ملخص
بين الطموح والإصرار يسعى المدافع الفرنسي الشاب ليني يورو لإثبات ذاته مع مانشستر يونايتد على رغم البداية الصعبة والإصابة، مؤمناً بمشروع النادي ومتمسكاً بحلمه في الوصول إلى القمة وصناعة اسم خاص به في عالم كرة القدم.
إذا كان من بين مشكلات مانشستر يونايتد أن عديداً من اللاعبين الذين انضموا إليه لم يكونوا تماماً كما بدا عليهم في البداية، فإن ليني يورو لديه اعتراف، فهو لم يسم تيمناً بمغني الروك الأميركي عاري الصدر ليني كرافيتز، وقال "لا، هذا غير صحيح". والمصدر وراء هذه الفكرة الغريبة نوعاً ما كان قريباً جداً منه. إنها والدته نفسها، فقد "أرادت شيئاً يجذب وسائل الإعلام. كانت تحب ليني كرافيتز، لكنها لم تأخذ اسمه. إنها مجرد قصة للترويج".
وهكذا، فإن الجزء الأكثر أهمية في اسمه ربما يكون النصف الثاني منه. وقد يصبح أكثر شهرة مع شقيقيه إستيبان وروميو في أكاديمية ليل، فأحدهما يلعب كقلب دفاع، والآخر كصانع ألعاب يحمل الرقم "10". ويقول الأخ الأكبر "لا أريد أن يرتبطا كثيراً باسم يورو، لأن الأمر قد يكون صعباً عليهما أحياناً. من الأفضل أن يبنيا مسيرتهما الخاصة".
تأثر يورو بأساطير الدفاع وثقته في مانشستر يونايتد
أما التأثيرات الأهم بالنسبة إليه، فهي تتلخص في سيرخيو راموس ورافاييل فاران وريو فيرديناند، المدافعين الذين يعجب بهم ليني يورو. ويقول "أحاول أحياناً مشاهدة بعض المقاطع لأقارن أسلوبي بأسلوبهم. هذا ما تحتاج إليه لتصل إلى القمة، أن تنظر إلى الأفضل. ويمكنني التحدث أحياناً مع ريو فيرديناند لأخذ النصيحة".
اختياره الجريء ورفض الندم على الانتقال
وتشير الأسماء إلى المكانة الرفيعة، وكذلك الأندية التي لعبوا لها. فقد لعب فاران وفيرديناند لمانشستر يونايتد، بينما لعب فاران وراموس لريال مدريد. وعندما كان يورو، مثل فاران من قبله، موهبة مراهقة لفتت أنظار الناديين معاً، كان مانشستر يونايتد مستعداً لدفع 52 مليون جنيه استرليني (68.3 مليون دولار)، وهو مبلغ يفوق ما بدا أن ريال مدريد على استعداد لإنفاقه، لينتهي به المطاف في ملعب "أولد ترافورد" كأغلى لاعب في تاريخ كرة القدم بعمر 18 سنة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كان من الممكن أن يعذر لو ندم على ذلك، إذ كان يمكن أن يكون هذا الأسبوع في إنجلترا مع ريال مدريد لخوض مباراة مثيرة في دوري أبطال أوروبا، لكن بدلاً من ذلك كان في فترة فراغ لأن مانشستر يونايتد لا يشارك في البطولات الأوروبية هذا الموسم، نتيجة احتلاله المركز الـ15 العام الماضي. لقد كان موسم يورو الأول هو الأسوأ لمانشستر يونايتد منذ نصف قرن.
إيمان بمشروع يونايتد على رغم الصعوبات
ويؤكد قائلاً "حتى مع ما حدث في الموسم الماضي، لم أشعر مطلقاً بالندم". ويضيف "أنا أعرف مانشستر يونايتد، وأعلم أنه أحياناً قد تمر بموسم سيئ، لكن هذا نادٍ كبير، لذلك لا يمكنك أن تشك في ذلك. كنت على دراية بمشروع النادي أيضاً قبل أن آتي. بالطبع، لم أكن أتوقع أن ننهي العام الأول في المركز الـ15، لكن هذه أمور عليك أن تواجهها أيضاً. ومع ذلك، فإن مدير النادي، والمدرب، وجميع اللاعبين موجودون هنا لدعمك كل يوم. لديك ثقة في هذا النادي".
عروض كبرى وقرار مصيري
ولم يقتصر المعجبون به على ريال مدريد، فقد أثار ما قدمه مع ليل إعجاب باريس سان جيرمان وليفربول. وقال "لقد تلقيت عروضاً من عدة أندية، ليس فقط من مدريد أو يونايتد، بل كانت كثيرة. واليوم خياري هو مانشستر، وأنا سعيد جداً بذلك. أعلم أن بعض الناس تحدثوا عن هذا القرار العام الماضي بسبب النتائج، وأنا أتفهمهم، لكن بصراحة، هذا خياري، وهذه مسيرتي. أعلم تماماً ما أفعله، وسأكون أفضل في المستقبل".
الإصابة والتغيير الفني
من دون أي خطأ ارتكبه بنفسه، كانت بداية يورو مع مانشستر يونايتد متعثرة. فقد كسر قدمه خلال فترة ما قبل الموسم في العام الماضي، وبحلول وقت تعافى فيه، كان المدرب الذي تعاقد معه، إريك تن هاغ، قد أقيل من منصبه. وجاء روبن أموريم بدلاً منه، وأظهر ميلاً غريباً لاستبدال قلوب الدفاع، كما غير الخطة إلى اللعب بثلاثة مدافعين في الخلف. ويقول يورو "ليست لديَّ مشكلة مع النظام"، حيث يلعب في الجهة اليمنى من الثلاثي الدفاعي، وغالباً ما يتولى تغطية تقدم الظهير الهجومي أماد ديالو، صاحب النزعة الشديدة للتقدم إلى الأمام. وأضاف "أعرف أن أماد يحب الهجوم كثيراً، وأنا موجود أيضاً لمساعدة أماد وبريان (مبيومو) على امتلاك الحرية في التقدم".
العلاقات داخل غرفة الملابس وبناء روح الفريق
يورو على علاقة وثيقة بكل من أماد ومبيومو، فالثلاثة يتحدثون الفرنسية. وكوبي ماينو صديق مقرب آخر له، إلى درجة أنهما قضيا عطلة الصيف معاً. أما مبيومو، فهو جزء من سياسة تعاقدات جديدة تعتمد على ضم الشخصيات المناسبة إلى جانب المهارات الكروية. ويوافق يورو على هذا التوجه قائلاً "أعتقد أن النادي يقوم بعمل جيد في هذا المجال، من خلال اختيار أشخاص يمكنهم إضافة أشياء إيجابية للفريق. هذا أمر مهم جداً بالنسبة إلينا، فلا يمكننا بناء شيء في ظل طاقة سلبية أو أجواء سيئة أو شخصيات غير منسجمة".
نظرة تفاؤلية للمستقبل ومهمة استعادة المجد
والآن، يسود شعور بالهدوء داخل مانشستر يونايتد. ويقول يورو "الجميع يعلم أن الموسم الماضي كان موسماً مليئاً بالعواطف". وأضاف "لقد كان صعباً علينا". وبعد ثلاثة انتصارات وتعادل في أربع مباريات، أصبح الإحساس مختلفاً. ويقول يورو "ليس مليئاً بالمشاعر كما كان العام الماضي، يمكنني أن أقول ذلك".
وسيتوجه يونايتد غداً السبت لمواجهة توتنهام، باحثاً عن الثأر من الهزيمة في نهائي الدوري الأوروبي التي حرمته من التأهل لدوري أبطال أوروبا.
وتابع يورو "بالطبع، عندما تكون في مانشستر يونايتد، عليك أن تلعب في البطولات الأوروبية، بخاصة بعد ما حدث العام الماضي. الجميع يعرف أن هدفنا هو أن نكون في القمة، أن نكون في دوري الأبطال بالطبع. أعتقد أننا نستطيع الوصول إلى ذلك".
فهل ستسير الأمور في صالحهم؟ يورو يأمل ذلك. وفي الأثناء، يواصل "ليني" الأبرز في عالم كرة القدم صنع اسمه الخاص.
© The Independent