ملخص
أحدثت الطائرات من دون طيار تأثيراً كبيراً في تنفيذ الأنشطة الزراعية، إذ أصبحت أكثر فاعلية في زيادة الإنتاجية من خلال تعظيم الغلات، ووفرت عملية مسح محاصيل بسيطة في المزارع والحقول، وتجهز بعض الطائرات من دون طيار اليوم بكاميرات وأجهزة استشعار مدمجة ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) تجعلها ذاتية التشغيل عند التقاط الصور، وتعزز هذه الميزات التلقائية عمليات المسح الزراعي بصورة كبيرة.
تسللت الطائرات من دون طيار تدريجاً إلى حياتنا اليومية وأصبحت جزءاً منها، وها نحن نرى بأم العين كيف تُحطم هذه الطائرات الحواجز التقليدية بقوة، وتسيطر على عمليات الابتكار التكنولوجي.
وعلى مدار الأعوام القليلة الماضية، أثبتت الطائرات من دون طيار أنها حصن قوي وفعال في عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية، فهي توفر أداء فعالاً وخلال الوقت المناسب، ويمكنها تقديم خدماتها في ظروف صعبة يستحيل فيها على العمالة البشرية المناورة.
ولا ينحصر استخدام هذه الطائرات اليوم في المجال العسكري، إذ إنها باتت تستخدم ضمن قطاعات عدة وتسهم في إحداث نقلة نوعية في كل مجال يدخلها إليه الإنسان.
أساطيل طائرات الشرطة المسيرة
يستخدم اليوم أكثر من 1500 قسم شرطة في الولايات المتحدة الطائرات من دون طيار في عمليات البحث والإنقاذ، ومراقبة الفعاليات والحشود، ولأغراض أخرى.
على سبيل المثال، نجحت إدارة شرطة سكوتسديل داخل ولاية أريزونا العام الماضي في استخدام طائرة من دون طيار لتحديد موقع رجل مسن مفقود مصاب بالخرف، وتستخدم إدارة الشرطة نفسها الطائرات من دون طيار لأغراض مثل تتبع المشتبه فيهم أو توفير بث مرئي لضابط في نقطة تفتيش مرورية ينتظر الدعم.
صناعة الأفلام
يسهم اعتماد الطائرات من دون طيار في نقل صناعة الأفلام إلى مستوى جديد، إذ إنها توفر بدائل أكثر أماناً وأقل كلفة من التقنيات التقليدية، وحتى تتفوق على الكاميرات العادية.
يمكن استخدام الكاميرات الطائرة في الارتفاعات العالية مما يسهل التقاط الصور الجوية، واستبدلت بالفعل الطائرات من دون طيار بالرافعات وعربات النقل والرافعات اليدوية التي كانت تستخدم في البداية لالتقاط الصور من الارتفاعات العالية.
وأدى التقدم التكنولوجي إلى قيام الشركات ببناء طائرات من دون طيار قادرة على الصمود في ظروف مثل الطقس القاسي والحرارة العالية وحوادث التحطم.
توصيل الطلبات
روجت شركات التكنولوجيا خلال الأعوام الماضية لتصاميم مستقبلية لطائرة من دون طيار توصل طرداً إلى باب منزلك بعد ساعات قليلة من طلبك له، لكنها لم تنجح قط في توسيع نطاقها ليتجاوز المشاريع التجريبية الصغيرة، ويعود ذلك بصورة كبيرة إلى قواعد إدارة الطيران المتعلقة بمجال الرؤية.
إلا أن ذلك تغير خلال العام الماضي، عندما أعلنت شركة "أمازون" الأميركية أنها أظهرت لإدارة الطيران الفيدرالية في عروضها أن طائراتها من دون طيار يمكنها الطيران بأمان في نفس المجال الجوي الذي تحلق فيه المروحيات والطائرات ومناطيد الهواء الساخن.
وخلال مايو (أيار) من العام الماضي، أعلنت "أمازون" أن إدارة الطيران الفيدرالية منحت الشركة إعفاء وإذناً لتوسيع عملياتها داخل تكساس، بعد أكثر من عقد من بدء مشروع "برايم إير"، وبعدها خلال يوليو (تموز) الماضي أزالت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية عقبة أخرى بالسماح لشركتين وهما "زيبلاين" و"وينغ أفييشن" التابعة لـ"غوغل" بالتحليق في المجال الجوي نفسه في آن واحد من دون الحاجة إلى مراقبين بصريين.
من جهة ثانية، يتعاون مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) مع شركة "ماتيرنت" المتخصصة في الدراسات والتصاميم الخاصة بطائرات تسليم الطلبيات، في تسليم عينات دم إلى مالاوي، وضمنت عملية التسليم هذه باستخدام الطائرات من دون طيار فحص الأطفال وتلقيهم الأدوية الطبية خلال الوقت المحدد.
رسم الخرائط الجغرافية
أصبحت الطائرات من دون طيار أسهل تحليقاً وأقل كلفة نسبياً، مما أدى إلى زيادة كبيرة في استخدامها من قبل العاملين في المجال الجغرافي المكاني.
تلتقط هذه الطائرات الصور ومقاطع الفيديو التي توفر معلومات مباشرة للبحوث الجغرافية، وهي باتت أداة فائقة الأهمية في هذا المجال، لا سيما أن بعض الأنظمة الطبيعية تتطلب استخدام الطائرات من دون طيار لجمع المعلومات، بما في ذلك التغيرات التدريجية في الغطاء النباتي التي تحدث بمرور الوقت.
وستتطلب التغيرات الطبيعية الأخرى، مثل تآكل المناطق والكثبان الرملية والتغيرات التي تطرأ على المسطحات المائية والقنوات، استخدام الطائرات من دون طيار، ناهيك بأن الطائرات من دون طيار توفر ضماناً ضد الأخطار، وتتيح تقييم المناطق الخطرة من موقع آمن.
الزراعة
أحدثت الطائرات من دون طيار تأثيراً كبيراً في تنفيذ الأنشطة الزراعية، إذ أصبحت أكثر فاعلية في زيادة الإنتاجية من خلال تعظيم الغلات، ووفرت عملية مسح محاصيل بسيطة داخل المزارع والحقول.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتجهز بعض الطائرات من دون طيار اليوم بكاميرات وأجهزة استشعار مدمجة ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) تجعلها ذاتية التشغيل عند التقاط الصور، وتعزز هذه الميزات التلقائية عمليات المسح الزراعي بصورة كبيرة.
ووافقت إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية عام 2015 على أول طائرة من دون طيار تستخدم لرش المحاصيل من طراز "ياماها أر ماكس"، واستخدمت الطائرة لنقل الأسمدة والمبيدات الحشرية التي ترش على المحاصيل، وحققت نتائج ملموسة مقارنة بالجرارات التقليدية واليد العاملة، كما أنها خفضت الكلف، وقللت من خطر استنشاق المواد الكيماوية الزراعية وملامستها.
الأمن والمراقبة
أصبحت خدمات الطائرات من دون طيار اليوم واجهة لإعادة تأهيل قوات الأمن، إذ يمكنها الوصول إلى مناطق نائية بفعالية وتخطي العوائق التي قد تعوق العمليات الأمنية، فيما قدرتها على العمل على أسطح المنازل وفي مواقع جوية أخرى تجعلها مثالية للمراقبة المستمرة.
في المناسبات الكبرى، أضحت الطائرات من دون طيار عاملاً أمنياً رئيساً، إذ تجري مسحاً للمواقع وتنقل بيانات بالغة الأهمية عن المناطق التي تتطلب أولوية أمنية كبيرة، وتساعد هذه التقنيات أيضاً فرق الأمن في التعرف على مسارات وخطط الهرب ضمن حالات الكوارث.
إضافة إلى ذلك، صنعت بعض الشركات العالمية طائرات من دون طيار مثبتة، وهي أداة أمنية مهمة توفر رؤية شاملة بزاوية 360 درجة.
تتبع الكوارث والتخفيف من آثارها
إلى ذلك لا يمكن الاستهانة إطلاقاً بقدرة الطائرات من دون طيار على التخفيف من آثار الكوارث، وعلى سبيل المثال، تحدث بين الفينة والأخرى تسربات كيماوية في المنشآت الصناعية، وهي مواد كيماوية تشكل خطراً على الحياة، وفي هذه الحال تستطيع الطائرات من دون طيار الوصول إلى هذه المناطق التي تتطلب تدخلاً فورياً.
ويمكن لهذه الطائرات تقدير مدى الدمار الملاحظ في حال وقوع زلزال، وتستخدم أيضاً في مراقبة موقع الكارثة مع تقليل الأخطار على عمال الإغاثة، وأتاح التقدم التكنولوجي تركيب طائرات من دون طيار مزودة بأجهزة استشعار تستخدم لفحص خطوط الغاز ولمنع التسربات التي قد تؤدي إلى انفجارات.
