Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قيس سعيد رئيسا لتونس بـ 75 في المئة من أصوات الناخبين

ارتفاع نسبة مشاركة الشباب وتقلص عدد المخالفات مقارنةً بالاستحقاق التشريعي

أعلن التلفزيون الرسمي التونسي مساء الأحد نقلاً عن الهيئة العليا للانتخابات في تونس فوز المرشح قيس سعيدّ في الانتخابات الرئاسية التونسية، بنسبة 75 في المئة من أصوات الناخبين. وشكر سعيّد التونسيين في تغريدة على "تويتر"، واعداً إياهم بأن ثقتهم لن تذهب سدى.
وقال سعيد في مؤتمر صحافي بفندق مطل على شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة في أول تصريح له اثر اعلان نتائج الاستطلاعات أمام أنصاره الذين هتفوا "الشعب يريد قيس سعيد" إن "الدولة التونسية مستمرة ونعي تماماً حجم المسؤولية...والقانون في تونس سيتم تطبيقه على الجميع".
وشكر أستاذ القانون الدستوري  (61 سنة) الشباب الذي "فتح صفحة جديدة في التاريخ".
وتابع بصوته الجهوري "سأحمل الأمانة...الشعب يريد"، وهو الشعار الذي رفعه التونسيون خلال الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق الراحل زين العابدين بن علي في عام 2011.

 

في المقابل، شكا القروي في كلمة ألقاها عقب إعلان خسارته وفق الأرقام غير الرسمية، حرمانه من التواصل مع الناخبين، مشيراً إلى أن "تكافؤ الفرص لم يتوفر بسبب الإفراج عني قبل 48 ساعة فقط من الاقتراع".
ولفت القروي إلى حدوث "تجاوزات تمثلت بالاعتداء على حملتي اليوم خلال الاقتراع".
وفي وقت لم تُعلن النتائج الرسمية بعد، أظهرت نتائج الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة "سيغما كونساي"، فقد نال سعيد 76,9 في المئة من الأصوات في حين حاز القروي 23،1 في المئة من الأصوات.
وهنأت حركة "النهضة" ذات المرجعية الإسلامية، سعيّد ودعت انصارها إلى "الالتحاق والاحتفال مع الشعب التونسي بشارع الثورة" في وسط العاصمة.
كما اكد استطلاع آخر للرأي نشرته مؤسسة "ايمرود كنسيلتنغ" حصول سعيّد على 72،5 في المئة من الأصوات وحصول القروي على 27،5 في المئة من الأصوات.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات أن نسبة المشاركة بلغت 57،7 في المئة في 70 في المئة من مراكز الاقتراع.
وتجمع مئات من أنصار سعيّد في مقر حملته الانتخابية بشارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة وهتفوا "الشعب يريد قيس سعيّد" و"تحيا تونس"، مرددين النشيد الوطني التونسي. 


وكانت مراكز الاقتراع أغلقت أبوابها الساعة 1700 بتوقيت غرينتش في الجولة الثانية الحاسمة من انتخابات الرئاسة في تونس بين قطب الإعلام نبيل القروي وأستاذ القانون المتقاعد قيس سعيد.
وتوجه التونسيون منذ صباح الأحد للمرة الثالثة في غضون أقل من شهر، إلى صناديق الاقتراع، فبعد الدور الرئاسي الأول والانتخابات التشريعية، نزلوا هذه المرة لاختيار أحد المرشحَين القروي وسعيد ليصبح رئيساً للجمهورية التونسية لولاية من خمس سنوات، في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، وذلك في دوائر الداخل التونسي الانتخابية، بعدما كانت انطلقت في الخارج منذ يومين.


إنقاذ تونس
 

وفي صورة مخالفة عن الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، برز اليوم الأحد مشهد إقبال الشباب منذ الساعات الأولى لفتح مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم، بخاصة في وسط العاصمة. وقالت الشابة سلسبيل الماجري (22 سنة) وهي طالبة أدب إنجليزي "أول مرة أمارس حقي الانتخابي لأني اقتنعت بأن الوقت حان لإنقاذ تونس من براثن الفساد". وأضافت "نريد رئيساً يجمع كل التونسيين ولا يفرّقهم".
أما مروى بلحاج (30 سنة)، فقالت "جئت اليوم لأنتخب رئيساً قريباً من الشباب يفهم مشاغلهم ويحاول حل مشاكلهم". واستطردت "حقيقة، لست متفائلة جداً بتغيّر الأوضاع في تونس إلى الأفضل، بخاصة المعيشية منها في السنوات المقبلة، لكنني مقتنعة بأن الرئيس سيلعب دوراً مهماً في تأمين استقرار البلاد كي تسير في الطريق الصحيح للخروج من الأزمات السياسية والاقتصادية".
 

النسبة الأعلى
 

في المقابل، كالعادة وفي كل موعد انتخابي، يقبل كبار السن على ممارسة حقهم الانتخابي بنسب أعلى من فئة الشباب وفق إحصاءات رسمية.
وقالت السيدة عائشة (64 سنة) إنها تركت ولديها العاطلَين عن العمل على الرغم من شهاداتهما العلمية في البيت وأتت لتنتخب وكلها أمل في أن يختار التونسيون رئيساً يعالج مشاكل البطالة في صفوف الشباب، حتى لا يفكرون في ترك البلاد والهجرة بطرق غير شرعية تهدد حياتهم. كما تأمل كغيرها من الناخبين في "انخفاض الأسعار في تونس، إذ باتت لا تُطاق".
وكان المرشحان قيس سعيد ونبيل القروي فازا في الدور الأول بالمرتبتين الأولى والثانية، بنسبة بلغت 18،4 و15،58 في المئة على التوالي.
 

تقلّص عدد المراقبين
 

في السياق ذاته، أكد نبيل بفون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، خلال ندوة صحافية عُقدت في العاصمة الأحد، أن "عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية في دورها الثاني، انطلقت في ظروف طبيعية في تمام الساعة الثامنة في مراكز الاقتراع الموزعة في كل جهات البلاد"، مشيراً إلى أن "نسبة الإقبال إلى حدود اليوم الثاني من الانتخابات الرئاسية في الخارج والتي تجري في11 و12 و13 أكتوبر (تشرين الأول) 2019، بلغت 12،13 في المئة".
وذكر بفون أن الهيئة خصصت 13 ألف مكتب اقتراع موزعة على 4567 مركزاً داخل تونس و303 مراكز و384 مكتباً خُصصت للدوائر الانتخابية في الخارج، البالغ عددها 6 دوائر. كما أن عدد المسجلين في الانتخابات الرئاسية يُقدَّر بـ7 ملايين و74 ألفاً و566 ناخباً في الداخل والخارج، 49 في المئة منهم نساء و51 في المئة رجال.
وأشار بفون إلى أن أكثر من 18 ألف ملاحِظ من مكونات المجتمع المدني، بينهم 700 عرب وأجانب، سيتابعون عن قرب العملية الانتخابية. لكن مواطنين لاحظوا تقلّص عدد المراقبين مقارنة بالانتخابات السابقة. وقالت الشابة آية شعبان "فوجئت بعدم وجود مراقبين في مركز الاقتراع... واستغربت من رفض الذين كانوا خارج المركز، ممارسة عملهم".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


وأكّدت هيئة الانتخابات في بيان أنه "خلافاً لما رُوّج من إشاعات تتعلق بتقلص عدد الملاحظين ومنع عملية المراقبة، فإن 6 جمعيات (جمعية شباب بلا حدود ومراقبون والمركز التونسي المتوسطي ومرصد شاهد وأنا يقظ وائتلاف أوفياء) نشرت 6005 ملاحِظة وملاحِظ متنقل وثابت لمراقبة سير العملية الانتخابية خلال يوم الاقتراع من الافتتاح إلى الفرز في كامل تراب الجمهورية".
 

"سلسة وسليمة"
 

في موازاة ذلك، قال رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات فابيو ماسينو كاستالدو لـ "اندبندنت عربية" إن ظروف الانتخابات في تونس تسير في وضع عادي"، مضيفاً "لدينا 30 ملاحِظاً في مختلف المراكز بتونس". 
وأفاد بأنهم تلقّوا خبر خروج المرشح القروي من السجن بارتياح، مشيراً إلى أنهم قابلوه لأول مرة قبل الانتخابات بيوم واحد (السبت) كما قابلوا المرشح قيس سعيد للحديث عن ظروف الحملة الانتخابية.
من جهة أخرى، عبّر سلام فياض "رئيس مركز كارتر لمراقبة الانتخابات" عن ارتياح فريقه لسير عملية الانتخاب التي تجري بطريقة سلسة وسليمة، مشدداً على أهمية هذا الموعد بالنسبة إلى تونس.
وقال فياض إن "الانتخابات هي عملية سياسية وعملية تحول ديمقراطي، نأمل في أن تُكلل بنجاح وذلك لصالح تونس وكل المنطقة".
أما منسقة "مركز شاهد لمراقبة الانتخابات" سناء الحمروني، فقالت إن أعضاء من المركز لاحظوا تقلّص نسبة المخالفات مقارنةً بتلك المسجلة خلال الانتخابات التشريعية. وأضافت أن "العملية الانتخابية تسير بشكل طبيعي وسلس، وسط تسجيل مخالفات قليلة كمحاولة التأثير في الناخبين أو توزيع نقود في بعض الجهات شمال البلاد".
من جهته، سجّل "معهد فرحات حشاد للبحوث والديمقراطية" في بيان، عدم جاهزية بعض أعضاء مكاتب الاقتراع الناتج من النسيان أو ضعف في التدريب.

المزيد من العالم العربي