Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

نار الغضب في الأحواز تطاول رئيس البلدية ومعاونيه

قدم استقالته بعد أن أقدم شاب على الانتحار حرقاً احتجاجاً على هدم كشك والده وبزشكيان يأمر بالمحاسبة

أثار مصرع علي بالدي (20 سنة) موجة واسعة من الغضب بين المواطنين والناشطين الاجتماعيين (مواقع التواصل)

ملخص

ذكرت "وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية" (إرنا) أن "شاباً من الأحواز أقدم الأسبوع الماضي على إحراق نفسه في حي الزيتون بمدينة الأحواز بعد مصادرة مصدر رزق عائلته من قبل عناصر البلدية، وتوفي لاحقاً متأثراً بجروحه داخل المستشفى، مما أثار موجة واسعة من التفاعل والغضب بين المواطنين والناشطين الاجتماعيين".

أعلن محافظ إقليم الأحواز جنوب غربي إيران أن رئيس بلدية الأحواز رضا أميني قدم استقالته، في حين أقيل عدد من كبار مسؤولي البلدية على خلفية وفاة الشاب أحمد بالدي جراء إقدامه على إحراق نفسه.

وجاءت هذه التطورات بعد أن أقدم الشاب علي بالدي (20 سنة) على الانتحار حرقاً، احتجاجاً على قيام عناصر من بلدية الأحواز بهدم كشك لبيع الأطعمة يعود لوالده.

وذكرت "وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية" (إرنا) أن "شاباً من الأحواز أقدم الأسبوع الماضي على إحراق نفسه في حي الزيتون بمدينة الأحواز بعد مصادرة مصدر رزق عائلته من قبل عناصر البلدية، وتوفي لاحقاً متأثراً بجروحه داخل المستشفى، مما أثار موجة واسعة من التفاعل والغضب بين المواطنين والناشطين الاجتماعيين".

يجب أن يغادر

وبحسب التقرير فقد شملت قرارات الإقالة نائب رئيس البلدية للخدمات ومدير دائرة التنفيذ ورئيس البلدية ونائبه في المنطقة الثالثة من مدينة الأحواز.

وكان أحمد بالدي أضرم النار في جسده في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري بعد مشادة مع موظفي البلدية الذين هدموا وأزالوا كشك والده، وأدخل إلى مستشفى "طالقاني" في مدينة الأحواز مصاباً بحروق طاولت 70 في المئة من جسده.

وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من مراسم تأبين أحمد بالدي ظهر فيه والده وهو يقول إن أميني يجب أن يغادر الأحواز، في إشارة إلى رئيس البلدية الذي تولى منصبه في سبتمبر (أيلول) 2021.

وفي تصريحات لوسائل الإعلام الإيرانية قال والد الشاب مجاهد بالدي إن ابنه توسل إلى عناصر البلدية كي يتوقفوا عن الهدم لكنهم تجاهلوه، وأحدهم قال له عندما هدد بإحراق نفسه "أحرق نفسك لنر كيف ستحترق"، ثم حطموا زجاج الكشك واحتدم الخلاف.

بزشكيان يأمر بالمحاسبة

وطلب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان من وزير الداخلية أمس أن ينقل تعازيه ومواساته لعائلة الطالب الراحل، كما أمر بتشكيل لجنة خاصة على وجه السرعة للتحقيق الدقيق في أبعاد الحادثة ومحاسبة المسؤولين عنها بحزم.

وفي السياق ذاته تحدثت الصحف المحلية في الأحواز بأن ممثل ولي الفقيه في الأحواز محمد علي موسوي جزائري، عضو مجلس خبراء القيادة ومدير الحوزات العلمية في الأحواز، عاد من طهران للأحواز عقب وقوع الحادثة، حيث التقى أسرة الشاب المتوفى.

ودعا جزائري، الذي يعتبره كثير من أبناء الأحواز جزءاً من المشكلة المستمرة في الإقليم منذ عقود، خلال لقائه عائلة الشاب المتوفى إلى التحلي بضبط النفس، مؤكداً أن إيران تمر بظروف استثنائية وغير عادية، وحثّ العائلة المفجوعة على التحلي بالحكمة والسيطرة على الأوضاع وتهدئتها حفاظاً على الاستقرار في الأحواز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكانت بلدية مدينة الأحواز أصدرت في وقت سابق بياناً وصفت فيه "عملية هدم الكشك بأنها قانونية وسلمية وجرت بموجب قرار قضائي"، من دون الإشارة إلى واقعة إقدام الشاب على إحراق نفسه.

وفي وقت لاحق أعلن المدعي العام في محاكم الثورة بالأحواز أن رئيس البلدية ومسؤول قسم التنفيذ في المنطقة الثالثة جرى توقيفهما على ذمة التحقيق في هذه القضية، قبل أن يفرج عنهما بكفالة مالية.

وقال مدعي عام الأحواز أمير خلفيان إن مذكرات توقيف صدرت بحق ثلاثة أشخاص آخرين، فيما أفرج عن عدد من الأفراد الذين أثاروا التوتر عبر الفضاء الإلكتروني بكفالة أيضاً.

ونقلت وسائل إعلام إيرانية عن خلفيان قوله إن تحرك بلدية مدينة الأحواز خالف توجيهات السلطة القضائية التي شددت على ضرورة الالتزام بالقانون واحترام حقوق المواطنين، موضحاً أن عملية الإزالة جرت بصورة تعسفية وتوقيت غير مناسب.

من جانبه قال والد الشاب المتوفي إن الأرض التي أقيم عليها الكشك تعود للبلدية لكن البناء ملكه الخاص، موضحاً أن لديه عقد إيجار لمدة 20 عاماً مع البلدية يجري تعديله كل ثلاثة أعوام، وأن العقد الموقت الأخير انتهى، لكن بموجب قرار من المدعي العام منحت الأسرة مهلة عامين إضافيين لمواصلة النشاط.

يشار إلى أن إقليم الأحواز الواقع في جنوب غربي إيران يعد من أغنى المناطق في إيران لما يملكه من موارد نفطية وغازية وثروات طبيعية أخرى، ويحتل المرتبة الثانية في الناتج المحلي بعد طهران، وعلى رغم هذه الثروات يعاني السكان العرب في الإقليم أوضاعاً معيشية صعبة ومعدلات فقر مرتفعة، في ظل تفاوت واضح في توزيع الثروة والتنمية بين المنطقة وبقية المحافظات الإيرانية.

عن الأطراف المعادية

وجاء في نص استقالة رئيس بلدية مدينة الاحواز رضا أميني، وهو من مدينة أصفهان، أنه "في ظل الظروف الاجتماعية والسياسية الراهنة في مدينة الأحواز ومحافظة خوزستان، أخشى أن يسعى الأعداء الحاقدون والمعادون عبر شبكاتهم الإعلامية في الواقع والفضاء الافتراضي إلى إثارة التوتر والاضطراب في هذه المنطقة، ولذلك ومع خالص الشكر لكبار شخصيات المحافظة وعلمائها الأجلاء، أرى أنه من الأفضل أن يتولى شخص آخر مسؤولية رئاسة البلدية بقرار من مجلس المدينة، من أجل تقديم خدمة أفضل للمواطنين وحرمان الأطراف المعادية من أية فرصة لإثارة الفوضى أو الإخلال بالأمن".

يذكر أن تعيين أميني في منصب رئيس بلدية الأحواز قوبل منذ البداية برفض واسع من جانب السكان العرب والنشطاء السياسيين، غير أن رغبة السلطات الإيرانية حالت دون إلغاء القرار، ويرى ناشطون أن السياسات الممنهجة التي تنتهجها السلطات الإيرانية في إقليم الأحواز ذي الغالبية العربية كانت السبب الرئيس في تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعيشها المنطقة اليوم، لكن السلطات في إيران ترفض اتهامات التمييز ضد المواطنين العرب، وكثيراً ما تتهم المحتجين بالعمالة للخارج وتنفيذ أجندة القوى المعادية لإيران.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات