Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أجهزة قابلة للارتداء... ثورة في عالم الصحة

حققت تقدماً مهماً عبر الدور الذي تلعبه بتتبع عناصر معينة بما يسمح تجنب مشكلات خطرة يمكن التعرض لها إضافة إلى قدرتها على تحسين إدارة أمراض مزمنة

أصبحت الساعات الذكية صديقة كثر يعتمدون عليها للحفاظ على اللياقة أو لتتبع الحالة الصحية (رويترز)

ملخص

الساعات والأساور الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وتلك التي تتتبع مستويات السكر في الدم ومستوى ضغط الدم وعدد ساعات النوم، وأيضاً أجهزة تتبع ضربات القلب، والنظارات الذكية، وغيرها من الأجهزة المماثلة، أصبحت في متناول الجميع بما يسمح بتجنب مشكلات صحية خطرة يمكن التعرض لها واستباقها بوسائل كثيرة.

في الأعوام الأخيرة، ترافق التطور الكبير الحاصل في العالم الرقمي، وعلى مستوى التكنولوجيا، مع ابتكار أجهزة كثيرة قابلة للارتداء. أصبحت تلك الأجهزة تؤدي دوراً مهماً في الحفاظ على الصحة والمساهمة في تجنب مشكلات خطرة يمكن التعرض لها. الساعات والأساور الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية، وتلك التي تتتبع مستويات السكر في الدم ومستوى ضغط الدم وعدد ساعات النوم، وأيضاً أجهزة تتبع ضربات القلب، والنظارات الذكية، وغيرها من الأجهزة المماثلة، أصبحت في متناول الجميع بما يسمح بتجنب مشكلات صحية خطرة يمكن التعرض لها واستباقها بوسائل كثيرة، إذ يكفي تتبع أولى العلامات التي تنذر بالخطر ليكون من الممكن استباق أي مشكلة خطرة يمكن أن تودي بحياة كثر. ومما لا شك فيه أن التكنولوجيا القابلة للارتداء تقدم اليوم عملاً رائعاً في المجال الصحي، وأصبحت تشكل سلاحاً فاعلاً في مواجهة الأمراض عبر مراقبة الصحة على مدى الساعة، على رغم الجدل الحاصل بين المتخصصين حول مدى دقتها.

 

أساور وساعات اللياقة الذكية

هي أجهزة تعمل بواسطة مستشعرات تجمع بيانات ترتبط بعدد خطوات من يرتديها ومعدل ضربات القلب وأنماط النوم ومستويات الأوكسيجين، وهي أجهزة قادرة على تتبع عناصر تتعلق باللياقة البدنية والصحة في الوقت نفسه، وذلك عبر تتبع العناصر كافة التي تتعلق بالنشاط البدني والصحة من خلال تلقي الاستشعارات، فهي تستند إلى النشاط اليومي للفرد بصورة أساسية، إلى جانب كونها تسمح بتتبع عناصر معينة ترتبط بصحته، انطلاقاً من ذلك قد تؤدي دوراً في الحفاظ على الرشاقة من جهة، إلى جانب دورها على المستوى الصحي، لكن من المشكلات الأساسية التي لهذا النوع من الأجهزة كون عمر البطارية فيها قصير نسبياً بسبب الوظائف المتعددة التي لها.

في ما يتعلق بمراقبة اللياقة البدنية وتتبعها، تعمل الساعات والأساور الذكية على تتبع عدد الخطوات والمسافة والسعرات الحرارية التي يحرقها الفرد خلال النهار، في الوقت نفسه تقيس هذه الساعات معدل ضربات القلب باستمرار وتراقب جودة النوم، وأحياناً يتميز بعضها بالقدرة على مراقبة مستويات الأوكسيجين في الدم ودرجات الحرارة وحتى وظائف القلب أحياناً، وهذا ما يجعلها من الأجهزة المهمة لمراقبة الصحة.

أما الأساور الذكية فتبدو أكثر بساطة من الساعات الذكية، وتركز بصورة أساسية على تتبع اللياقة البدنية وساعات النوم، كما أنها تختلف من ناحية الشكل لأنها تمتاز بتصميم نحيف وشاشة صغيرة بالمقارنة مع تلك التي للساعة الذكية، لكن على رغم أهمية الدور الذي تؤديه الساعات والأساور الذكية في هذا المجال، ثمة جدل حول دقتها بين المتخصصين، كذلك فإن دراسات أشارت إلى أن المواد التي تصنع منها الأساور المطاطية والسيليكونية قد تكون كيماوية ضارة وتحوي مواد مسرطنة، وقد تتسرب إلى الجلد وتؤثر في الصحة.

في المقابل، تبين أن مراقبة معدل ضربات القلب والنشاط البدني باستخدام الأجهزة الذكية القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية والسوار الذكي لها أهمية طبية واضحة بحسب ما أثبتت دراسة نشرت في مجلة "نيتشر ميديسن". وفي الدراسة جمعت هذه الأجهزة بيانات عن استجابة المرضى لدواءين وصفا كجزء من التجربة، وتبين أنه مع الاستخدام المتزايد للأجهزة القابلة للارتداء في الحياة اليومية لمراقبة النشاط البدني والحالة الصحية، هناك مساهمة إيجابية في الرعاية الروتينية للمرضى. وتبين في الدراسة أن الأجهزة القابلة للارتداء كان لها تأثير معادل للاختبارات القياسية في المستشفيات والتجارب على البشر التي تتطلب، في المقابل، مزيداً من الوقت والجهد من الموظفين، إضافة إلى ما تتطلبه من موارد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أجهزة مراقبة السكر

تتوافر أجهزة مراقبة السكر القابلة للارتداء لمراقبة مستويات الغلوكوز بصورة متواصلة باستخدام المستشعرات تحت الجلد، وهي تسمح بقياس مستويات السكر في الدم ومراقبة مستوياتها على مدى الساعة وطوال ساعات اليوم، فترسل البيانات إلى الهاتف الذكي أو الكمبيوتر أو جهاز آخر. هذا ما يسمح بتتبع الحالة الصحية للمريض وإدارة مرض السكري، بصورة فضلى، بفضل تنبيهات تنذر بوجود مستويات سكر غير طبيعية في حال وجودها. بهذه الطريقة توفر الأجهزة وسيلة عملية بديلة للجهاز التقليدي الذي يتطلب الوخز المتكرر للإصبع، ومن ثم تقلل الشعور بالانزعاج، كما تسمح بتجنب مضاعفات مرض السكري عبر تتبع مستويات السكر على مدى الساعة، مع التنبيه بأي انخفاض أو ارتفاع في هذه المستويات، وبفضلها يمكن فهم تأثير الأطعمة والسلوكيات اليومية من رياضة وغيرها، على مستويات السكر، مما يسمح، أيضاً، بإدارة المرض المزمن بصورة فضلى بالتعاون مع الطبيب. علماً أنه تتوافر أنظمة المراقبة المستمرة، كما تتوافر أنظمة مراقبة عند الطلب في هذا النوع من الأجهزة، وكلها تساعد على تحسين جودة حياة مريض السكري بإشراف الطبيب، وتحسين القدرة على التحكم بالمرض وإدارته للمدى البعيد عبر ضبط النظام الغذائي والنشاط البدني وتعديل العلاج على هذا الأساس.

سماعات الأذن الذكية

تعتبر من الأجهزة المتطورة التي تعتمد على تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي والإنترنت، إضافة إلى المستشعرات، لتوفير وظائف متعددة مثل المساعدة على السمع، وتتبع الصحة واللياقة البدنية والترجمة الفورية والتحكم بالأوامر الصوتية وتحسين تجربة الاستماع بالكامل. وتتوافر الأجهزة المزودة بمساعدات رقمية وسماعات الأذن اللاسلكية المزودة بتقنيات لمس ذكي والمعينات السمعية الطبية الذكية. وفي وظيفة تتبع الصحة والحفاظ عليها تسمح هذه السماعات بتتبع معدل ضربات القلب وتتبع النشاط، إضافة إلى كونها تساعد على التنبيه من السقوط ومن أزمة صحية يمكن أن تحصل، في الوقت نفسه توفر بيانات دقيقة حول النشاط البدني والصحة عامة بصورة تسمح باكتشاف الأمراض في مرحلة مبكرة، أما في وظيفتها في المساعدة على السمع فتعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الصوت وجعله أكثر وضوحاً، وتخصيص تجربة الاستماع لمستخدمها، مع تعديلات مخصصة تجرى تلقائياً، كما لهذه السماعات الذكية ميزة الترجمة الفورية للغات عدة مما يسهل عملية التواصل، ومع الاتصال بالإنترنت توفر معلومات وتجيب عن أسئلة متنوعة منها حال الطقس.

النظارات الذكية

تدمج النظارات الذكية بين العالمين المادي والرقمي عبر توفير وظائف معينة مثل عرض المعلومات الرقمية في مجال رؤية المستخدم بالاعتماد على الواقع المعزز والتصوير وعملية التنقل، وهي تقنية تعرض المحتوى الرقمي وتدمجه مع العالم الحقيقي مما يوفر تجارب تفاعلية متقدمة في مجالات عدة كالعمل والترفيه والمساندة في الحالات الطبية، وهي تستخدم غالباً الصوت والتحكم باللمس والاتصال اللاسلكي.

ومن الوظائف الطبية التي للنظارات الذكية مساعدة الأشخاص الذين يعانون مشكلات بصرية مثل الضمور البقعي، فهي أجهزة مبتكرة تستخدم الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية لتزويد المكفوفين ومن يعانون ضعفاً في النظر بالمعلومات الحسية عن محيطهم، مما يساعدهم على التنقل والتمتع بالاستقلالية. وتعمل النظارات على تحليل البيئة المحيطة وتحديد العوائق وقراءة النصوص وتوفير التوجيهات عبر إشارات صوتية أو اهتزازات لمسية كبديل للعصا، علماً أنها تستخدم كاميرات ومستشعرات لتحليل البيئة المحيطة. ويقوم الذكاء الاصطناعي بمعالجة البيانات المرئية لتحديد أنواع الأجسام والقراءات والمسارات الآمنة وإشارات المرور. ويتم تحويل المعلومات إلى تنبيهات صوتية أو إشارات لمسية، ترسل إلى المستخدم عبر واجهة مخصصة على رأسه أو بصورة اهتزازات. بهذه الطريقة ترشد النظارة المستخدم لتجنب العقبات وتحديد المسارات الآمنة، وتنبيهه عند وجود درجات سلم أو كراسي قريبة، وتستطيع قراءة المستندات والكتب واللوحات وتحويلها إلى نصوص مسموعة، وفي أنواع معينة يمكن للنظارة التعرف إلى وجوه الأشخاص المعروفين لدى المستخدم وإبلاغه بأسمائهم عند اقترابهم.

اقرأ المزيد

المزيد من صحة