ملخص
هبطت أسهم "ميرسك" اليوم الخميس وسط توقعات المستثمرين باحتمال أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى إعادة فتح طرق شحن الحاويات عبر البحر الأحمر وقناة السويس مما يخفف أزمة الطاقة الاستيعابية التي دعمت أسعار الشحن.
استهلت الأسهم الأوروبية التعاملات على انخفاض اليوم الخميس، بفعل تراجع أسهم البنوك بعد انخفاض سهم "أتش أس بي سي" عقب اقتراحه خصخصة بنك "هانغ سنغ" في هونغ كونغ، لكن مكاسب أسهم التعدين والتكنولوجيا ساعدت في الحد من الخسائر الإجمالية.
وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.1 في المئة عند 573.4 نقطة، لكنه حوم بالقرب من أعلى مستوى له على الإطلاق والذي سجله في الجلسة الماضية.
وهوى سهم "أتش أس بي سي" 6.6 في المئة، بعد أن طرح المقرض البريطاني خططاً لخصخصة بنك "هانغ سنغ" في صفقة تبلغ قيمتها 106.1 مليار دولار هونغ كونغ (13.64 مليار دولار)،وخسر القطاع المصرفي بصورة عامة 1.2 في المئة.
وتراجع سهم مجموعة "لويدز" المصرفية 3.4 في المئة، بعد أن قال البنك إنه من المحتمل أن يلجأ إلى تخصيص المزيد من الأموال لتغطية كلفة تعويضات عملاء تمويل السيارات.
فيما ارتفع قطاع الموارد الأساسية، الذي يضم شركات التعدين الرائدة في أوروبا، بنسبة 1.4 في المئة بفضل المكاسب في أسعار النحاس وخام الحديد.
وتقدمت أسهم قطاع التكنولوجيا 0.4 في المئة بقيادة "ألتن" الفرنسية التي ارتفع سهمها، بعد أن قالت شركة استشارات تكنولوجيا المعلومات إنها ستفصل بين منصبي رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي في إطار إصلاحات.
وارتفع سهم "بيربري" 2.4 في المئة، بعد أن رفع "دويتشه بنك" تصنيف سهم الشركة البريطانية للسلع الفاخرة.
هبوط سهم "ميرسك"
في الأثناء، هبطت أسهم شركة "ميرسك" اليوم الخميس وسط توقعات المستثمرين باحتمال أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار في غزة إلى إعادة فتح طرق شحن الحاويات عبر البحر الأحمر وقناة السويس، مما يخفف أزمة الطاقة الاستيعابية التي دعمت أسعار الشحن.
ووافقت إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية "حماس" أمس الأربعاء على المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب في شأن غزة مما زاد من الآمال في أن توقف جماعة الحوثيين المتحالفة مع إيران في اليمن الهجمات على الشحن التجاري في البحر الأحمر، وأجبرت هذه الهجمات شركات الشحن على تغيير مسارها إلى جنوب قارة أفريقيا منذ أواخر عام 2023.
ومع ذلك، لم يعلق الحوثيون حتى الآن على اتفاق وقف إطلاق النار أو الإشارة إلى أي تغيير في السياسة.
وانخفض سهم "ميرسك" الدنماركية اثنين في المئة مسجلاً أدنى مستوياته منذ الثامن من يوليو (تموز) الماضي.
وقال المحلل في "سيدبانك" ميكيل إميل ينسن "تراجع سهم (ميرسك) يرجع إلى توقع المزيد من الانخفاض في أسعار الشحن في ما يتعلق بارتفاع احتمالية المرور الآمن عبر البحر الأحمر".
وحذر المحللون من أنه حتى لو صمد وقف إطلاق النار فمن المتوقع أن تنتظر شركات الشحن البحري أشهراً للحصول على ضمانات بعدم استئناف الهجمات.
وأكد متحدث باسم "ميرسك" أن الشركة لن تدرس استئناف عمليات النقل عبر البحر الأحمر إلا بعد التوصل إلى حل أمني طويل الأمد وفعال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضافت الشركة "هناك صلة واضحة بين الأخطار الأمنية في مضيق باب المندب والصراع في غزة، مع أنه من السابق لأوانه تقييم مدى تأثير التطورات في غزة على الوضع في البحر الأحمر".
وذكرت أيضاً "نأمل بأن يكون هذا الاتفاق بمثابة الخطوة الأولى نحو إنهاء الصراع وتحقيق سلام دائم".
ووفقاً لتحليلات صادرة عن شركتي "سيدبانك" و"إي بي جي سوندال كوليير" فإن العودة إلى قناة السويس ستؤدي إلى زيادة الطاقة المتاحة للشحن، مما يفرض مزيداً من الضغوط على أسعار الشحن التي تراجعت بالفعل من مستوياتها القياسية في وقت سابق من هذا العام.
الذهب مستقر
أما في أسواق المعادن النفيسة، استقر الذهب اليوم الخميس فوق 4000 دولار للأوقية (الأونصة) مع تقييم المستثمرين لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة في وقت عززت فيه حالة الضبابية الاقتصادية والجيوسياسية وآمال خفض أسعار الفائدة الأميركية جاذبية المعدن النفيس.
وبلغت الفضة مستوى قياسياً مرتفعاً مدعومة بارتفاع قياسي في الذهب وتزايد طلب المستثمرين ونقص في المعروض.
واستقر الذهب في المعاملات الفورية عند 4035.07 دولار للأوقية، ونزلت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم ديسمبر (كانون الأول) المقبل 0.4 في المئة إلى 4054.60 دولار.
وارتفعت أسعار الذهب فوق 4000 دولار للأوقية للمرة الأولى أمس الأربعاء، مسجلة أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 4059.05 دولار.
وارتفع سعر الفضة 1.6 في المئة ليصل إلى 49.65 دولار للأوقية، محققاً مكاسب تجاوزت 70 في المئة منذ بداية العام، بعد أن استفادت من العوامل التي دعمت ارتفاع الذهب نفسها، إضافة إلى شح المعروض في السوق الفورية.
وقال المحلل المستقل روس نورمان "الجانب اللافت في سوق الفضة هو أن صافي المراكز الطويلة ارتفع بشكل طفيف، مما يشير إلى أن هذا الصعود لا يستند إلى المضاربة، بل يعكس أسساً قوية تدعم ارتفاع الأسعار".
وقال الخبير المالي لدى منصة التداول "ترادو" نيكوس تزابوراس "يواجه ارتفاع الذهب مقاومة، إذ يسهم التقدم الدبلوماسي في غزة في تقليص تدفقات المستثمرين الباحثين عن الملاذات الآمنة بينما يضعف استمرار انتعاش الدولار الأميركي من قوة المعدن النفيس، مما يجعله عرضة للتراجع".
وأضاف "مع ذلك، لا يزال الاتجاه الصعودي قائماً، ولا تزال الطريق نحو أعلى مستوياته التاريخية مفتوحة على مصراعيها".
وحوم مؤشر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له في شهرين، مما جعل السبائك المقومة بالدولار أكثر كلفة للمشترين الأجانب.
وحقق المعدن الأصفر مكاسب تجاوزت 53 في المئة منذ بداية العام، وهو في طريقه لتسجيل أكبر مكسب سنوي منذ أزمة النفط عام 1979.
وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى، ارتفع البلاتين 0.1 في المئة إلى 1664.44 دولار. وصعد البلاديوم 2.1 في المئة إلى 1480.22 دولار ليسجل أعلى مستوى له في أكثر من عامين.