتوافر في أنواع طعام كثيرة (الذكاء الاصطناعي)

ملخص

أبحاث جديدة تشير إلى أن مكمل النيكوتيناميد، وهو أحد أشكال فيتامين "بي 3" المتاح للاستخدام العام، قد يخفض خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة تصل إلى 54 في المئة عند تناوله بعد التشخيص الأول، ما يفتح الباب أمام مقاربة جديدة للوقاية من أكثر أنواع السرطان شيوعاً.

يشهد مجال الوقاية من سرطان الجلد تحولاً كبيراً، مدفوعاً بأبحاث جديدة تظهر أن فيتاميناً يومياً قد يقي من عدد من حالات السرطان الأكثر شيوعاً في العالم.

المكمل المعني هو النيكوتيناميد، وهو إحدى صور فيتامين "بي 3".

في حين أشارت دراسات سابقة إلى فائدة محتملة، فإن أحدث الأبحاث - التي شملت أكثر من 33 ألف من المحاربين القدامى الأميركيين - تشير إلى أن إضافة قرص الفيتامين البسيط هذا إلى الروتين اليومي قد يقلل بصورة كبيرة من خطر الإصابة بسرطان الجلد، لا سيما لدى أولئك الذين سبق أن أصيبوا به للمرة الأولى.

ويدفع حجم هذه الأدلة وشموليتها ووضوحها باتجاه الدعوات لإعادة النظر في كيفية الوقاية من سرطان الجلد.

ويعد سرطان الجلد أكثر أشكال السرطان شيوعاً في العالم. وتمثل الأنواع غير الميلانينية، بما في ذلك سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية الجلدي، ملايين الحالات الجديدة كل عام.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وترتبط هذه السرطانات بالتعرض التراكمي للشمس والبشرة الفاتحة والتقدم في السن. وتركز استراتيجيات الوقاية الحالية على تجنب الأشعة فوق البنفسجية واستخدام واقي الشمس، لكن المعدلات لا تزال في ارتفاع، وعادة ما يواجه المرضى الذين شخصت إصابتهم بسرطان الجلد دورة مستعصية من تكرار الإصابة.

وهنا يأتي دور النيكوتيناميد، وهو مكمل زهيد الثمن ومتوافر على نطاق واسع. فقد لاحظ الباحثون أن هذا الشكل من فيتامين "بي 3" يعزز أنظمة الترميم الطبيعية للجلد بعد التلف الناجم عن الأشعة فوق البنفسجية ويقلل من الالتهاب، ويساعد الجهاز المناعي على اكتشاف الخلايا غير الطبيعية والتخلص منها.

وفي الدراسة الجديدة، قورن أكثر من 12 ألف مريض بدأوا تناول النيكوتيناميد بجرعة 500 ملغ مرتين يومياً لمدة تزيد على شهر، بأكثر من 21 ألف مريض ممن لم يتناولوه، وشهد المرضى الذين تناولوا النيكوتيناميد انخفاضاً في خطر الإصابة بأي نوع جديد من سرطان الجلد بنسبة 14 في المئة. وكان التأثير الوقائي في أوضح صوره عند البدء بتناول المكمل فور تشخيص الإصابة الأولى بسرطان الجلد، مما أدى إلى انخفاض خطر الإصابة بسرطانات أخرى بنسبة 54 في المئة.

وتلاشت هذه الفائدة في حال لم يبدأ تناول المكملات إلا بعد تكرار الإصابة مرات عدة، مما يشير إلى أن التوقيت يلعب دوراً مهماً. ولوحظ هذا التأثير في كلا النوعين الرئيسين لسرطان الجلد، لكنه كان قوياً خصوصاً في حالات سرطان الخلايا الحرشفية، الذي قد يتسم بسلوك أكثر عدوانية وينطوي على أخطار أكبر لحدوث مضاعفات.

ومن المهم تأكيد أنه، وعلى رغم ما تبعثه هذه النتائج من أمل، فإنها لا تعني أن النيكوتيناميد يجب أن يحل محل تجنب التعرض للشمس أو فحوصات الجلد الروتينية. إذ يظل ارتداء القبعات واستخدام واقي الشمس والبقاء في الظل ركائز أساس للوقاية.

مع ذلك، فإن ما يتميز به النيكوتيناميد من بساطة وأمان وتكلفة منخفضة يعني أن إدراجه كعنصر إضافي يومي يعد خطوة في متناول معظم الناس، لا سيما أولئك الذين لديهم تاريخ سابق للإصابة بسرطان الجلد. وبالنسبة إلى أطباء الأمراض الجلدية، تمثل هذه الخصائص خياراً جذاباً مقارنة ببعض الأدوية التي تستلزم وصفة طبية والمستخدمة لمنع تكرار الإصابة، والتي قد تكون أعلى كلفة أو ذات آثار جانبية أكثر حدة.

وكأداة للوقاية الثانوية يبرز هذا المكمل كخيار فعال وعملي، ويبدو أن توقيت التدخل بالغ الأهمية، إذ تتحقق الفائدة القصوى عند البدء بتناول النيكوتيناميد مباشرة بعد التشخيص. ومن الناحية العملية، يغير هذا الأمر مسار النقاش، إذ يحث المتخصصين في الرعاية الصحية والمرضى على اعتبار الإصابة الأولى بالسرطان علامة تحذير تستدعي اتخاذ إجراءات حاسمة.

أهمية السياق

تستند هذه النتائج إلى دراسة رصدية استخدمت بيانات واقعية، مما يعني أن الباحثين فحصوا السجلات الصحية واستخلصوا ارتباطات إحصائية. ونظراً إلى أن معظم المشاركين كانوا من الذكور البيض، فإن مدى امتداد هذه النتائج على نطاق أوسع لا يزال غير مؤكد.

في حين أن هذا النوع من الدراسات لا يمكنه إثبات العلاقة السببية بنفس قوة التجارب العشوائية، إلا أن النتائج تتماشى مع تجارب سابقة أصغر حجماً أشارت إلى الفائدة ذاتها. وهي تعزز فكرة أن تدخلاً بسيطاً غير دوائي قد يساعد في مكافحة أكثر أنواع السرطان شيوعاً في العالم، وبجزء بسيط من الكلفة أو الأخطار المرتبطة بالعلاجات الأكثر كثافة.

الأعراض الرئيسة لسرطان الجلد الميلانيني بحسب هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية:

قد يكون ظهور شامة جديدة أو حدوث تغير في شامة موجودة علامة على الإصابة بالميلانوما، وتشمل العلامات التي يجب البحث عنها:

شامة ذات شكل أو حواف غير منتظمة

شامة تحوي مزيجاً من الألوان

شامة كبيرة الحجم

شامة تتغير بمرور الوقت

وتشمل العلامات الأخرى التي يجب الانتباه إليها الشامات التي تحدث مع:

انتفاخ وألم – نزف – حكة – متقشرة

ولا يحسم هذا البحث التساؤلات كافة، إذ لا يزال ينبغي معرفة أداء النيكوتيناميد على فترات زمنية طويلة جداً، وما إذا كانت فائدته بنفس القوة لدى فئات سكانية أكثر تنوعاً. إضافة إلى ذلك، لم يكن الأشخاص الذين لم يسبق لهم الإصابة بسرطان الجلد محور التركيز، لذا من المرجح أن تظل التوصيات الأوسع نطاقاً مقتصرة على أولئك الذين لديهم تاريخ سابق مع المرض.

ومع ذلك، بالنسبة إلى أولئك الذين يواجهون القلق الناجم عن تشخيص إصابتهم بسرطان الجلد للمرة الأولى، فإن الوعود التي يحملها مكمل متوافر بسهولة وزهيد الثمن وجيد التحمل، توفر لهم إحساساً متجدداً بالتحكم في مسار حياتهم.

جاستن ستيبنغ هو أستاذ في العلوم الطبية الحيوية بجامعة أنغليا روسكين. أعيد نشر هذه المقالة من موقع "ذا كونفرسيشن" بموجب ترخيص "كرييتف كومنز". اقرأ المقالة الأصلية.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة