Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

 خليل الحية ورون ديرمر في صدارة المشهد التفاوضي لإنهاء حرب غزة

 يتمتع الحية بتعاطف كبير بعد محاولة اغتياله وفقدان أفراد من عائلته، بينما يتعرض الثاني لانتقادات واسعة ولا سيما من عائلات الرهائن

أحد شوارع شرم الشيخ المصرية التي تستضيف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل و"حماس" (أ ف ب)

ملخص

يترأس وفد "حماس" إلى المفاوضات في شرم الشيخ، خليل الحية، القيادي البارز الذي نجا الشهر الماضي من غارة إسرائيلية استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة، فيما يقود الوفد الإسرائيلي رون ديرمر، أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن ينظر إليه داخل إسرائيل على أنه مفاوض يفتقر إلى الكفاءة وأساليب الإقناع.

مع بدء المباحثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة "حماس" اليوم الإثنين لوقف الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة المدمر، يتولى رجلان بارزان قيادة وفدي الطرفين خلال هذه المحادثات الحاسمة، إذ يترأس وفد "حماس" خليل الحية، القيادي البارز الذي نجا الشهر الماضي من غارة إسرائيلية استهدفته في العاصمة القطرية الدوحة، فيما يقود الوفد الإسرائيلي رون ديرمر، أحد أقرب مستشاري رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لكن ينظر إليه داخل إسرائيل على أنه مفاوض يفتقر إلى الكفاءة وأساليب الإقناع، وفي ما يلي لمحة عن الرجلين اللذين يتصدران مشهد المفاوضات.

خليل الحية

يعد خليل الحية أحد أبرز قادة الحركة السياسيين في غزة، ويوصف بأنه شخصية براغماتية وحازمة في آن، وقد تولى قيادة "حماس" في القطاع المحاصر والمدمر بعد مقتل يحيى السنوار العام الماضي جنوب غزة، ويترأس وفدها المفاوض منذ عام 2014، ويعد الأقوى في المجلس القيادي الخماسي الذي يقود الحركة.
شغل الحية سابقاً منصب نائب رئيس الحركة في القطاع الفلسطيني، كما ترأس كتلتها البرلمانية بعد فوزها في الانتخابات التشريعية عام 2006 والتي لم تجر انتخابات بعدها.
ونجا الحية في التاسع من سبتمبر (أيلول) الماضي من محاولة اغتيال إسرائيلية في الدوحة أسفرت عن مقتل ستة أشخاص بينهم نجله ومدير مكتبه، وقد ظهر علناً أمس الأحد للمرة الأولى بعد الاستهداف الإسرائيلي، إذ بثت "حماس" عبر حسابها على منصة "تيليغرام" كلمة مصورة له قبل مغادرته مع أعضاء وفد حركته الدوحة متجهين إلى القاهرة للمشاركة في جولة المفاوضات.
وقال الحية "اليوم نحن نعيش في ظل ألم وعزة وكرامة، بفقدان آلاف من أبناء شعبنا من النساء والأطفال والشيوخ"، مضيفاً "لقد شرّفنا الله أن يكون من بينهم أبناؤنا وأحفادنا وإخواننا وأقاربنا، فنحن ننتمي إلى هذه الأسرة الكبيرة، أسرة الشعب الفلسطيني، وبخاصة أبناء غزة"، معتبراً أن غزة اليوم "تنوب عن الأمة بما تقدم وتجود بنفسها، وكل ما أراه كل يوم من قتل وجبروت ودمار ينسيني ألم فراق أحبابي وإخواني".


من حي الشجاعية

ولد الحية، وكنيته أبو أسامة، في حي الشجاعية شرق مدينة غزة في يناير (كانون الثاني) 1960 لعائلة محافظة ومتدينة، وتلقى تعليمه الجامعي في الجامعة الإسلامية في غزة، ونال شهادة الماجستير في جامعة بالأردن قبل نيله دكتوراه في الشريعة الإسلامية من إحدى جامعات السودان، وقد أمضى ثلاثة أعوام داخل سجن إسرائيلي في أواخر تسعينيات القرن الماضي بتهمة الانتماء لـ "حماس"، التي تصنفها الولايات المتحدة وإسرائيل والدول الأوروبية منظمة إرهابية.
وتعرض الحية لمحاولتي اغتيال في عامي 2007 و2014، وقتل عدد من أفراد عائلته بينهم ابنه البكر، كما فقد عدداً من أفراد عائلته في غارة جوية إسرائيلية خلال الأشهر الأولى للحرب التي اندلعت بعد هجوم "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
ويقول قيادي في "حماس" مقرب من الحية إن الأخير "يتمتع بذكاء وحكمة وهو قائد وسطي، هادئ جداً وحازم في قراراته ولا ينفعل بسرعة، ويحظى باحترام جميع أعضاء المكتب السياسي والقادة العسكريين"، مضيفاً أن الحية "تغلب عليه الجدية وهو ذو صبغة محافظة وعملي، لكنه ودود ويمكن أن يمازح الآخرين أحياناً".
وتربط الحية علاقات مميزة بالفصائل الفلسطينية وخصوصا ًحركة "الجهاد الإسلامي" وكذلك بـ "حزب الله" اللبناني وعدد من الدول العربية مثل قطر ومصر والجزائر، إضافة إلى علاقته المميزة مع إيران التي تعد داعماً رئيساً مالياً وعسكرياً للحركة، بحسب القيادي الذي فضل عدم ذكر اسمه.
ويقول المحلل السياسي ياسر أبو هين، وهو من جيران الحية، إن رئيس وفد "حماس" يعتبر مفاوضاً حكيماً وشرساً، وهو مثقف جداً ومرح في محيطه الاجتماعي، موضحاً أن خسارة الحية لأفراد من عائلته "أكسبته تعاطفاً قوياً وتضامناً فلسطينياً وعربياً وإسلامياً، باعتباره على قائمة المطلوبين لإسرائيل"، ومعتبراً أن محاولة اغتياله في الدوحة جعلت منه "أيقونة ورمزاً للنضال الفلسطيني".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

رون ديرمر

يعتبر كبير المفاوضين الإسرائيليين في محادثات شرم الشيخ، رون ديرمر، من المقربين لنتنياهو، غير أن عائلات الرهائن تنتقده بشدة وتصف أداءه في المفاوضات السابقة بأنه غير فعال.
ويبلغ ديرمر 54 سنة وهو من مواليد ميامي في الولايات المتحدة، وقد عينه نتنياهو في فبراير (شباط) الماضي لقيادة المفاوضات على رغم أنه شخصية غير معروفة لدى معظم الإسرائيليين، مما أثار انتقادات واسعة بسبب افتقاره إلى الخبرة العسكرية وندرة ظهوره في الإعلام العبري، وضعف إلمامه باللغة والثقافة.
ومنذ توليه المهمة لم ينجح في التوصل إلى أي اتفاق أو عملية تبادل مع "حماس"، لكن نتنياهو يراه الرجل المناسب لتحقيق تسوية تتماشى مع مصالح إسرائيل، قد وكتب ديرمر في الـ 27 من يوليو (تموز) الماضي عبر منصة "إكس"، "لن تتمكن أي قوة خارجية من السيطرة على غزة ما دام هناك 20 ألف إرهابي من 'حماس' يتجولون فيها"، معتبراً أن "هذه فرصة لوضع غزة على مسار مختلف يضمن الأمن لعقود مقبلة".


مهاجر تخلى عن جنسيته الأميركية

هاجر ديرمر، الأب لخمسة أولاد، إلى إسرائيل خلال التسعينيات وتخلى عن جنسيته الأميركية، ويوصف بأنه "وزير خارجية الأمر الواقع" لنتنياهو بفضل نفوذه الكبير، وفق المحللة السياسية غاييل تالشير، إذ يتولى إدارة العلاقة "الوحيدة التي تهم" رئيس الوزراء، أي مع الولايات المتحدة، وقد بدأت علاقتهما الوثيقة عام 2008 حين شارك في حملة نتنياهو الانتخابية، ثم أصبح مستشاره البارز وكاتب معظم خطاباته باللغة الإنجليزية،
وفي عام 2013 عُين سفيراً لإسرائيل لدى واشنطن حتى عام 2021، وأدى دوراً أساسياً في التوصل إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" لتطبيع العلاقات مع دول عربية.
وخلال حرب غزة كان ديرمر مشاركاً في قرارات عليا داخل الحكومة، وفق تقارير للإعلام العبري، واختاره نتنياهو في فبراير الماضي لقيادة مفاوضات الهدنة مفضلاً إياه على رئيسي جهازي الـ "موساد" ديفيد برنيع والـ "شاباك" رونين بار، نظراً إلى علاقاته الوثيقة مع إدارة ترمب وتماهيه مع رؤية رئيس الوزراء الإستراتيجية.
وبحسب تالشير فإن نتنياهو وديرمر "لا يعتبران أن الهدف الرئيس من المفاوضات هو استعادة الرهائن، بل الحفاظ على ما يريان أنه مصلحة إسرائيلية تتمثل في محاولة القضاء على 'حماس' واستمرار السيطرة العسكرية على غزة".
وأعلن نتنياهو أخيراً أن ديرمر سيغادر منصبه قريباً، لكن قبل ذلك سيتولى قيادة المفاوضات لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترمب والتي يفترض أن تؤدي إلى الإفراج عن الرهائن، مع ضمان أن تكون المرحلة التالية المتعلقة بانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة مخففة، وفق تالشير.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات