Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

منطقة المحيط الهندي مرشحة لاحتضان أخطر صراع نووي قادم

إيران والصين والهند وباكستان وفرنسا وروسيا هي الدول الست التي تتصارع على تقوية وجودها هناك

يعد المحيط الهندي مسرحاً مهملاً للتصعيد والصراع النووي (أن سبلاش)

ملخص

مع استمرار التوترات، يرى العلماء النوويون الأميركيون أن أية مواجهات عسكرية في الشرق الأوسط تحديداً تهدد بوصول التصعيد إلى منطقة المحيط الهندي من جديد.

حذرت الحكومة الإيرانية من أنها ستهاجم قاعدة المحيط الهندي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة.

طالب علماء ذرة وكتاب عالميون بارزون قادة العالم وصانعي القرار السياسي برؤية المحيط الهندي بأكمله كمنطقة مرشحة لاستضافة أخطر صراع نووي قادم في العالم، وأكدت الكاتبة نيتيا لابه في مقالة لها بهذا الخصوص نشرت عبر مواقع علمية عالمية أميركية، على ضرورة إعادة النظر في الأخطار النووية "خارج حدود البلاد" المتصارعة على النفوذ النووي هناك.

إذ لم يعد المحيط الهندي مجالاً هامشياً في السياسة النووية، بل إنه تحول خلال الأعوام القليلة الأخيرة إلى ساحة مركزية تتقاطع فيها الصراعات الإقليمية، ومقر لتنافس القوى العظمى في العالم على الردع النووي وبصورة متزايدة، وتقول لابه "على رغم ذلك لا يزال صانعو السياسات ينظرون إليه من خلال عدسات إقليمية مجزأة تحجب أخطار التصعيد".

منطقة شديدة التعقيد

ويرى علماء ذرة أميركيون آخرون أن المحيط الهندي قد يكون موطناً للأزمة النووية القادمة، "فهو وعلى رغم احتضانه ست دول نووية أو شبه نووية وخمس نقاط اختناق بحرية وأربع مناطق خالية من الأسلحة النووية و12 نزاعاً على السيادة، فإنه لا يزال غير مدروس بعناية في الخطاب النووي العالمي، وإذا لم تدر هذه المواجهات العسكرية بعناية، فقد تتفاقم إلى صراع نووي أوسع نطاقاً"، لذلك يعد المحيط الهندي مسرحاً مهملاً للتصعيد والصراع النووي.

أهم الدول المتنافسة

إيران والصين والهند وباكستان وفرنسا وروسيا هي الدول الست التي تتصارع على تقوية نفوذها هناك، إضافة إلى اللاعب الأبرز وهو الولايات المتحدة الأميركية، إلى جانب المملكة المتحدة التي تعد صاحبة السلطة المطلقة في منطقة أرخبيل تشاغوس حتى الآن، وذلك عبر قاعدة دييغو غارسيا العسكرية.

فرنسا وروسيا

هناك قوتان نوويتان فاعلتان أيضاً في المحيط الهندي وهما فرنسا وروسيا، إذ تحتفظ فرنسا بوجود دائم في المحيط الهندي عبر أراضيها الخاصة مثل لا ريونيون ومايوت، ويعمل نحو 7 آلاف عسكري فرنسي تحت مظلة القوات المسلحة لمنطقة جنوب المحيط الهندي، يقومون بمهام المراقبة ومكافحة القرصنة والاستجابة للكوارث والردع، كما تقوم الغواصات الفرنسية بدوريات في المنطقة كجزء من الوجود النووي البحري المستمر لباريس.

الوضع الروسي

على رغم أن روسيا لا تملك أراضي خارجية في المحيط الهندي، فإنها واصلت وتواصل السعي إلى إبرام اتفاقات الوصول البحري لتلك المنطقة مع دول مثل السودان ومدغشقر وموزمبيق وسيشل، وتجري روسيا مناورات بحرية مشتركة مع الصين وإيران والهند، وتنشر أحياناً غواصات ذات قدرات نووية عبر المحيط الهندي كجزء من موقفها الرادع العالمي.

وجه الخطورة

يرى هؤلاء العلماء أن وجه الخطورة في تعامل قادة العالم مع هذه المنطقة ينبع من كون الدراسات الحالية تحلل المحيط الهندي وفقاً لمناطقه الفرعية المختلفة، وهي شرق أفريقيا والشرق الأوسط وجنوب آسيا وجنوب شرقي آسيا وغيرها. ومشكلة هذا التقسيم الكبرى أنه "يعمي أعين صانعي السياسات عن الأخطار النووية في المنطقة وديناميكيات التصعيد"، لذلك دق هؤلاء العلماء ناقوس الخطر وطالبوا القوى العظمى بأن تعيد صياغة المنطقة بوصفها مسرحاً بحرياً واحداً متصلاً، وهذا من شأنه أن يمنح صانعي السياسات طريقة جديدة لتوقع هذه التهديدات وإدارتها في المستقبل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

هذا العام

وتقول لابه وهي وفق موقع نشرة علماء الذرة الأميركيين زميلة أكاديمية في المعهد الملكي للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" ومقره العاصمة البريطانية لندن، ومستشارة في مركز الحوار الإنساني، ويركز عملها على منع النزاعات البحرية والعابرة للحدود في آسيا "منذ بداية هذا العام وحده، هددت إيران بضرب قاعدة عسكرية أميركية في أرخبيل تشاغوس، وأجرت الصين مناورات بالذخيرة الحية قبالة سواحل أستراليا، وواجهت الهند وباكستان تصعيداً مفاجئاً في التوترات الحدودية امتد إلى المجال البحري"، مما يعني أن الصراع على النفوذ النووي في منطقة المحيط الهندي مرتبط كثيراً ويتدخل بالفعل في نزاعات عدة وأبرزها النزاع المعقد والتاريخي الذي تدور رحاه في منطقة الشرق الأوسط منذ عقود عدة.

في قلب التصعيد

وأظهرت التصعيدات الأخيرة بين إيران والولايات المتحدة أن منطقة المحيط الهندي البحرية تقع في قلب التصعيد الذي يدور في الشرق الأوسط خصوصاً وفي العالم عموماً، وعلى سبيل المثال للولايات المتحدة وجود قوي في قاعدة عسكرية واحدة في المحيط الهندي، وهي في جزيرة دييغو غارسيا بأرخبيل تشاغوس، وقد استخدمت هذه القاعدة تاريخياً في "مهام الردع" ضد إيران، وفي مارس (آذار) الماضي زادت واشنطن من انتشارها في "دييغو غارسيا" كجزء من حملة إشارات سياسية أدت لاحقاً إلى بدء الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.

وفق الموقع العلمي المذكور شملت هذه الزيادة في القوة حينها قاذفات "بي-52" و"بي-2" وناقلات "كي سي-135" وناقلات "سي-17"، وعلى رغم أن الهجوم الأميركي على إيران لم يبدأ في النهاية من قاعدة "دييغو غارسيا" فإن الجزيرة كانت بمثابة طعم لصرف الانتباه عن الهجوم الوشيك.

الرد على التهديدات

ورداً على التهديدات الأميركية المبكرة، حذرت الحكومة الإيرانية من أنها ستهاجم قاعدة المحيط الهندي بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة، على رغم ذلك لم ترد طهران على الضربة العسكرية إلا بتقييد عمليات التفتيش من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إذ أعلنت بريطانيا وفرنسا وألمانيا في الـ28 من أغسطس (آب) الماضي أن إيران "مخالفة جوهرياً" للاتفاق النووي، مما أطلق عداً تنازلياً لمدة 30 يوماً لـ"إعادة فرض العقوبات" عليها.

نزع فتيل الأزمة الإيرانية

والجدير ذكره أن إيران وقعت أخيراً وقبل أيام قليلة في العاصمة المصرية القاهرة اتفاقاً مع وكالة التفتيش الدولية لمراقبة أهم منشآتها النووية، مما قد ينزع فتيل الأزمة، ويبعد شبح العقوبات عن طهران فترة من الوقت.

وكان متخصصون حذروا سابقاً من أن فرض هذه العقوبات على إيران قد يشعل رداً انتقامياً لا يمكن السيطرة عليه من طهران، ولذلك ومع استمرار التوترات فإن العلماء النوويين الأميركيين يرون أن أي مواجهات عسكرية في الشرق الأوسط تحديداً تهدد بوصول التصعيد إلى منطقة المحيط الهندي من جديد.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير