Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الأسواق الأوروبية ترتفع مع آمال إنهاء الإغلاق الأميركي

الجنيه الاسترليني يتراجع وسط تباطؤ الأجور وزيادة معدل البطالة في بريطانيا

صعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.5 في المئة ليبلغ 576.05 نقطة (أ ف ب)

ملخص

تبدو الأسواق الأوروبية في وضع أفضل مما كانت عليه قبل أسابيع، إذ بدأ التفاؤل يعود تدريجاً بفضل إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي وتحسن نتائج بعض الشركات الكبرى، لكن في المقابل، يظل الحذر مسيطراً على قرارات المستثمرين وسط إشارات تباطؤ اقتصادي في بريطانيا وتوقعات بخفض الفائدة في الولايات المتحدة.

شهدت الأسهم الأوروبية ارتفاعاً ملحوظاً اليوم الثلاثاء، مع عودة الثقة تدريجاً إلى الأسواق عقب اقتراب التوصل إلى اتفاق في الولايات المتحدة لإنهاء أطول إغلاق حكومي في تاريخها، وهو ما أعاد الطمأنينة إلى المستثمرين الذين ترقبوا منذ أسابيع صدور البيانات الاقتصادية الرسمية.

فقد صعد مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 0.5 في المئة ليبلغ 576.05 نقطة، وهو أعلى مستوى له في أسبوعين، وسط أداء قوي لأسهم شركات الاتصالات والطاقة والتكنولوجيا.

وجاءت المكاسب مدفوعة بإقرار مجلس الشيوخ الأميركي اتفاقاً موقتاً يسمح بإعادة تمويل المؤسسات الاتحادية، في خطوة أنهت واحدة من أكثر الأزمات الإدارية تعقيداً منذ عقدين، إذ أدى الإغلاق الطويل إلى تجميد الإحصاءات الرسمية وتعطيل عقود حكومية عدة.

ومع أن الأسواق رحبت بهذه الإنفراجة، فإن بعض المحللين أبدوا حذراً في شأن تأثير الانقطاع الموقت في الإنفاق العام في النشاط الاقتصادي في الربع الأخير من العام الحالي.

وفي أوروبا، استفادت الأسهم من موجة شراء جماعية بدأها المستثمرون أمس الإثنين، إذ سجلت البورصات الأوروبية أكبر مكاسب يومية لها في ستة أشهر، مدفوعة بتراجع المخاوف من الركود وتحسن توقعات الأرباح الفصلية للشركات الكبرى.

شركات الاتصالات تقود الصعود الأوروبي

كان قطاع الاتصالات من أبرز المستفيدين من موجة الصعود في الأسواق، بعدما أعلنت شركة "فودافون" البريطانية رفع توقعاتها للعام المالي بأكمله لكل من الأرباح والتدفقات النقدية، مستندة إلى أداء قوي في السوق الألمانية التي تمثل أكبر قاعدة عملاء لها في أوروبا، وقفز سهم الشركة بنحو 5 في المئة، ما دعم المؤشر القطاعي وأضفى زخماً على التداولات.

في المقابل، شهدت شركة "إنويت" الإيطالية، وهي أكبر مشغل لأبراج الاتصالات المحمولة في البلاد، انخفاضاً حاداً بلغ 8.4 في المئة بعد إعلانها خفض توقعاتها للإيرادات المستقبلية على رغم تسجيلها قفزة في الأرباح الفصلية.

ويرى محللون أن التباين في أداء الشركتين يعكس حالة إعادة التوازن في قطاع الاتصالات الأوروبي، الذي يواجه ضغوطاً كبيرة بسبب المنافسة وكلف شبكات الجيل الخامس، لكنه في الوقت ذاته يستفيد من الطلب القوي على خدمات البيانات والبنية التحتية الرقمية.

وتشير تقديرات مراكز أبحاث السوق إلى أن أرباح شركات الاتصالات الأوروبية قد تنمو بين 3 و5 في المئة خلال الربع الأخير من العام، مدعومة بارتفاع الاشتراكات الرقمية واستقرار كلف الطاقة مقارنة بذروة الأسعار في 2022.

الجنيه الاسترليني يتراجع

على الجانب الآخر من المشهد الأوروبي، سجل الجنيه الاسترليني تراجعاً جديداً اليوم الثلاثاء بعد صدور بيانات تشير إلى تباطؤ نمو الأجور وارتفاع معدل البطالة إلى 5 في المئة مقارنة بـ4.8 في المئة، وهو أعلى مستوى منذ مطلع 2021.

ووفق بيانات مكتب الإحصاءات الوطنية البريطاني، تباطأ نمو الأجور (باستثناء المكافآت) إلى 4.6 في المئة في الربع الثالث من العام الحالي مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، ما يعزز التوقعات بأن بنك إنجلترا سيتجه إلى خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

ويرى محللون أن هذه الأرقام تتماشى مع استراتيجية البنك الرامية إلى مراقبة سوق العمل كمؤشر رئيس لتراجع الضغوط التضخمية المحلية.

وكان البنك قد أبقى الأسبوع الماضي على أسعار الفائدة عند 4 في المئة، لكنه لمح إلى إمكانية تقليص كلف الاقتراض في حال استمرار التراجع في الأجور وتباطؤ الطلب.

وتشير العقود الآجلة إلى أن الأسواق تسعر حالياً احتمالاً يبلغ نحو 61 في المئة لخفض سعر الفائدة الشهر المقبل، في ظل ضعف بيانات النمو وتراجع الإنتاج الصناعي.

وفي الوقت نفسه يرى خبراء في مجموعة بورصات لندن LSEG أن استمرار التباطؤ في نمو الأجور بالقطاع الخاص (يعد مقياساً محورياً للبنك المركزي) إلى 4.2 في المئة، قد يفتح الباب أمام دورة تيسير نقدي جديدة تمتد إلى النصف الأول من 2026 إذا لم تظهر البيانات تحسناً ملموساً.

الذهب عند أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع

وفي أسواق السلع الثمينة، واصل الذهب مكاسبه لليوم الثالث على التوالي، مسجلاً أعلى مستوى في نحو ثلاثة أسابيع عند 4148.75 دولار للأوقية في التعاملات المبكرة اليوم، قبل أن يستقر قرب 4137 دولاراً.

وجاء هذا الصعود مدعوماً بتوقعات أن يؤدي إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي إلى استئناف صدور البيانات الاقتصادية، ما سيتيح للمستثمرين تقييماً أدق لتوجهات مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في شأن خفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعلى رغم أن الذهب لا يدر عائداً مباشراً، فإن التراجع المتوقع في الفائدة الأميركية يزيد من جاذبيته باعتباره ملاذاً آمناً في أوقات الغموض الاقتصادي.

وقال محللون في بنك "كومرتس" الألماني إن الأسواق باتت تراهن بقوة على خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس الشهر المقبل، ما يبرر استمرار الطلب على الذهب حتى نهاية العام الحالي.

وتشير بيانات العقود الآجلة إلى أن المستثمرين رفعوا حيازاتهم من المعدن النفيس بنسبة 3.2 في المئة خلال الأسبوع الجاري، وهي أكبر زيادة أسبوعية منذ أغسطس (آب) 2025.

توازن هش بين التفاؤل والحذر

في النهاية، تبدو الأسواق الأوروبية في وضع أفضل مما كانت عليه قبل أسابيع، إذ بدأ التفاؤل يعود تدريجاً بفضل إنهاء الإغلاق الحكومي الأميركي وتحسن نتائج بعض الشركات الكبرى، لكن في المقابل، يظل الحذر مسيطراً على قرارات المستثمرين وسط إشارات تباطؤ اقتصادي في بريطانيا وتوقعات بخفض الفائدة في الولايات المتحدة.

ويجمع المحللون على أن الأشهر المقبلة ستشهد اختباراً حقيقياً لمرونة الاقتصاد العالمي، في ظل استمرار ضغوط التضخم وتغير السياسات النقدية في الاقتصادات الكبرى.

ومع ذلك، يبقى الاتجاه العام مشجعاً، مع عودة الأسواق إلى مسار أكثر توازناً واستقراراً نسبياً في تدفقات الاستثمار والسلع.

اقرأ المزيد

المزيد من أسهم وبورصة