ملخص
جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة الماضي، تهديداته بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يُحرز تقدم نحو تسوية سلمية في أوكرانيا خلال أسبوعين.
ارتفعت أسعار النفط اليوم الإثنين وسط مخاوف من تعطل إمدادات النفط الروسية جراء احتمال فرض عقوبات أميركية جديدة، والهجمات الأوكرانية على البنية التحتية للطاقة في روسيا.
ارتفعت العقود الآجلة لخام "برنت" 39 سنتاً أو 0.6 في المئة لتصل إلى 68.12 دولار في حين زادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 42 سنتاً أو 0.7 في المئة إلى 64.08 دولار.
وقال رئيس قسم إستراتيجيات السلع الأولية في "ساكسو بنك" أولي هانسن، "تشعر السوق ببعض القلق من تعثر مفاوضات السلام (بين روسيا وأوكرانيا)".
وأضاف "تتوقع السوق أن يتجاوز العرض الطلب خلال أشهر الخريف، لكن على المدى القصير، يواجه ذلك تحدياً بسبب الاضطراب الجيوسياسي المحتمل".
وجدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجمعة الماضي، تهديداته بفرض عقوبات على روسيا إذا لم يُحرز تقدم نحو تسوية سلمية في أوكرانيا خلال أسبوعين.
تسوية تفاوضية مع أوكرانيا
وقال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس أمس الأحد إن روسيا قدمت "تنازلات كبيرة" نحو تسوية تفاوضية في حربها مع أوكرانيا.
ووفقاً لمسؤولين روس، شنت أوكرانيا هجوماً بطائرات مسيرة على روسيا أمس، مما أدى إلى انخفاض حاد في قدرة مفاعل بإحدى أكبر محطات الطاقة النووية في روسيا، وأشعل حريقاً هائلاً في محطة "أوست لوغا" لتصدير الوقود.
وإضافة إلى ذلك، استمر حريق في مصفاة "نوفوشاختينسك الروسية" جراء هجوم أوكراني بالطائرات المسيرة لليوم الرابع على التوالي، وفقاً لما ذكره القائم بأعمال حاكم المنطقة.
وتصدر المصفاة غالبية إنتاجها، وتبلغ طاقتها الإنتاجية السنوية 5 ملايين طن من النفط، أي ما يعادل حوالي 100 ألف برميل يومياً.
وقالت وزارة الطاقة في قازاخستان اليوم إن صادرات النفط عبر ميناء "أوست لوغا" الروسي مستمرة ولم تنقطع بسبب هجمات أوكرانية بطائرات مسيرة على محطة التصدير الرئيسة.
اجتماع "أوبك+" في سبتمبر
وقال هانسن إن تراجع تحالف "أوبك+" عن سلسلة خفوض الإنتاج خفف من حدة المخاوف في شأن انقطاع الإمدادات الروسية، بعدما أدت القرارات الأحدث للمجموعة إلى ضخ ملايين البراميل الإضافية إلى السوق.
ومن المقرر أن تجتمع ثماني دول أعضاء من مجموعة مصدري النفط في السابع من سبتمبر (أيلول) المقبل، إذ من المقرر أن توافق هذه الدول على زيادة جديدة في الإنتاج.
وزاد إقبال المستثمرين على المخاطرة بعدما أشار رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي جيروم باول الجمعة الماضي إلى احتمال خفض أسعار الفائدة في اجتماع البنك المركزي الأميركي الشهر المقبل.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقالت المحللة الكبيرة للسوق في شركة الوساطة "فيليب نوفا"، بريانكا ساشديفا، إنه على رغم ذلك، يبدو أن أسعار الخامين القياسيين للنفط تفتقر إلى الزخم، مضيفة أن الأسواق تبدو مقتنعة بصورة متزايدة بأن الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب ستؤثر في النمو الاقتصادي.
في سياق ذي صلة، نقلت وكالة "تاس" عن سفير إيران لدى روسيا كاظم جلالي قوله في تصريحات نشرت اليوم الأحد إن إيران تأمل أن تبدأ قريباً إمدادات الغاز الروسي إليها عبر أذربيجان، بعدما حُلت معظم القضايا العالقة في المفاوضات مع شركة "غازبروم".
توريد الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى إيران
ونسبت تاس إلى جلالي قوله "نأمل أن يحدث ذلك قريباً، نجري حالياً مفاوضات مع ’غازبروم‘، وحُلت معظم القضايا بالفعل، لكن لا بد من التوصل إلى تفاهم في شأن السعر، وإذا حُسمت هذه المسألة، فسيطلق كل شيء".
وكانت موسكو وطهران توصلتا في أبريل (نيسان) الماضي إلى اتفاق يقضي بتوريد 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي، بعدما وقعت "غازبروم" عام 2024 مذكرة تفاهم مع الشركة الوطنية الإيرانية للغاز لتوريد الغاز عبر خطوط الأنابيب إلى إيران، من دون الكشف حينها عن المسارات المحتملة للخط.
وتأتي هذه الخطوة في ظل توطيد موسكو علاقاتها مع طهران منذ اندلاع الحرب الروسية في أوكرانيا، إذ وقع الطرفان معاهدة شراكة إستراتيجية في يناير (كانون الثاني) الماضي.
ويرزح البلدان تحت وطأة العقوبات الغربية، فيما تراجعت صادرات روسيا من النفط والغاز إلى أوروبا بصورة حادة، ولروسيا تاريخ طويل من التعاون مع إيران، من أبرز محطاته مشاركتها في بناء مفاعل بوشهر النووي في جنوب البلاد، وهو أول مفاعل نووي إيراني.