Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معارك مبكرة يخوضها الحزب البريطاني الوليد

ضبابية الرؤية والانقسام حول القيادة يقلصان التفاؤل بأداء جيد في الاستحقاق البلدي القريب

مؤسسا الحزب الجديد جيرمي كوربين وزارا سلطانة(غيتي) 

ملخص

ينقسم مؤسسو الحزب اليساري الجديد في بريطانيا في شأن شكل القيادة وشخصها، فيما يخشى المهتمون والمؤيدون أن تؤثر ضبابية الرؤية وضيق الوقت على أداء "حزبكم" أو "حزبك" خلال استحقاق بلدي يبعد أشهراً فقط عن مؤتمر التأسيس المزمع في الخريف المقبل.

لم تكن ولادة الحزب اليساري الجديد في بريطانيا قوية ومؤثرة، فقد شابتها حال من التردد ما زالت مستمرة حتى اليوم، كما تتحدث تقارير صحافية عن خلاف مبكر بين مؤسسيه الزعيم السابق لحزب العمال النائب جيريمي كوربين وزميلته في مجلس العموم زارا سلطانة في شأن من يقود الحزب في بدايته.

يبدو أن الحزب الذي أطلق عليه موقتاً "حزبكم" على أن يختار الأعضاء لاحقاً الاسم المناسب له، يشهد معركة مبكرة على القيادة، بعض الأعضاء يؤيدون منافسة ديمقراطية مفتوحة على الزعامة، فيما قال مصدر مطلع لشبكة "سكاي نيوز" إنه من الصعب تخلي كوربين عن قيادة الحزب قبل مؤتمره الأول.

بالنسبة إلى سلطانة تُظهر اهتماماً بالرئاسة المشتركة للحزب مع كوربين ولا تفضل إجراء أية منافسات على زعامة "حزبكم" في المرحلة الأولى، لكن ثمة معارضة قوية لهذا المبدأ بين أعضاء الحزب لأنها تمنح سلطانة أفضلية ربما لا تستحقها أو أن هناك آخرين يحدون أنفسهم أفضل منها وأصلح للعمل.

المعارضون لسلطانة يبررون موقفهم بخلو سجلها من تجربة قيادية سابقة، ولذلك هم يفضلون إما زعامة كوربين لمدة لا تقل عن عامين حتى يقف الحزب على قدميه كما يقال، وإما منافسة ديمقراطية تأتي إلى بمن هو كفء وأهل إلى رئاسة "حزبكم" من بين مجموعة الأسماء التي قد تترشح لهذا المنصب.

رد سلطانة على السجال الدائر جاء عبر تغريدة كتبت فيها على منصة "إكس" أنها تود قيادة مشتركة للحزب الجديد مع كوربين، لكنها لا تمانع إطلاق عملية ديمقراطية لاختيار زعيم التيار السياسي، منددة بتعليقات عنصرية تقلل من إمكاناتها أو تلعب دوراً خبيثاً في بث التفرقة داخل الحزب، وفق تعبيرها.

متحدث باسم كوربين قال للشبكة الإنجليزية إنه سيعمل مع زارا وزملائه المستقلين وأشخاص من النقابات العمالية والحركات الاجتماعية في جميع أنحاء البلاد لجعل مؤتمر الخريف حقيقة واقعة، وتلك ستكون اللحظة التي يجتمع فيها الناس لإطلاق حزب ديمقراطي جديد ينتمي إلى أعضائه ويختار قادته.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من وجهة نظر الصحافي مايكل بنيون قد يستقطب الحزب اليساري الجديد أعداداً من المسلمين وأنصار القضية الفلسطينية في بريطانيا، وكذلك الطبقات الفقيرة التي تحمل مطالب بسياسات داعمة للقطاع العام والعمال، لكن من الصعب أن يكون "حزبكم" تياراً سياسياً منافساً بصورة عامة لبقية التيارات السياسية.

ولفت بنيون في حديث مع "اندبندنت عربية" إلى أن كلاً من كوربين وسلطانة ينتمي لأقصى اليسار، بالتالي قد يمثل التجمع الجديد ما يمكن وصفه بـ"اليسار المتطرف" في البلاد، لكنه لن ينطوي على تأثير قوي في المشهد السياسي كما يفعل اليمين المتطرف مع حزب "ريفورم" الذي يقوده نايجل فاراج.

واستبعد بنيون أن يتقدم أي نائب في "العمال" الحاكم بالاستقالة من أجل الانضمام إلى الحزب الجديد، وبرأيه، الرهان على "حزبكم" لا يبدو صائباً في مقابل الحزب الأحمر الذي يتمتع بالأكثرية البرلمانية ومن الممكن أن يحتفظ بالسلطة مدة 5 سنوات أخرى بعد انتخابات 2029 وفق المعطيات الراهنة.

على صعيد المجالس المحلية تقدمت عضو بلدية "كوفنتري" جريس لويس، والبالغة من العمر 22 سنة، باستقالتها من حزب العمال من أجل الانضمام إلى تجمع كوربين وسلطانة، كما قرر ستة أعضاء بلدية مستقلين من منطقة "هاستينغ" جنوب إنجلترا نيتهم الانضمام للحزب الجديد فور إطلاقه رسمياً.

يستعد الأكاديمي كامل حواش، وهو عضو سابق في حزب العمال، للانضمام إلى حزب كوربين وسلطانة، أدرج اسمه في قائمة المهتمين بهذا التجمع السياسي الجديد، لكنه ينتظر وضوح الصورة من ناحية كيف ومن سيديره. 

يقول حواش في حديث مع "اندبندنت عربية" إن عدد المهتمين أو المسجلين في قاعدة بيانات موقع الحزب المرتقب قد تجاوز 800 ألف شخص حتى الآن، ولكن لا يعرف كم نسبة الذين سينضمون فعلياً بعد المؤتمر التأسيسي للحزب. 

يتوقع حواش أن يصل عدد أعضاء "حزبكم" إلى نصف مليون نسمة، ونظرته المتفائلة هذه تستند إلى إرث كوربين و"حاجة اليسار إلى حزب يعبر عن الذين يقفون بعيداً من الوسط ولا يبحثون عن التنازلات والمساومات في مطالبهم". 

وسيمثل التيار الجديد الذي تريد سلطانة تسميته وفق حواش، حزب اليسار، ويفكر كوربين في "مشروع العدالة والسلام"، نافذة للمتشددين في يساريتهم، ومن الأفضل أن يقوده زعيم العمال السابق، بينما تحتفظ سلطانة بمنصب نائب الرئيس، من وجهة نظر حواش الذي يخشى ضيق الوقت أمام التيار السياسي الوليد قبيل استحقاق البلدية في مايو (أيار) المقبل. 

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير