ملخص
أعلن الصدر، الذي قاتل القوات الأميركية عقب غزو عام 2003، في مناسبات عدة، أنه سينسحب من السياسة
لزم أنصار الزعيم الشيعي مقتدى الصدر منازلهم اليوم الثلاثاء وأمضوا الوقت مع عائلاتهم في ما يشبه يوم الإجازة، تلبية لدعوته مقاطعة الانتخابات التشريعية في العراق.
في مدينة الصدر إحدى أبرز معاقل الزعيم الشيعي في العاصمة بغداد، انتشرت صوره على عدد كبير من الجدران، في ظلّ انتشار أمني كثيف عند أحد مداخل المنطقة.
وعلى مقربة من أحد مراكز الاقتراع، قالت مجموعة من الرجال بصوت واحد "نحن مقاطعون بأمر من السيد" مقتدى الصدر، رجل الدين البالغ 52 سنة والذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة قادر على حشدها بكاملها حينما يُريد.
وقال حاتم كاظم (28 سنة) الذي أغلق متجره لبيع أكسسوارات السيارات لقضاء اليوم مع عائلته، إنه "بدافع الحب والطاعة أقاطع الانتخابات بأمر السيد القائد".
وأكد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه قاطع التصويت "لكي نتمكّن من التغيير"، موضحاً "ليست لدينا مدارس ولا مستشفيات ولا شيء. نريد أن نشهد تطوّراً كالذي تشهده بقية البلدان".
ونشر الصدر، منذ إعلانه في مارس (آذار) مقاطعة الترشح والتصويت في الانتخابات التشريعية، بيانات عدة اتهم فيها الطبقة الحاكمة بما فيها الأحزاب الشيعية والفصائل المسلحة، بالفساد.
وفي الأيام الماضية السابقة للانتخابات، نشر، بوتيرة شبه يومية، رسائل مقتضبة وجهها إلى أنصاره كما خصومه، على غرار "المُجرَّب لا يُجرّب" و"ربّ فَلا تَجعَلنِي فِي القَومِ الفَاسِدِين".
"يوم عائلي وإجازة"
الإثنين، قال صالح محمد العراقي المعروف بقربه من الصدر، عبر حسابه "وزير القائد"، إن الزعيم الشيعي دعا أنصاره إلى ملازمة منازلهم والتعامل مع يوم الاقتراع على أنه "يوم عائلي وإجازة من العمل إلى ما بعد صلاة المغرب".
وأضاف "لا تخرجوا من منازلكم قدر الإمكان إلا للضرورة القصوى".
مذّاك المنشور، انتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ظهر فيها رجال يطبخون ويغسلون الصحون.
في أحد المقاطع، قال رجل يحضّر طبق الكبّة "إننا نحضّر الفطور والغذاء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مقطع آخر، ارتسمت ابتسامة عريضة على وجه رجل يغسل الصحون ويقول "باعتبار أن السيد مقتدى قال إنه يوم للعائلة ويوم طاعة للّه عزّ وجلّ، فأنا مطيع للسيد القائد".
وقال سائق الأجرة ضياء حسيب (45 سنة) إنه مقاطع للانتخابات "ليس فقط لأنني أتبع السيد، لكن أيضاً لأننا لم نرَ تغييراً". وأوضح "الفقر ما زال نفسه ولا وظائف".
حرق البطاقة
وانتهت الانتخابات الأخيرة التي شهدت أدنى نسبة مشاركة (41 في المئة) في 2021، بفوز الصدر بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان (73 مقعداً)، لكنه انسحب منه جرّاء خلافات مع "الإطار التنسيقي" الذي يضمّ أحزاباً شيعية موالية لإيران، حول تشكيل الحكومة. وأثارت الأزمة التي استمرت أشهراً عدة أعمال عنف دامية.
وأعلن الصدر، الذي قاتل القوات الأميركية عقب غزو عام 2003، في مناسبات عدة، أنه سينسحب من السياسة.
وجعل تاريخ عائلته منه محبوباً بين العراقيين، فهو ابن المرجع الديني آية الله محمد صادق الصدر الذي اغتاله صدام حسين في عام 1999.
على رغم معارضته حكومات عدة وداعميها، لطالما امتلك ممثلين له في أعلى مستويات الوزارات والمؤسسات الحكومية.
غير أن أنصاره يعتبرونه بطلاً في مكافحة الفساد.
وقال عباس علي (21 سنة) وهو سائق مركبة توك توك "بلدنا فيه خيرات لكن الفساد منتشر والشباب لا يجدون وظائف".
وأشار إلى أنه "حرق بطاقته" الانتخابية تلبية لطلب الصدر.
وتابع "إذا قال السيد موتوا نَموت. وإذا قال عيشوا نَعيش".