أغنية من إنتاج الذكاء الاصطناعي تتصدر القوائم الأميركية

للمرة الأولى على الإطلاق يتصدر عمل موسيقي مولد بالذكاء الاصطناعي قوائم الأغاني.

فقد احتل فنان الكانتري المسمى "برايكينغ راست" Breaking Rust هذا الأسبوع المركز الأول في قائمة "بيلبورد للمبيعات الرقمية لأغاني موسيقى كانتري" Billboard Country Digital Song Sales للأسبوع الثاني على التوالي بأغنيته الضاربة "ووك ماي ووك" (امشي في دربي) Walk My Walk. لكن سرعان ما تبين أن صاحب الصوت الأجش والكلمات الغامضة التي تطالب الكارهين بأن "يذهبوا وشأنهم" لأنه "ولد هكذا، وصوته عالٍ منذ زمن طويل"، لم يولد أصلاً.

مع أكثر من مليوني مستمع شهرياً على سبوتيفاي، يملك "برايكينغ راست" ثماني أغنيات متاحة للبث، تنسب جميعها إلى أوبيير ريفالدو تايلور، وهو شخصية غامضة لم يظهر أي دليل على أنه إنسان، وفق ما كشفت عنه صحيفة "سان فرانسيسكو كرونيكل". الوجود الرقمي الوحيد لتايلور مرتبط بـ"بريكينغ راست" ومشروع موسيقي آخر للذكاء الاصطناعي يسمى "ديفبيتساي" Defbeatsai والذي ينشر أغاني ومقاطع فيديو بذيئة منتجة بالذكاء الاصطناعي عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وبنظرة سريعة إلى صفحة "بريكينغ راست" على إنستغرام، تظهر مقاطع مصورة مولدة بالذكاء الاصطناعي على أنغام أغانيه، تعرض رجالاً يرتدون قبعات رعاة بقر وهم يمارسون رفع الأثقال، أو يقومون بتمارين الضغط فوق الثلج، أو يتجولون في منتصف الطريق السريع. كما لو أن هذه ممارسات يومية عادية لرعاة البقر.

وتضم صفحة "إنستغرام"، التي تحمل في سيرتها تعريفاً مثل "موسيقى رعاة البقر الخارجين عن القانون" و"موسيقى الروح الخاصة بنا"، أكثر من 39 ألف متابع بينما تضم قناة "بريكينغ راست" على "يوتيوب" أكثر من 22 ألف مشترك. وعلى كلتا المنصتين، سارع مستخدمو وسائل التواصل إلى الإشارة إلى الطبيعة الاصطناعية للموسيقى، بل والدفاع عنها أيضاً.

وكتب أحد مستخدمي "يوتيوب" في قسم التعليقات قائلاً "آسف، لا أستطيع التحكم بما أحبه. أنا أحب الأغنية، بغض النظر عمن ابتكرها!" وكتب معجب آخر على إنستغرام "لا أعرف إن كان هذا الشخص حقيقياً، لكن أغانيه بصراحة من المفضلة لديَّ في حياتي".

يبدو أن بعض المستمعين لم يدركوا أن الفنان ليس إنساناً حقيقاً، إذ توسلت بعض التعليقات من "بريكينغ راست" القيام بجولة في أماكن مثل أستراليا ولندن، بينما أشاد آخرون بكلمات الأغنية ولحنها.

في حين أن "بريكينغ راست" لديها أكثر أغنية موسيقى كانتري تحميلاً في أميركا، إلا أنها ليست الأكثر شعبية. إذ تصدر مورغان والين قائمة بيلبورد لأغاني كانتري الأكثر شعبية بأغنيته "تحسنت" I Got Better، في حين يتصدر كودي جونسون قوائم الأغاني على منصات البث الموسيقية.

وتقيس قائمة "بيلبورد للمبيعات الرقمية لأغاني موسيقى كانتري" عدد التنزيلات الرقمية المدفوعة للأغاني، والتي ترصد من متاجر مثل "آي تيونز" iTunes و"أمازون ميوزك". وقد استمرت أغنية "ووك ماي ووك" على القائمة لثلاثة أسابيع. ومع ذلك يكشف تقرير بيلبورد الصادر في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) أن الأغنية الأولى على القائمة قد باعت 3000 نسخة فقط. وبما أن "ووك ماي ووك" تباع بسعر 0.99 دولار على "آي تيونز"، فإن زبوناً واحداً يملك 3000 دولار يمكنه بسهولة رفع ترتيب الفنان إلى القمة.

كذلك يهيمن كاين ووكر، وهو موسيقي آخر مولد باستخدام الذكاء الاصطناعي، على قائمة "بيلبورد للمبيعات الرقمية لأغاني موسيقى كانتري"، إذ تحتل أغانيه المراكز الثالث والتاسع والحادية عشرة، حيث وصفت بيلبورد في نشرتها الأسبوعية هذه الموسيقى بأنها "أعمال افتراضية". ولم ترد المنصة بصورة فورية على طلب "اندبندنت" للتعليق.

يأتي الجدل الدائر حول "بريكينغ راست" في وقت حث فيه فنانون مثل دوا ليبا وإلتون جون قطاع الأعمال الموسيقية إلى وضع آليات حماية تتعلق بالذكاء الاصطناعي وحقوق الملكية الفكرية. وقد تمددت هذه التقنية إلى هوليوود أيضاً، إذ أثار الممثل المولد بالذكاء الاصطناعي تيلي نوروود موجة واسعة من الانتقادات.