ملخص
إن كان ترمب أعلن أن "أرمينيا وأذربيجان تلتزمان وقفاً نهائياً للقتال"، فإن عدداً ضئيلاً من سكان يريفان أبدوا حماسة حيال هذا الاتفاق.
يسعى سكان يريفان إلى فهم الاتفاق الذي جرى توقيعه بين أرمينيا وأذربيجان أول من أمس الجمعة في واشنطن، وما يمكن أن يعنيه بالنسبة إليهم.
والتقى رئيس أذربيجان إلهام علييف رئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان في البيت الأبيض برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لتوقيع اتفاق سلام ينهي خلافات مستمرة منذ عقود بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين.
وإن كان ترمب أعلن أن "أرمينيا وأذربيجان تلتزمان وقفاً نهائياً للقتال"، فإن عدداً ضئيلاً من سكان يريفان أبدوا حماسة حيال هذا الاتفاق.
وقال أساتور سرابيان البالغ 81 سنة إن "التوقيع على الوثيقة أمس أمر جيد، لأن لا خيار آخر أمام أرمينيا". ورأى أن بلاده لم تحصل على شيء يذكر بموجب الاتفاق، لكنه يمثل على رغم ذلك خطوة في الاتجاه الصحيح، مضيفاً "عددنا ليس كبيراً، ولا جيش قوي لنا، ولا حليف قوي خلفنا، خلافاً لأذربيجان. هذا التوقيع فرصة جيدة للسلام".
كذلك اعتبرت مارو هونيان (31 سنة) الطامحة لخوض المجال الدبلوماسي أن الاتفاق "مقبول" بشرط ألا يخالف دستور بلادها. وقالت "إن التزمت أذربيجان كل الاتفاقات... سيكون هذا في غاية الأهمية بالنسبة إلينا، لكنني لست واثقة من أنها ستفي بوعودها و(تحترم) بنود الاتفاق".
أما أناهيت إيلاسيان (69 سنة)، فأبدت معارضتها للاتفاق، وخصوصاً مشروع إنشاء منطقة عبور تربط أذربيجان بجيب نخجوان عبر أرمينيا، تعرف باسم "ممر زنغزور".
وقالت معلقة على هذه النقطة تحديداً "إننا نخسر في الواقع السيطرة على أراضينا، وكأن علي داخل شقتي أن أسأل شخصاً غريباً إن كان بوسعي الانتقال من غرفة إلى أخرى". وهي تأمل ألا يتم "طرد" روسيا من المنطقة، وهي حليفة لأرمينيا على رغم تراجع العلاقات بينهما خلال العامين الماضيين.
وانتقدت إيلاسيان رئيس الوزراء معتبرة أنه "يقرر وحده عن الجميع" وقدم "تنازلات بلا نهاية لأذربيجان". وتابعت "لم نحصل على شيء في المقابل، لا أسرانا ولا أراضينا المحتلة، لا شيء، إنها مجرد قطعة ورق بالنسبة إلينا".
وأعرب شافارش هوفانيسيان المهندس المعماري البالغ 68 سنة عن الرأي ذاته، معتبراً أن الاتفاق "مجرد معاملة إدارية لا تجني منها أرمينيا شيئاً". وقال "لا يمكننا أن نثق بأذربيجان"، متهماً باشينيان بأنه "أدار ظهره" لروسيا وإيران.
وأضاف مبدياً أسفه "إنه وثيقة استسلام أكثر مما هو اتفاق سلام"، معتبراً أن "ترمب لا يفكر إلا بصورته وبجائزة نوبل" للسلام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وبعد توقيع الاتفاق، اقترح علييف وباشينيان ترشيحاً مشتركاً مع أرمينيا للرئيس الأميركي لجائزة نوبل للسلام، وأشاد باشينيان بـ"سلام" تاريخي مع أذربيجان.
من جانبه أعلن ترمب أن البلدين تعهدا "بوقف أي نزاع نهائياً وإقامة علاقات تجارية ودبلوماسية والاحترام المتبادل لسيادة البلد الآخر وسلامة أراضيه".
وأوضحت الباحثة المستقلة المتخصصة في القوقاز، أوليسيا فارتانيان، أن اتفاق واشنطن "يوفر بالتأكيد مزيداً من الاستقرار ومزيداً من الضمانات للأشهر بل حتى للأعوام المقبلة".
لكن على ضوء النزاعات المزمنة بين أرمينيا وأذربيجان اللتين خاضتا في الماضي حربين على خلفية الحدود والأقاليم ذات النسيج العرقي المتباين ضمن أراضيهما، "أخشى أن يكون يتحتم علينا الاكتفاء بالتخطيط للمدى القريب جداً".