ملخص
تعتزم إسرائيل توسيع نطاق حملتها في القطاع والسيطرة على مدينة غزة، فيما جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 22 شهراً في غزة متعثرة منذ أسابيع، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات في يوليو.
قال رئيس الوزراء النيوزيلندي كريستوفر لوكسون اليوم الأربعاء إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "فقد صوابه" في الوقت الذي تدرس فيه بلاده ما إذا كانت ستعترف بالدولة الفلسطينية.
وقال لوكسون للصحافيين إن نقص المساعدات الإنسانية والتهجير القسري للسكان وضم غزة أمر مروع تماماً، مشيراً إلى أن نتنياهو قد تمادى كثيراً. وأضاف لوكسون، الذي يترأس حكومة ائتلاف تنتمي ليمين الوسط، "أعتقد أنه فقد صوابه. ما نراه بين عشية وضحاها، الهجوم على مدينة غزة، أمر غير مقبول على الإطلاق".
وقبيل انعقاد جلسة البرلمان النيوزيلندي اليوم الأربعاء، تجمع عدد قليل من المحتجين خارج مقره، حاملين آنية طهي.
وبعدما جرى إخراج النائبة عن حزب الخضر كلوي سواربريك من البرلمان أمس الثلاثاء إثر رفضها الاعتذار عن تعليقها الذي ألمحت فيه إلى أن السياسيين ضعفاء الشخصية لعدم دعمهم مشروع قانون "معاقبة إسرائيل على جرائم الحرب التي ترتكبها"، أُمرت سواربريك بمغادرة قاعة المناقشة لليوم الثاني اليوم الأربعاء بعد أن رفضت مرة أخرى الاعتذار.
وعندما رفضت المغادرة، صوتت الحكومة على إيقافها عن العمل.
وقال رئيس مجلس النواب جيري براونلي "لقد اتُهم ثمانية وستون عضواً من أعضاء هذا المجلس بضعف الشخصية... لم يسبق أن تم قبول إهانات شخصية مثل تلك التي تم توجيهها داخل خطاب في هذا المجلس ولن أكون أول من يقبلها".
وهتفت سواربريك خلال مغادرتها "فلسطين حرة".
السماح بالمغادرة
من جهته أعلن نتنياهو، أمس الثلاثاء، أن بلاده "ستسمح" لسكان غزة الذين يريدون الفرار من الحرب المستمرة في القطاع بالمغادرة إلى الخارج، مع استعداد الجيش لتوسيع نطاق حملته.
وكانت دعوات سابقة لترحيل الغزيين إلى خارج القطاع بما فيها التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أثارت مخاوف في صفوف الفلسطينيين واستدعت إدانات دولية.
ودافع نتنياهو عن استراتيجيته الحربية في مقابلة نادرة مع وسيلة إعلامية إسرائيلية، بثت بعيد إعلان مصر أن الوسطاء يعملون لإحياء هدنة الـ60 يوماً في غزة. وسئل نتنياهو خلال مقابلة بالعبرية مع قناة "آي 24 نيوز" الدولية عن احتمال مغادرة سكان غزة إلى الخارج، فأجاب أن "هذا الأمر يحصل في كل النزاعات"، مضيفاً "سنسمح بذلك، خلال المعارك وبعدها".
وأضاف، "نمنحهم الفرصة لمغادرة مناطق القتال في المقام الأول، ومغادرة القطاع عموماً، إذا رغبوا في ذلك"، مشيراً إلى مغادرة لاجئين خلال الحروب في سوريا وأوكرانيا وأفغانستان.
في قطاع غزة تفرض إسرائيل منذ سنوات تدابير صارمة على الحدود ومنعت كثراً من المغادرة. وقال نتنياهو "سنسمح بذلك داخل غزة في المقام الأول خلال المعارك، وسنسمح لهم بالتأكيد بمغادرة غزة أيضاً".
وأضاف، "نتحدث إلى عديد من الدول التي يمكن أن تكون مضيفة، ولكن لا يمكنني أن أفصل ذلك هنا. غير أن الأمر الطبيعي بالنسبة إلى جميع من يتكلمون، جميع من يبدون قلقهم على الفلسطينيين ويريدون مساعدتهم، أن يفتحوا أبوابهم".
وأي مسعى بالنسبة للفلسطينيين لإجبارهم على مغادرة أراضيهم سيُعيد إلى الأذهان ذكرى "النكبة" مع قيام دولة إسرائيل عام 1948.
وكان نتنياهو قد صرح في وقت سابق بأن حكومته تعمل على إيجاد دول ثالثة تستقبل سكان غزة، وذلك عقب اقتراح ترمب طردهم وتطوير القطاع كوجهة سياحية. ودعا وزراء اليمين المتطرف في ائتلاف نتنياهو إلى رحيل "طوعي" لفلسطينيي غزة.
وتعتزم إسرائيل توسيع نطاق حملتها في القطاع والسيطرة على مدينة غزة، فيما جهود التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الحرب المستمرة منذ 22 شهراً في غزة متعثرة منذ أسابيع، بعد انهيار الجولة الأخيرة من المفاوضات في يوليو (تموز).
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي خلال مؤتمر صحافي في القاهرة "نبذل جهداً كبيراً حالياً بالتعاون الكامل مع القطريين والأميركيين"، وأضاف أن "الهدف الرئيس هو العودة الى المقترح الأول، وقف لإطلاق النار لـ60 يوماً، مع الأفراج عن بعض الرهائن وبعض المعتقلين الفلسطينيين وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى غزة من دون عوائق ومن دون شروط".
الحية يزور القاهرة
يأتي هذا في الوقت الذي وصل فيه خليل الحية رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة إلى القاهرة لإجراء محادثات بهدف إحياء خطة لوقف إطلاق النار تدعمها الولايات المتحدة.
وانهارت أحدث جولة من المحادثات غير المباشرة في قطر بعدما وصلت إلى طريق مسدود في أواخر يوليو (تموز) الماضي، مع تبادل إسرائيل وحركة "حماس" الاتهامات بالمسؤولية عن عدم إحراز تقدم بشأن اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً واتفاق لتحرير الرهائن.
وقال طاهر النونو القيادي في "حماس" في بيان، إن اجتماعات الحركة مع المسؤولين المصريين المقرر أن تبدأ، اليوم الأربعاء، ستركز على سبل وقف الحرب وإيصال المساعدات و"إنهاء معاناة شعبنا في غزة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في أثناء ذلك، قال وزراء خارجية 24 دولة من بينها بريطانيا وكندا وأستراليا وفرنسا واليابان، الثلاثاء، إن الأزمة الإنسانية في غزة وصلت إلى "مستويات لا يمكن تصورها" وحثوا إسرائيل على السماح بدخول المساعدات إلى القطاع من دون أي عراقيل.
وتنفي إسرائيل مسؤوليتها عن تفشي الجوع في غزة، وتتهم "حماس" بسرقة شحنات المساعدات، وهو ما تنفيه الحركة.
وتقول إسرائيل، إنها اتخذت خطوات للسماح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع، بما في ذلك وقف القتال لجزء من اليوم في بعض المناطق والإعلان عن مسارات محمية لقوافل المساعدات.
وقف إطلاق النار
قال مسؤول فلسطيني مطلع على محادثات وقف إطلاق النار، إن "حماس" مستعدة للعودة إلى طاولة المفاوضات، وإن القادة الذين يزورون القاهرة سيؤكدون هذا الموقف.
وذكر المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه لحساسية الأمر، لـ"رويترز"، "(حماس) تعتقد أن المفاوضات هي الطريق الوحيد لإنهاء الحرب وهي منفتحة على مناقشة كل الأفكار التي ممكن أن تعرض عليها ما دام ذلك سيؤدي إلى وقف الحرب".
وقالت قناة "القاهرة" الإخبارية التلفزيونية التابعة للحكومة المصرية، إن وفد "حماس" وصل إلى مصر لإجراء مشاورات بشأن محادثات وقف إطلاق النار.
ولكن يبدو أن هوة الخلافات بين الجانبين لا تزال واسعة في ما يتعلق بقضايا رئيسة، بما في ذلك حجم أي انسحاب عسكري إسرائيلي والمطالبة بنزع سلاح "حماس"
شروط نزع السلاح
قال مسؤول في "حماس"، إن الحركة مستعدة للتخلي عن حكم غزة لمصلحة لجنة غير حزبية، لكنها لن تلقي سلاحها قبل إقامة دولة فلسطينية.
وتوعد نتنياهو بعدم إنهاء الحرب قبل القضاء على "حماس"، ويريد حلفاء نتنياهو في الائتلاف القومي المتطرف المنتمي إلى تيار اليمين استيلاء إسرائيل على غزة وإعادة استيطانها بشكل كامل.
ميدانياً، قال شهود ومسعفون، الثلاثاء، إن الطائرات والدبابات الإسرائيلية واصلت قصف المناطق الشرقية من مدينة غزة خلال الليل، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً على الأقل.
من جانبها، قالت وزارة الصحة في غزة اليوم، إن 89 فلسطينياً قتلوا بنيران إسرائيلية خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأشار شهود ومسعفون إلى أن القصف الإسرائيلي لمدينة غزة خلال الليل أسفر عن مقتل سبعة أشخاص في منزلين في حي الزيتون وأربعة في مبنى سكني بوسط المدينة.
وفي جنوب القطاع، أفاد مسعفون بمقتل خمسة أشخاص بينهم زوجان وطفلهما في غارة جوية إسرائيلية على منزل في مدينة خان يونس وأربعة في غارة على مخيم في منطقة المواصي الساحلية القريبة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه ينظر في التقارير وإن قواته تتخذ احتياطات للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين. وبشكل منفصل، قال الثلاثاء، إنه قتل عشرات المسلحين في شمال غزة خلال الشهر المنصرم ودمر مزيداً من الأنفاق التي يستخدمها المسلحون في المنطقة.
مزيد من الوفيات بسبب الجوع
أعلنت السلطات الصحية في غزة وفاة خمسة أشخاص آخرين، بينهم طفلان، بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية. وأضافت الوزارة أن الوفيات الجديدة ترفع عدد الوفيات الناجمة عن الأسباب نفسها إلى 227، بينهم 103 أطفال، منذ بدء الحرب.
وتشكك إسرائيل في أرقام الوفيات الناجمة عن سوء التغذية التي أعلنتها وزارة الصحة في القطاع الذي تسيطر عليه حركة "حماس".
مقتل الصحافيين
رفضت الولايات المتحدة، أمس الثلاثاء، توجيه انتقادات لإسرائيل بشأن مقتل صحافيين عاملين في قناة "الجزيرة" في قطاع غزة، محيلة أي أسئلة بهذا الصدد إلى إسرائيل.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس للصحافيين، إن "ما سأقوله لكم هو أننا نحيلكم إلى إسرائيل في أي معلومات تتصل بالشريف".
وأبدت احترامها للصحافيين الذين يتولون تغطية مناطق الحرب، لكنها لفتت إلى أن عناصر "حماس" "متغلغلون في المجتمع، ويتظاهرون بأنهم صحافيون". ودانت دول أوروبية وعربية والأمم المتحدة ومنظمات تعنى بحماية الحريات الإعلامية الضربة الإسرائيلية.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، "ثمة حاجة في حالات مماثلة إلى تقديم دليل واضح، في إطار احترام سيادة القانون، لتجنب استهداف صحافيين".