Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

كيف أصبح ليفربول أفضل فريق في هولندا عن غير قصد؟

التدفق المستمر للاعبين وأعضاء الجهاز الفني إلى ملعب "أنفيلد" يعد دليلاً على كيف جعلت كرة القدم الهولندية أحد أعظم صادرات البلاد

آرني سلوت المدير الفني لفريق ليفربول الإنجليزي لكرة القدم (أ ف ب)

ملخص

يشكل الحضور الهولندي المتزايد في ليفربول ظاهرة لافتة تمتد من خط التدريب إلى تشكيل اللاعبين، مما يخلق مزيجاً فنياً وتاريخياً يعكس قوة التصدير الكروي لهولندا وتأثيره المتصاعد في الكرة الإنجليزية.

كانت تلك ثنائية تاريخية للمدرب الهولندي وقائد فريقه. ليس في الاحتفاظ بلقب الدوري الهولندي، إذ فعل ذلك آيندهوفن تحت قيادة بيتر بوس من على خط التماس، ولوك دي يونغ مرتدياً شارة القيادة في الملعب، بل عبر بحر الشمال، حين أصبح آرني سلوت وفيرجيل فان دايك أول مدرب وقائد فريق - على التوالي - من هولندا يحرزان لقب الدوري الإنجليزي الممتاز معاً.

وبما أن الأندية من البلد نفسه لا يمكن أن تلتقي في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا، ومع اقتراب أياكس من الإقصاء، فقد يكون ليفربول ضد آيندهوفن أقرب ما يكون إلى ديربي هولندي في البطولة الأوروبية الكبرى هذا الموسم.

رقم أوروبي جديد للاعبين الهولنديين في ليفربول

لقد صنع ليفربول قطعة صغيرة من التاريخ الهولندي في أوروبا هذا الموسم، إذ أصبح خلال مواجهة أتلتيكو مدريد الإسباني، أول نادٍ غير هولندي يدفع بأربعة لاعبين هولنديين أساسيين، وعلى نحو لافت، سجل أحدهم هو فان دايك هدف الفوز في الوقت بدل الضائع.

وحاول سلوت الدفع بالتشكيلة الرباعية ذاتها، التي تضم جيريمي فريمبونغ وريان غرافنبرخ وكودي غاكبو وقائدهم فان دايك أمام غلطة سراي التري، لكن بنجاح أقل بكثير، إذ خسر ليفربول بنتيجة (0 - 1).

ولو لم يكن فريمبونغ مصاباً، لكانت هناك فرصة أن يبدأ ليفربول المباراة بعدد من الهولنديين يفوق ما لدى بطل هولندا، اليوم الأربعاء. ومع ذلك، فإن الجالية الهولندية في "أنفيلد" تمثل دليلاً على أن كرة القدم تعد إحدى الصناعات التصديرية الكبرى لبلد صغير قضى معظم العقود الستة الماضية يتجاوز حدوده قياساً بحجمه وسكانه، وإن لم يكن بالضرورة قياساً بمواهبه.

اختيارات سلوت وكلوب

بالتأكيد أجرى ليفربول بحثاً على مستوى أوروبا كلها لإيجاد خليفة مدربه السابق يورغن كلوب قبل أن يستقر على سلوت. ولم يثنهم واقع أن آيندهوفن بقيادة بوس كان قد خطف منهم لقب الدوري الهولندي في موسم (2023 - 2024)، وقد فاز بوس بالمواجهة التالية أيضاً، إذ أصبح آيندهوفن ثالث فريق فقط يهزم ليفربول في الموسم الماضي، حتى لو جاء انتصارهم بنتيجة (3 - 2) في يناير (كانون الثاني) الماضي، حين أراح سلوت لاعبيه الأساسيين بعد ضمان التأهل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ولأسباب مختلفة، ينبغي على آيندهوفن ألا يتوقع مواجهة جايدن دانز وكوستاس تسيميكاس وتايلر مورتون وتري نيوني وأمارا نالو وجيمس مكونيل مجدداً، لكن العنصر الدال في "الغزو الهولندي" هو ربما أن معظم هؤلاء اللاعبين اشتراهم ألماني يورغن كلوب. وعلى طول طريق إيست لانكشاير، يمكن اتهام إريك تن هاغ بالمبالغة في تقييم أبناء بلده وإظهار محاباة للاعبين القادمين من الدوري الهولندي، حين بدا أن سياسة التعاقدات في مانشستر يونايتد لا تتجاوز المشاركة في القنوات الهولندية، أما سلوت فقد استقدم مدربين هولنديين، لكنه لم يشتر سوى لاعب هولندي واحد. وهذا اللاعب فريمبونغ، الذي نادراً ما حظي بالثقة في مركز الظهير الأيمن، وهو على أي حال أقل الهولنديين هولندية، فقد نشأ في إنجلترا ولا يتحدث الهولندية، إلا أن مساعدي سلوت يفعلون ذلك. فمساعده منذ زمن طويل سيبكي هولشوف هولندي، لكن حين أراد سلوت قدراً أكبر من الخبرة في الدوري الإنجليزي إلى جانبه في "أنفيلد"، عين مدافع إيفرتون السابق جون هيتينغا مساعداً، وحين غادر إلى فترته غير الموفقة في تدريب أياكس، استقدم سلوت سلفاً له في تدريب فينورد، ومدافع أرسنال السابق، جيوفاني فان برونكهورست، إذ تشمل خبرة الفائز بدوري الأبطال 2006 في البطولة هزيمة بنتيجة (1 - 7) أمام ليفربول حين كان مدرباً لرينجرز الاسكتلندي.

الهولنديون في ليفربول ومسارات تطورهم

ويمكن تقسيم الكتلة الهولندية في ليفربول خلال العقد الماضي إلى أربع فئات، أولئك الذين لهم خلفية في أحد أقطاب هولندا الثلاثة الكبار، والوافدين من خارجها، مثل فريمبونغ وقلب الدفاع السابق في غرونينغن، فان دايك، اللذين لم يمرا بأي منها. أما هيتينغا وغرافنبرخ فهما من مخرجات أكاديمية أياكس. وإلى جانب سلوت ومساعده هولشوف وفان برونكهورست، كان جيني فاينالدوم - لاعب يورغن كلوب النموذجي - جميعهم ضمن سجلات فينورد.

أما خريجو آيندهوفن فيشملون غاكبو، الذي اشتراه ليفربول حين كان يونايتد تن هاغ يرغب فيه، وبيب ليندرز، الذي سبق كلوب في أنفيلد لكنه ترقى ليصبح مساعده. وحينتم تعديل أسلوب لعب الفريق المتخصص في الضغط العكسي وفقاً لأسلوب كلوب ليشمل تركيزاً أكبر على الاستحواذ، كان ذلك عندما حل ليندرز محل زيلكو بوفاتش بوصفه الذراع الأيمن لكلوب. وقد أصبح الضغط العكسي أقل "ألمانية"، وإن لم يصل تماماً إلى "الكرة الشاملة".

كان يمكن لليفربول أن يحظى بنفوذ أكبر من داخل أياكس. ففي 2012، دخل النادي في محادثات لاستقدام لويس فان خال مديراً رياضياً، لكن تفضيل المدير الفني بريندان رودجرز العمل من دون هذا المنصب كان سبباً في عدم إتمام الصفقة، ليذهب فان خال لاحقاً - بعد قيادته هولندا إلى نهائي كأس العالم 2014 - إلى "أولد ترافورد"، وليقوم، مثل تن هاغ، بالتعاقد من مواطنيه.

وعلى النقيض، يلاحظ أن أياً من صفقات سلوت لم يأت من الدوري الهولندي، وأن ميلوش كيركيز وحده من بين لاعبيه خاض تجربة فيه.

تطور دور الهولنديين مع كلوب وصولاً إلى سلوت

لذا حين اتجه ليفربول نحو الهولنديين، بدا الأمر أكثر تلقائية. فجيني فاينالدوم وفيرجيل فان دايك، وهما من المتوجين بدوري أبطال أوروبا مع كلوب، جاءا من أندية في الدوري الإنجليزي الممتاز، الأول ليعاد تشكيله من صانع ألعاب يرتدي الرقم "10" إلى لاعب وسط أعمق، والثاني بوصفه أغلى مدافع في العالم، والذي سينال لاحقاً مركزاً على منصة الكرة الذهبية.

وقد استشار غاكبو مواطنه فان دايك قبل انضمامه إلى ليفربول، وكان غاكبو وغرافنبرخ جزءاً من "ليفربول 2.0"، في عملية إعادة تشكيل خط الهجوم والوسط التي أجراها كلوب في نهاية عهده، والتي مكنت سلوت من أن يصبح بطلاً في سنته الأولى. وهذه المرة، هو من تولى إعادة الابتكار، فغاكبو، اللاعب متعدد الوظائف في عهد كلوب، استخدم حصرياً على الجناح الأيسر وسجل 18 هدفاً الموسم الماضي، أما غرافنبرخ، لاعب الوسط الأكثر هجومية مع كلوب، فأصبح الخيار المفضل لسلوت في مركز الرقم "ستة".

قد تكون المعرفة التي اكتسب كل منهم في هولندا عاملاً مؤثراً. وكانت علاقة فان دايك السابقة بسلوت أبعد قليلاً، فقد لعبا ضد بعضهما في 2013، لكن حين اجتمعا من جديد، فوجئ سلوت بمدى جودة تمرير المدافع. وقد شكلا معاً تحالفاً راسخاً.

لكن، وإن بدا أن احتفاظهم بلقب الدوري الإنجليزي أمر غير مرجح، فإن فريقاً واحداً فقط فاز بكأس أوروبا بمدرب وقائد هولنديين معاً، إذ قاد أياكس في 1995 كلاً من فان خال وداني بليند. وبالنسبة إلى ليفربول، كان "الثنائي الهولندي" تركيبة ناجحة في الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، لكنه أقل نجاحاً هذا الموسم، غير أن لـ"الريدز" تأثيراً برتقالياً واضحاً.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من رياضة