Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مضادات الاكتئاب تعطى بالغلط لمن انقطع الطمث لديهن فتسوء حالاتهن

لا يعانين اضطرابات عقلية ولا تلائمهنّ أدوية علاج الكآبة، وتصنيفهن في تلك الخانة ليس ملائما

توقف العادة الشهرية يترافق طبيعياً مع أعراض بعضها نفسي ومن الخطأ معالجة من يعانينها بأدوية مضادة للاكتئاب (موقع "بالسهيدلاينز.كوم")

حذّر خبراء من وصف أدوية مضادة للاكتئاب للنساء في سنوات ما بعد انقطاع الطمث، ما يزيد حدّة الأعراض التي يعانينها ويقضي على ثقتهن بأنفسهن.

ووجدت دراسة جديدة أنّ ثلث النساء اللواتي يقصدن طبيب الصحة العامة لمعاناتهن من أعراض بعد انقطاع الطمث لديهن، يُعطَين أدوية مضادة للاكتئاب. واعتبرت 80 بالمئة من هؤلاء النساء أنّ هذه الأدوية علاج "غير مناسب" للأعراض التي يعانينها.

وبصورة عامة، يرجّح أن تشعر النسبة الأكبر من بين 3.4 مليون امرأة في المملكة المتحدة تتراوح أعمارهن بين 50 و64 عاماً، بأعراض عدّة في السنوات التي تلي توقف العادة الشهرية عندهن.

وتشمل تلك الأعراض خفقان القلب و"الهبّات الساخنة" والتعرق الليلي والأرق وآلام الرأس وجفاف ووجع الأعضاء التناسلية وتراجع الرغبة الجنسية والتهابات المسالك البولية المتكررة، إضافة إلى الشعور بالقلق وتقلّب المزاج والشعور بالحزن وصعوبة التركيز ومشاكل في الذاكرة.   

واكتشف استطلاع للرأي حمل عنوان "ما تريده النساء بعد انقطاع الطمث" وشمل 1.101 امرأة تتراوح أعمارهن بين 42 و55 عاماً في المملكة المتحدة، أنّ النساء صرن أكثر تردداً قبل الأقدام على استشارة الطبيب بسبب خوفهن من عدم تلقّي الدعم المناسب.

وأجمعت 84 في المئة من النساء تقريباً أن طبيبهن لم يعطهنّ إجابات وافية عن أسئلتهن، بينما عبّرت 3 من كل عشرة نساء عن رضاهن عن المساعدة التي حصلن عليها من أطبّائهن.

وكذلك ذكرت 40 في المئة من النساء إنهن لم يسعين إلى مقابلة طبيب طلباً للمساعدة في علاج أعراض ما بعد انقطاع الطمث، فيما تبيّن أن 9 من كل عشرة نساء في السنوات الأولى من تلك المرحلة، يرغبن في الحصول على خيار استعمال بديل طبيعي عن العلاج الهرموني الذي يعطى تعويضاً عن توقف جسم المرأة عن إفراز هرمون الـ"إستروجين" المرتبط مع انتظام العادة الشهرية.

وكذلك أوردت ماريون ستيوارت، خبيرة الصحة النسائية التي أجرت الاستطلاع، إن مسألة الخطأ في وصف أدوية مضادة للاكتئاب للنساء خلال مرحلة ما بعد توقف العادة الشهرية "مقلقة على مختلف الصعد" و" وهي مهينة حقاً".

وأضافت، "هذا ليس حلاً ولن يساهم في تعزيز ثقتهن بأنفسهن أو علاقاتهن مع الآخرين. وفي بعض الأحيان يمكن أن يزيد وضعهنّ سوءاً. تقصدنا أفواج من النساء اللواتي يقاسين الأمرّين دون تلقّي المساعدة الفعّالة".

"بما أنهن لا يعانين من مشاكل عقلية، ليس من المناسب إعطائهن أدوية مضادة للاكتئاب. ولا يساعدهن أن يوضعن في تلك الخانة. يخبرني بعض النساء أن حالتهن تسوء مع تناول الأدوية المضادة للاكتئاب، وبعضهن يقلن إنها لا تؤثر فيهن فعلياً. وتظهر الدراسات أن الأدوية المضادة للاكتئاب غير فعّالة  في علاج أعراض ما بعد انقطاع العادة الشهرية".

"في كلّ أسبوع، تقصدني نساء في عمر ما بعد توقف الطمث، تراودهن رغبة في الانتحار نتيجة لذلك الأمر. وبعد بلوغهن منتصف العمر، يراود النساء إحساس بأنهن مجرد ظل للمرأة التي كنّ عليها في السابق، ويشعرن بأن حياتهن انتهت. وإحدى النساء التي تراودها حالياً أفكار انتحارية أُعطيت من جديد مضاداً للاكتئاب لكنه لا يؤثر في حالتها بشيء. حتى أنّ الأطبّاء أنفسهم لا يتلقّون المساعدة ولا تُسدى إليهم النصائح المتعلقة بسن ما بعد انقطاع الطمث. وكذلك يقرّون بوجود نقص في تثقيفهم حول هذا الموضوع، ولذا لا يسعهم مساعدة النساء. وكذلك فإنهم ليسوا مثقفين بما يكفي كي يسعوا بأنفسهم لاكتساب تلك المعرفة".

وذكرت السيدة ستيوارت المتخصصة في شؤون مرحلة ما بعد انقطاع العادة الشهرية وإجمالي الصحة الهرمونية، إنها تحدثت أخيراً إلى طبيب صحة عامة اعترف لها أنه "لا يفقه شيئاً" حول مساعدة النساء خلال عمر ما بعد انقطاع الطمث.

وفي رأي السيدة ستيورات، ربما يزيد النقص الحالي في العلاجات الهرمونية مشكلة وصف الأطباء لأدوية الاكتئاب.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضافت، "عندما لا يستطيع الطبيب وصف علاج هرموني بسبب عدم توفره، مع ملاحظة أنه كان معتمداً دوماً كدواء لأعراض انقطاع  الطمث، فسيبحث الطبيب عن أشياء أخرى يستطيع أن يقدّمها بدلاً عنه". 

وبصورة عامة، أصبح من الصعب الحصول على العلاجات الهرمونية منذ نهاية العام الماضي حين اضطُرّ بعض المصنّعين إلى إيقاف إنتاجهم للّصقات الهرمونية على خلفية مشاكل في التوريد بدأت في الصين. وبالتالي، حدث ارتفاع في الطلب على بدائل أصبحت بدورها نادرة.

وكشف استطلاع رأي شمل الصيادلة أخيراً، عن أن معظمهم يعانون من نقص في جميع أصناف الأدوية المهمة. ووجد أنّ 84 في المئة يعانون من أجل الحصول على أدوية هرمونية بديلة.

وفي مقلب آخر من الصورة، ذكرت الدكتورة لويز نيوسن، وهي طبيبة صحة عامة واختصاصية في سن ما بعد الطمث، إنه "غالباً ما يؤدي الانخفاض في مستويات إفراز الدماغ لهرموني الاستروجين والبروجستيرون، في مرحلة ما بعد توقف العادة الشهرية، إلى ظهور أعراض مثل تردّي المزاج وتراجع الحوافز الشخصية وازدياد القلق وسوء النوم. وتُشخص حالات كثيرة لدى النساء بوصفها اكتئاب مرضي، لكن ذلك يكون تشخيصاً مغلوطاً. وأظهرت دراسة جديدة أجرتها منظمة "نيوسين هيلث" غير الحكومية، وأنا انتمي إليها، وشملت 3000 امرأة تقريباً، أنّ 66 في المئة منهنّ إما عُرضت عليهن أو أعطين أدوية مضادة للاكتئاب لا تناسب حالاتهن، من أجل علاج تردّي المزاج المرتبط بمرحلة ما بعد انقطاع الطمث". 

"إنّ قواعد التعاطي مع تلك المرحلة واضحة جداً، وتنصّ على عدم إعطاء الأدوية المضادة للاكتئاب كحلٍّ أول لتردّي المزاج المرتبط بما بعد انقطاع الطمث، لأن الدلائل لا تشير إلى أنها ستساعد في علاج الأعراض. وأظهرت الدراسات أن إعطاء المرأة علاجاً هرمونياً في مرحلة ما قبل حلول سنوات توقف العادة الشهرية، يمكنه أن يقلص احتمالات إصابتها بالاكتئاب السريري. وأوردت كثيرات ممن يتلقين حاضراً علاجاً هرمونياً، بعد أن كن يتناولن مضادات الاكتئاب بشكل خاطئ في السابق، أن أعراض الاكتئاب لديهن تتراجع إلى درجة أنهن يستطعن التقليل من جرعات الدواء المضاد للاكتئاب، وغالباً التوقف عن تناوله".

وأظهرت الدراسات الصادرة عن منظمة الرعاية الصحية "نوفيلد هيلث" أنّ امرأة من كل 4 نساء تعاني أعراضاً تسبب لها الوهن ويمكن أن تدوم 15 سنة، بعد انقطاع العادة الشهرية لديهن.

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من صحة