ملخص
تراجع إنتاج الغاز إلى أدنى مستوى في تسعة أعوام عند 4.16 مليار قدم مكعبة يومياً بالربع الثاني من 2025.
كشف بيانات حديثة عن انخفاض كبير في إنتاج مصر من النفط يصل إلى أدنى مستوى له منذ أوائل ثمانينيات القرن الماضي، وذلك في الربع الثاني من عام 2025 عند مستوى 513 ألف برميل يومياً.
ووفق حسابات أجرتها منصة أخبار الطاقة "ميس" بناء على البيانات الصادرة عن وزارة البترول المصرية، فإن هذا الانخفاض يؤثر سلباً في مصدر رئيس لإيرادات الدولة، ويجبر البلاد على الاعتماد بشكل أكبر على واردات النفط لتغطية الاستهلاك المحلي.
يأتي هذا تزامناً مع تراجع إنتاج الغاز، الذي انخفض إلى أدنى مستوى له خلال تسعة أعوام عند 4.16 مليار قدم مكعبة يومياً في الربع الثاني.
وقبل أيام، نفت وزارة البترول والثروة المعدنية المصرية ما تردد حول توقيع اتفاق جديد مع إسرائيل لاستيراد الغاز حتى عام 2040، مؤكدة أن ما حدث هو تعديل لاتفاق سابق موقّع في عام 2019، وليس صفقة جديدة كما أشيع.
وأوضحت الوزارة أن التعديل يهدف إلى تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة وتنويعها، ضمن خطة مصر للتحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
ووفق بيانات حديثة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تراجعت واردات مصر من منتجات البترول بنسبة بلغت نحو 20.3 في المئة خلال مايو (أيار) الماضي، مما تسبب في انخفاض فاتورة الواردات المصرية.
وقالت وزارة البترول المصرية إن الحكومة وقعت خلال السنوات الماضية اتفاقات عدة مع دول أخرى مثل قبرص لتوريد الغاز الطبيعي، بهدف تحقيق التوازن بين الاستهلاك المحلي والتصدير، مشيرة إلى أن تعديل الاتفاق مع إسرائيل يندرج ضمن استراتيجية طويلة المدى لتأمين حاجات البلاد من الغاز حتى عام 2040.
إنتاج شركة "أباتشي الأميركية" يتراجع
وفق البيانات انخفض إنتاج شركة "أباتشي الأميركية" من النفط في مصر بنسبة ثلاثة في المئة على أساس ربع سنوي ليصل إلى أدنى مستوى له منذ 17 عاماً عند مستوى 124 ألف برميل يومياً في الربع الثاني، مع إعلان الشركة أن معدلات الإنتاج ستظل مستقرة حتى نهاية العام.
لكن في المقابل، سجلت شركة "فالكو" زيادة بلغت نسبتها سبعة في المئة على أساس فصلي في الإنتاج ليصل إلى 10.9 ألف برميل يومياً.
وحفرت الشركة ست آبار خلال الربع وستبدأ الإنتاج من ثلاثة منها هذا الربع، وعلى رغم الارتفاع أبقت شركة "فالكو" تقديراتها للإنتاج الإجمالي للعام بأكمله ما بين 9.8 و11 ألف برميل يومياً.
وأدى انخفاض إنتاج النفط إلى تراجع إنتاج المكثفات أيضاً، إذ تراجع إنتاج المكثفات في البحر المتوسط بنسبة أربعة في المئة على أساس ربع سنوي ليصل إلى نحو 30 ألف برميل يومياً.
ومع هذه البيانات، فإن قطاع التكرير يعاني أيضاً، إذ بلغ متوسط إنتاج المصافي 490 ألف برميل يومياً خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام، وهو ما يغطي نحو 56 في المئة فقط من طاقة وحدة تقطير النفط الخام في البلاد البالغة 875 ألف برميل في اليوم، علاوة على أن إنتاج المصافي البالغ 493 ألف برميل يومياً لم يوفر سوى 64 في المئة من الطلب المحلي، مع عجز إنتاج البنزين والديزل عن تغطية الاستهلاك.
لكن الطلب على المازوت زاد بشكل كبير، إذ قفز حجم الاستهلاك بنسبة 36 في المئة على أساس سنوي ليبلغ 101 ألف برميل يومياً في الأشهر الخمسة الأولى من العام. وتضاعفت واردات المازوت الصافية، بعدما سجلت ارتفاعاً بنسبة 156 في المئة لتصل إلى 55 ألف برميل يومياً، وذلك وفق البيانات الصادرة عن مبادرة بيانات المنظمات المشتركة "جودي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ومن المتوقع أن تتراجع واردات البلاد في الأشهر المقبلة، إذ تستفيد مصر من وحدات التغييز العائمة الأربع لزيادة واردات الغاز الطبيعي المسال، مع إلغاء الهيئة المصرية العامة للبترول سبع شحنات مازوت بلغت نحو 2.2 مليون برميل هذا الشهر.
وقبل أسابيع، أجبرت الاضطرابات في إمدادات الغاز الطبيعي الإقليمية، لا سيما توقف إمدادات الغاز من إسرائيل آنذاك، البلاد على الاعتماد بشكل أكبر على واردات المازوت لتلبية حاجات محطات الكهرباء خلال ذروة الطلب الصيفي.
مصر تستورد 130 مليار متر مكعب إضافية
قبل أيام، أشارت تقارير محلية إلى أنه من المقرر أن تستورد مصر 130 مليار متر مكعب إضافية من الغاز الطبيعي الإسرائيلي بموجب اتفاق معدل مع شركاء حقل "ليفياثان"، في صفقة بقيمة 35 مليار دولار تمتد حتى عام 2040، ويستند الاتفاق المعدل إلى عقد أبرم عام 2019 بين شركة "بلو أوشن إنرجي" وشركاء حقل "ليفياثان شيفرون" و"ريشيو إنرجيز".
وكشف بيان صحافي حينها عن أن الكميات الجديدة ستضاف على مرحلتين، 20 مليار متر مكعب تورد بشكل مبدئي بمجرد أن تكمل شركة خطوط الغاز الطبيعي الإسرائيلية الجزء البحري من خط أنابيب "أشدود – عسقلان"، ويكمل مطورو حقل ليفياثان مشروع خط الأنابيب الثالث، مما يرفع الصادرات اليومية إلى 6.7 مليار متر مكعب سنوياً. فيما يتوقع أن ترفع زيادة ثانية قدرها 110 مليارات متر مكعب الصادرات اليومية إلى 12.9 مليار متر مكعب سنوياً بدءاً من عام 2029.
وزود حقل "ليفياثان" مصر بما يصل إلى 23.5 مليار متر مكعب من الغاز منذ بداية إنتاجه عام 2020، وذلك بموجب اتفاق أبرم عام 2019 لتوريد 60 مليار متر مكعب (4.5 مليار متر مكعب سنوياً) بحلول أوائل العقد الرابع من القرن الحالي.
ويتوقف هذا الاتفاق على قرار الاستثمار النهائي في شأن توسعة حقل "ليفياثان"، وتوقيع اتفاق نقل مع شركة الغاز الإسرائيلية لخط أنابيب "نيتسانا" إلى مصر في غضون من شهرين إلى ثمانية أشهر.
بالحديث عن الغاز الإسرائيلي، استوردت مصر 890 مليون قدم مكعبة يومياً من الغاز الطبيعي من إسرائيل في يوليو (تموز) الماضي، وهو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر، كما يمثل زيادة قدرها 59 في المئة على أساس شهري، وفقاً لبيانات "ميس".
وفي حين أن التدفقات لم تعد بعد إلى مستوى المليار قدم مكعبة يومياً، فإن استهلاك يوليو الماضي يتطابق مع المستويات المسجلة في الشهر ذاته من العام الماضي.