Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نصف سكان كييف بلا كهرباء بعد هجمات روسية

ترمب يدعو أوكرانيا إلى إجراء انتخابات ويكرر انتقاداته اللاذعة لزيلينسكي ويؤكد تمتع روسيا بالتفوق العسكري والموقف التفاوضي القوي

يعيش ما يصل إلى 50 في المئة من المستهلكين في العاصمة من دون كهرباء (رويترز)

ملخص

تحطمت طائرة نقل عسكرية روسية من طراز "آن 22" An-22  اليوم في منطقة إيفانوفو، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي موسكو، مما تسبب في مقتل كل من كانوا على متنها، وفق السلطات التي لم تعلن حصيلة رسمية.

قالت وزارة الطاقة الأوكرانية اليوم الثلاثاء إن ما يقارب نصف سكان العاصمة كييف يعانون انقطاع التيار الكهربائي بعد سلسلة من الهجمات الروسية على منظومة الكهرباء.

وذكرت الوزارة على تطبيق "تيليغرام"، "لا يزال الوضع في كييف من أصعب الأوضاع، ففي الوقت الحالي يعيش ما يصل إلى 50 في المئة من المستهلكين في العاصمة من دون كهرباء".

وكثفت روسيا عدد وقوة الهجمات على البنية التحتية الأوكرانية للغاز والطاقة، مستهدفة منشآت توليد الكهرباء وأنظمة نقلها على حد سواء.

وتشغل أوكرانيا ثلاث محطات للطاقة النووية تولد أكثر من 50 في المئة من إجمال الكهرباء، لكن هذه المحطات تضطر إلى خفض الإنتاج بسبب الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء.

ويجبر عجز الطاقة الشركة المشغلة لشبكة الكهرباء (أوكرينيرغو) على تقييد الإمدادات للمستهلكين، مما يغرق مناطق كاملة في الظلام، وتؤثر الانقطاعات أيضاً في خدمات التدفئة وإمدادات المياه.

وفي العاصمة وإقليم كييف الأوسع، لم تتوافر الكهرباء خلال الأسبوع الماضي إلا لنحو 10 ساعات يومياً.

تحطم طائرة روسية

من ناحية أخرى، تحطمت طائرة نقل عسكرية روسية من طراز "آن 22" An-22  اليوم في منطقة إيفانوفو، على بعد نحو 200 كيلومتر شمال شرقي موسكو، مما تسبب في مقتل كل من كانوا على متنها، وفق السلطات التي لم تعلن حصيلة رسمية.

وجاء ضمن بيان للجنة التحقيق الروسية أن "كل أفراد الطاقم الذين كانوا في الطائرة قضوا"، وقالت اللجنة المكلفة إن تحقيقاً فتح في "انتهاك قواعد إعداد الرحلات الجوية".

وأفاد مصدر في جهاز الإنقاذ وكالة الأنباء الروسية "تاس" بأن سبعة أشخاص ربما كانوا في الطائرة. وأوردت الوكالة نقلاً عن وزارة الدفاع الروسية أن الطائرة تحطمت في منطقة غير مأهولة "خلال رحلة تجريبية بعد أعمال تصليح".

ولم توضح موسكو حتى الآن ما إذا كانت الحادثة مرتبطة بالحرب مع أوكرانيا.

انتقاد ترمب

رأى الرئيس الأميركي دونالد ترمب في مقابلة مع موقع "بوليتيكو" اليوم الثلاثاء، أن على أوكرانيا التي "خسرت كثيراً من الأراضي" إجراء انتخابات، مكرراً انتقاداته اللاذعة للرئيس فولوديمير زيلينسكي.

وقال ترمب "أعتقد أن الوقت حان" لإجراء انتخابات، متهماً كييف بـ"استغلال الحرب" لتجنبها.

واعتبر أن القادة الأوكرانيين "يتحدثون عن الديمقراطية، لكننا وصلنا إلى مرحلة لم تعد فيها ديمقراطية. مضيفاً "يجب أن يكون للشعب الأوكراني هذا الخيار. لا أعرف من سيفوز".

وتتهم موسكو زيلينسكي بأنه "غير شرعي" لأن ولايته الرئاسية الممتدة لست سنوات انتهت عام 2024، لكن الأحكام العرفية السارية في أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي عام 2022، تحول دون تنظيم الانتخابات.

 

وكرر ترمب انتقادات للرئيس الأوكراني أطلقها الأحد الماضي، معتبراً أنه لم يقرأ خطته لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

وقال الرئيس الأميركي "كثير من الناس يموتون. لذا سيكون من الجيد حقاً أن يقرأها"، مضيفاً أن روسيا "تتمتع بالتفوق العسكري، ودائماً ما كانت كذلك"، وأنها "أكبر بكثير" من خصمها.

ورأى أنه "لا شك في أن روسيا في موقف تفاوضي قوي"، في حين حققت قواتها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أكبر تقدم لها على الجبهة في أوكرانيا منذ عام، بحسب تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات صادرة عن معهد دراسة الحرب في واشنطن.

وأعرب ترمب عن أسفه لمقتل "ملايين الأشخاص"، معتبراً أن هذه الحرب لم يكن ينبغي أن تحدث.

وقال إن "جزءاً من المشكلة" يكمن في أن زيلينسكي ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "يكرهان بعضهما بشدة"، مما يجعل "من الصعب جداً عليهما التوصل إلى اتفاق".

ورداً على سؤال عما إذا كان يعتقد أن أوكرانيا خسرت الحرب، أجاب بأنها "خسرت بالفعل كثيراً من الأراضي".

موسكو تتقدم

وقال رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري جيراسيموف اليوم الثلاثاء إن قوات موسكو تتقدم على طول خط الجبهة بالكامل في أوكرانيا وتستهدف القوات الأوكرانية المحاصرة في بلدة ميرنوهراد.

وأضاف في اجتماع عقد مع ضباط من المجموعة المركزية التي تقاتل في منطقة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعطى أوامر بهزيمة القوات الأوكرانية في ميرنوهراد، وهي مدينة كان عدد سكانها قبل الحرب يبلغ نحو 46 ألف نسمة وتقع إلى الشرق من بوكروفسك، وتابع أن روسيا سيطرت على أكثر من 30 في المئة من مباني ميرنوهراد.

وقالت روسيا التي تستخدم اسم الحقبة السوفياتية كراسنوارميسك للإشارة إلى مدينة بوكروفسك المجاورة، إنها سيطرت على المدينة بأكملها، وتقول أيضاً إنها حاصرت القوات الأوكرانية في ميرنوهراد التي يطلق عليها الروس اسم ديميتروف.

ونفت أوكرانيا مراراً المزاعم الروسية بسقوط بوكروفسك وتقول إن قواتها لا تزال تسيطر على جزء من المدينة وتقاتل في ميرنوهراد.

وتسيطر روسيا حالياً على 19.2 في المئة من أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014 ولوغانسك وأكثر من 80 في المئة من دونيتسك و75 في المئة من خيرسون وزابوريجيا وأجزاء من مناطق خاركيف وسومي وميكولايف ودنيبروبتروفسك.

وتقول أوكرانيا إنها تحافظ على خطوطها الدفاعية وتجبر روسيا على دفع ثمن باهظ مقابل ما تصفه بمكاسب محدودة نسبياً، وقال بوتين الأسبوع الماضي إن روسيا ستسيطر بصورة كاملة على منطقة دونباس الأوكرانية بالقوة ما لم تنسحب القوات الأوكرانية، وهو ما ترفضه كييف بصورة قاطعة.

مطارات روسية تعلق عملها

قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الثلاثاء، إن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 121 طائرة أوكرانية مسيرة ودمرتها خلال ليل الإثنين - الثلاثاء.

وأصدرت مناطق عدة في جنوب روسيا وغربها تحذيرات من هجمات محتملة بطائرات مسيرة، وعلقت أربعة مطارات في الجنوب عملياتها بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

وقالت وكالة النقل الجوي الروسية روسافياتسيا إن القيود الموقتة في مطارات فلاديكافكاز وجروزني وماجاس أثرت في الرحلات القادمة والمغادرة، وذكر حاكم أوسيتيا الشمالية سيرغي مينيايلو على قناته على منصة "تيليغرام" للتراسل أن بلدة جنوبية أخرى، هي موزدوك، التي تضم مطاراً عسكرياً، أغلقت مجالها الجوي أيضاً.

وقال قادة ثلاث مناطق روسية، هي فورونيغ وأوسيتيا الشمالية وقبردينو - بلقاريا، إنهم يواجهون تهديدات بهجمات الطائرات المسيرة، وأفاد ألكسندر جوسيف حاكم فورونيغ إن على السكان الاحتماء في الداخل والابتعاد من النوافذ، وأضاف المسؤولون الإقليميون أنهم قد يواجهون أيضاً بطئاً في اتصالات الهاتف والإنترنت.

من جانبه، قال أوليه هريهوروف حاكم منطقة سومي الأوكرانية إن طائرات روسية مسيرة هاجمت المدينة التي تحمل الاسم نفسه في وقت متأخر من أمس الإثنين في ثاني هجوم كبير على سومي خلال 24 ساعة، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي.

وكتب الحاكم على "تيليغرام"، "في غضون نصف ساعة، شن الروس أكثر من 10 غارات بطائرات مسيرة على المدينة. لا توجد كهرباء في سومي، إذ تعمل بعض البنى التحتية الحيوية على مصادر الطاقة الاحتياطية".

وقال هريهوروف إن المسؤولين يتحققون من وجود قتلى وجرحى وإنه التيار الكهربائي سيعود بمجرد أن يصبح الوضع آمناً لفرق العمل، وكانت مدينة سومي، التي كان يقطنها نحو 250 ألفاً قبل اندلاع الحرب، هدفاً متكرراً للهجمات الروسية.

وأضاف هريهوروف إن طائرات روسية مسيرة قصفت في وقت سابق من أمس الإثنين مبنى سكنياً في المدينة مما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص، وتركزت الهجمات الروسية في أوكرانيا منذ أشهر على أهداف الطاقة في الفترة التي تسبق فصل الشتاء.

خطة السلام المعدلة

من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن كييف ستعرض على الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء خطة سلام منقحة تهدف إلى إنهاء الحرب في بلاده، وذلك بعد محادثات أجراها في لندن مع قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا.

ومع اقتراب الحرب من عامها الرابع، تريد كييف تحقيق التوازن مع مسودة مدعومة من الولايات المتحدة اعتبرت على نطاق واسع مواتية لموسكو، وتتعرض أوكرانيا لضغوط من البيت الأبيض للموافقة سريعاً على تسوية سلمية.

وكان الهدف من الاجتماع، الذي رتب على عجل أمس الإثنين بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس وزيلينسكي، هو تعزيز موقف أوكرانيا.

 

وقال زيلينسكي للصحافيين بعد الاجتماع إن الخطة المنقحة تضمنت 20 نقطة، ولكن لم يتسن التوصل إلى اتفاق في شأن مسألة التخلي عن أراض، وهو ما تضغط موسكو من أجله، ولا يوجد اتفاق بشأن التنازل عن الأراضي الأوكرانية لروسيا.

وقال زيلينسكي "موقف الأميركيين، من حيث المبدأ، يميل إلى إيجاد حل وسط. بالطبع، هناك قضايا معقدة تتعلق بالأراضي، ولم يتسن التوصل إلى حل وسط حتى الآن".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكرر موقفه الذي أعلنه مراراً بأن أوكرانيا لا يمكن أن تتخلى عن أي جزء من أراضيها.

وتوجه زيلينسكي في وقت لاحق إلى بروكسل، حيث قال كل من رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إن أي اتفاق سلام يجب أن يحترم سيادة أوكرانيا، ويضمن أمنها على المدى الطويل.

ووصف زيلينسكي اجتماعه مع فون دير لاين وكوستا، إضافة إلى الأمين العام لحلف حلف شمال الأطلسي مارك روته، بأنه "جيد ومثمر، نحن نعمل بطريقة منسقة وبناءة".

الأصول الروسية المجمدة

وفي وقت سابق، قال مصدر حكومي بريطاني إن اجتماع الإثنين سيركز على استخدام قيمة الأصول الروسية المجمدة في الغرب.

وحث قادة كل من إستونيا وفنلندا وأيرلندا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والسويد الاتحاد الأوروبي على التحرك سريعاً في شأن اقتراح متوقف لاستخدام تلك الأصول، لتوفير الأموال لأوكرانيا.

ويهدف كل من ستارمر وماكرون وميرتس وزيلينسكي كذلك إلى الحصول على ضمانات أمنية أميركية للمساعدة في ردع أية هجمات أخرى من روسيا، التي شنت هجومها على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وعلى رغم أن المسؤولين الأميركيين قالوا إنهم في المرحلة النهائية للتوصل إلى اتفاق، فإنه لا توجد حتى الآن إشارات تذكر على استعداد أوكرانيا أو روسيا للتوقيع على الاتفاق الإطاري الذي وضعه مفاوضو ترمب.

وقال ستارمر بعد استقباله القادة في مقر إقامته في "داونينغ ستريت"، "نحن نقف إلى جانب أوكرانيا، وإذا كان هناك وقف لإطلاق النار، فيجب أن يكون عادلاً ودائما".

وعبر ماكرون وميرتس أيضاً عن تصميمهما على المضي قدماً في خطة حازمة، في وقت وصفه المستشار الألماني بأنه "حاسم، بالنسبة إلينا جميعاً"، وأشار زيلينسكي إلى التوازن الدقيق الذي يتعين على القوى الأوروبية تحقيقه في أثناء محاولتها التفاوض على شروط أفضل للخطة الأميركية المقترحة.

وقال "هناك أشياء لا يمكننا إدارتها من دون الأميركيين، وأخرى لا يسعنا التعامل معها من دون أوروبا، ولهذا السبب نحتاج إلى اتخاذ بعض القرارات المهمة".

أولويات أوكرانيا

قال زيلينسكي للأوكرانيين في خطاب مصور في وقت متأخر من يوم الأحد، إن "أسبوعاً دبلوماسياً جديداً" قد بدأ.

وأضاف "القضايا الأمنية ودعم صمودنا وحزم الدعم لدفاعنا لها الأولوية على ما عداها، الدفاع الجوي والتمويل طويل الأجل لأوكرانيا في صدارة الأولويات أيضاً. وبالطبع، سنناقش رؤية ومواقف مشتركة في المفاوضات".

تمر أوكرانيا بواحدة من أصعب فترات الحرب، فالقوات الروسية تتقدم في الشرق وتعاني المدن والبلدات الأوكرانية من انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، بسبب تكثيف موسكو الضربات على شبكة الطاقة وغيرها من البنى التحتية الحيوية.

وعرض ستيف ويتكوف مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر خطة منقحة على موسكو الأسبوع الماضي، ثم عقدا محادثات مع المسؤولين الأوكرانيين في ميامي أيام أخرى عدة انتهت يوم السبت من دون تحقيق أي تقدم.

ووصف زيلينسكي المناقشات بالبناءة ولكنها لم تكن سهلة، وقال ترمب يوم الأحد إنه يشعر "بخيبة أمل" من زيلينسكي، متهماً إياه بأنه لم يقرأ المقترحات الأخيرة التي تدعمها الولايات المتحدة.

المزيد من الأخبار