ملخص
ارتفع متوسط تقديرات أرباح أسهم التكنولوجيا في الأسواق الناشئة خلال الـ12 شهراً المقبلة بنسبة 15 في المئة منذ بداية العام.
تتجه صناديق الأسواق الناشئة إلى الاستفادة من موجة الذكاء الاصطناعي، إذ يتوقع بعض المستثمرين أن الإنفاق المزدهر على التكنولوجيا سيعمل على دفع العائدات لأعوام مقبلة.
وتشرع صناديق الأسواق الناشئة في الانتفاع بـ"جنون الذكاء الاصطناعي"، إذ يرى بعض المستثمرين أن الإنفاق المتنامي على التكنولوجيا سيظل دافعاً للعوائد لعقود مقبلة.
وتدفع نجاحات مثل "ديب سيك" الصينية في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي فعالة من حيث الكلفة، إلى جانب قوة عمالقة أشباه الموصلات الآسيوية، مديري الأصول مثل "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنت" و"جي آي بي لإدارة الأصول" إلى تكثيف استثماراتهم في أسهم الذكاء الاصطناعي.
وقالت رئيسة قسم أسهم الأسواق الناشئة في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنت"، أليسون شيمادا، التي تشرف على استثمارات بقيمة 611 مليار دولار، لـ"بلومبيرغ"، "قد يستمر هذا التوجه من 10 إلى 20 عاماً قادمة، وسيكون تأثيره في السكان المحليين في الأسواق الناشئة تحولياً".
قصة الذكاء الاصطناعي من منظور أرباح الشركات
وبينما ركزت موجة الاستثمار في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على عدد قليل من شركات وادي السيليكون، فإن شركات الأسواق الناشئة القادرة على تسخير هذه التقنية أو توفير مكونات أساسية تستفيد منها، فعلى سبيل المثال، أصبحت خوادم الذكاء الاصطناعي المحرك الرئيس لنمو شركة "هون هاي" للصناعات الدقيقة التايوانية، المعروفة باسم "فوكسكون".
والمساهمين الرئيسين في مؤشر "بلومبيرغ" للأسهم الناشئة هذا العام هم شركات "تايوان لتصنيع أشباه الموصلات"، و"تينسنت القابضة المحدودة"، و"علي بابا"، و"سامسونغ"، و"أس كيه هاينكس"، و"شاومي"، إذ شكلوا مجتمعين 37 في المئة من ارتفاع المؤشر.
وتفوقت أسهم الأسواق الناشئة المعرضة بصورة كبيرة للذكاء الاصطناعي على ما يسمى "شركات التكنولوجيا العملاق السبع الرائعة" ((Magnificent 7 حتى الآن هذا العام، وفقاً لاستراتيجيي الأسهم في "سيتي غروب إنك".
وقال مدير المحفظة المشارك لأسهم الأسواق الناشئة العالمية لدى "جي آي بي" لإدارة الأصول ومقره لندن، كونال ديساي "لا يمكنك الاستثمار في الأسواق الناشئة من دون أن يكون لديك وجهة نظر متفائلة في شأن ما يمكن أن تتطور إليه قصة الذكاء الاصطناعي من منظور أرباح الشركات".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف ديساي، أن تايوان وكوريا الجنوبية ستكونان "محركين رئيسين" لسوق الأسواق الناشئة خلال العامين أو الثلاثة أعوام المقبلة، مع تحقيق ماليزيا والصين والهند وأجزاء من أميركا اللاتينية والشرق الأوسط "مكاسب غير متناسبة" بفضل تأثرها ببيانات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
واستثمر صندوقه في أسهم الذكاء الاصطناعي خلال الانخفاضات الأخيرة في السوق، متوقعاً أن يأتي ثلث عوائد الأسواق الناشئة من الأسهم المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في الأعوام المقبلة.
هل سيستمر الزخم في تبني الذكاء الاصطناعي؟
تقول "بلومبيرغ"، إن هناك دلائل على استمرار هذا الزخم مع تسارع تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات، بما في ذلك الحوسبة السحابية والمركبات الكهربائية.
وارتفع متوسط تقديرات أرباح أسهم التكنولوجيا في الأسواق الناشئة خلال الـ12 شهراً المقبلة بنسبة 15 في المئة منذ بداية العام، مقارنة بنسبة ستة في المئة لأسهم الأسواق الناشئة عموماً.
وقال الاستراتيجي في الأسواق الناشئة لدى "يو بي أس" لإدارة الثروات العالمية، شينغتشن يو، "من المتوقع أن تزداد حصة الذكاء الاصطناعي من حيث الأداء من الآن فصاعداً... إن صعود الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا ينشئ مستوى جديداً من النمو طويل الأمد، لا سيما في شمال آسيا".
لكن الشركات العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات، التي تعتمد بصورة كبيرة على الذكاء الاصطناعي، حققت أرباحاً متوافقة مع توقعات الأرباح منذ الربع الأخير من العام الماضي، مما عزز ثقة المستثمرين.
وصرح كبير مديري الاستثمار في شركة "بيكتيت" لإدارة الأصول، يونغ جاي لي، "من المتوقع أن يشهد هذا القطاع نمواً هائلاً، وسيستمر في ذلك مستقبلاً. وسيظل الذكاء الاصطناعي قطاعاً رئيساً في الأسواق الناشئة".
قد تساعد ثورة الذكاء الاصطناعي أسهم الأسواق الناشئة على تجاوز عقبة رئيسة وهي أداء الأرباح، إذ تخلفت نتائج الشركات عن التوقعات كل ربع عام منذ أوائل 2022، إذ فشلت شركات (مؤشر MSCI) للأسواق الناشئة مجتمعة في تحقيق توقعات الأرباح بأكثر من 12 في المئة، وفقاً لبيانات جمعتها "بلومبيرغ".